قال الارشمندريت بولس قريط راعى كاتدرائية القيامة للروم الملكيين الكاثوليك بمصر : انه لأول مرة في تاريخ الكنيسة في مصر و تاريخ الباركليسي المجمع ستقام صلاة الباركليسي بكاتدرائية القيامة بالقاهرة يوم الجمعة المقبل الموافق 7 أغسطس الجارى ، بحضور و مباركة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك.
وعن صلاة “الباراكليسي” قال الارشمندريت بولس قريط : انها الصلاة الابتهاليّة لوالدة الإله وكلمة باركليسي تعني التعزية أو الابتهال ، و تُعتبر صلاة البراكليسي من أروع النصوص الليتورجيّة ، وهي عبارة عن صلاة ابتهاليّة – تضرعيّة لوالدة الإله وهذا ليس بالأمر الغريب فإن العذراء مريم تحتلُّ مكانةً فريدة في الليتورجية، وقد نُظم الكثير في مديحها واستشفاعها.
أضاف قريط ، ان في الكنيسة الأرثوذكسيّة يعتبر شهر آب (أغسطس) شهر العذراء مريم و جميل أن نتذكّر ونعيد ما قالته أليصابات بالروح القدس للعذراء مريم عندما زارتها: ” من أين لي أن تأتي أم ربّي إليّ ؟ ” والأجمل أن نحيا ما قالته أليصابات ونعي هذا الحضور.
و أشار الارشمندريت بولس ان هناك الباراكليسي الصغير والباراكليسي الكبير، ويُرتّلان بالتناوب أيّام صيام السيّدة في شهر آب (أغسطس) من أوّل الشهر لغاية الرابع عشر منه استعداداً لعيد رقاد والدة الله ، إلاّ أن هناك مؤمنون يتابعون تلاوته حتى آخر الشهر مكرّسين شهر آب بالكامل لوالدة الأله، كما يمكن أن تُرتّل صلاة البراكليسي الصغيرة في أيّة حاجة مرضية أو ضيق ما.
وتابع قائلاً : جرت العادة ان ترّتّل في الأديرة على مدار السنة بعد الغروب أو ضمن صلاة النوم، وفي أعياد قدّيسين وكثير المؤمنين يضعها ضمن قانونه وصلاته اليوميّة وقد وضعت الكثير من ابتهالات الباراكليسي للكثير من القدّيسين مثل القدّيس جاورجيوس والقدّيس سيرافيم ساروفسكي وغيرهم، ويتضرّع فيها المؤمنون إلى الله طالبين منه الرحمة والتعزية من أجل والدة الإله والقدّيسين الذين أرضوه منذ الدهر.
و عن تاريخ هذه الصلاة قال الارشمندريت : انه يتحيّر الدارسون من نسب نظم البراكليسي الصغير بين الراهب ثاوستيركتس المتوحد أو ثاوفانس أمّا بالنسبة للكبير فيقولون أنّه من نظم الملك ثاودوروس دوكالاسكريس و جرت العادة في الأجيال الأولى للمسيحية ، أن يطوف الشعب القسطنطيني الحسن العبادة بخشبة الصليب الكريم في شوارع القسطنطينية، من أول آب (أغسطس) و لغاية 14 منه لتكريس المدينة وحفظها من الأمراض وخصوصًا من رمد العيون، الذي قد كان ممكنًا ان يتفشّى في الشعب في ذلك الشهر، وكان البطريرك والمؤمنون يدخلون كنيسة آجيا صوفيا ويتلون الباراكليسي بخشوع ٍ كبير ويصومون الصيام المعروف بصيام السيدة من 1 ولغاية 14 آب.
و عن كتب خدمة صلاة البراكليسي الابتهاليّة لوالدة الإله قال الارشمندريت بولس : اننا نجد ترجمات مختلفة لنصوص خدمة البراكليسي وحتى للأوزان نفسها، وقد صدر في عام 2004 عن منشورات اللجنة الليترجية البطريركية ، حيث أن كان صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث رئيسًا لها ، كتابًا ضم نص خدمة هذه الصلاة مع النوتات الموسيقية وCD مرفق من قبل جوقة الاب مكاريوس هيدموس المخلصي، وذلك وفق تعريب قامت به اللجنة، وقد دُقق النص من حيث معانيه على الأصل اليوناني، وضُبط من حيث إيقاعه على أوزانه الأصلية وهنا مثلًا مقارنة لإحدى طروباريات هذه الصلاة من هذا الكتاب ومن طبعة قديمة: طروبارية باللحن الرابع (النص القديم) الى والدة الاله العذراء، هلم نسع بحرص واجتهاد نحن الخطأة الحقيرين البائيسين ونركع لها بالتوبة ساجدين، ونصرخ اليها من عمق القلب قائلين: أيتها السيدة أعضدينا، هلمي واسرعي وخلصينا نحن الهالكين في الخطايا والمآثم. فلا تتركي الآن عبيدك مهملين، لأنك أنت عون ورجاء ثابت.. طروبارية باللحن الرابع (النص الجديد المنقح والمرنم )إِلى والدَةِ الإِله. فلنُبادِرِ الآنَ بنشاطٍ. نحنُ الخطأةَ الأَذلاء. وَلْنَسجُدْ بتوبةٍ. صارخينَ من عُمْقِ النفس. أَيتها السيِّدةُ أَنجِدينا مُتحنِّنةً علينا. أَسرعي فقد أَشرَفنا على الهلاكِ لكثرَةِ المآثم. فلا تَرُدِّي عَبيدَكِ خائبين. لأَننا قد اتَّخذناكِ رجاءَنا الوحيد.