قال الانبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا في بيان صدر له اليوم الأحد بعنوان : “القرعة الهيكلية “… قال فيه: نحن فخورون بالآباء الثلاثة الذين تمّ اختيار البابا من بينهم ، مثلما كُنّا فخورين بالخمسة المختارين، بل كُنّا فخورين بالسبعة عشر مرشحًا
قال الانبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا في بيان صدر له اليوم الأحد بعنوان : “القرعة الهيكلية “… قال فيه: نحن فخورون بالآباء الثلاثة الذين تمّ اختيار البابا من بينهم ، مثلما كُنّا فخورين بالخمسة المختارين، بل كُنّا فخورين بالسبعة عشر مرشحًا.
فبعد نياحة البابا شنوده بدأ السؤال والتخمين عن الأسماء التي ستُرشَّح، ثم الأسماء التي ستُستَخلَص من المرشحين، ثم الثلاثة الذين سيحصلون على أعلى الأصوات في الانتخابات، أمّا في المرحلة الأخيرة ( القرعة الهيكلية ) فليس هناك موضع للتخمين ولا للتوقع، وكذلك لا إعراب لرغبة في أن يكون المختار شخصًا بعينه، فقد وُضِع الأمر بين يدي الرب، ومن ثَمّ فلا إلحاح ولا وصاية ولا مراهنة.
وكشف الأنبا مكاريوس في بيانه عن ان المرشّحون الثلاثة قبل الاعلان الالهي للقرعة الهيكلية لا شك أنهم فخورون بكونهم المختارين من بين ملايين الأقباط ليتولّوا هذه المسئولية الكبيرة وليصبح أحدهم بابا الأقباط، ويدخلوا التاريخ من أعظم أبوابه، غير أن كلاً منهم أيضًا مهموم ، بل ومرتعب أن تقع عليه القرعة، فيتحمل هذه المسئوليات الجسام ويصبح مسئولاً أمام الله والكنيسة والتاريخ عن الفترة التي سيتبوّأ فيها العرش المرقسي؛ كما أن كلاً منهم أيضًا ساورته الأفكار والشكوك حول إذا ما لم يقع عليه الاختيار في القرعة، وإن كان ذلك يُعدّ رفضًا له من الله، أو انه غير جدير بهذه الرتبة والكرامة، وكيف أن عليه أن يحيا من بعدها في الظل، وقد يصبح موضع شفقة أو شماتة للبعض، ولكن المعروف عن ثلاثتهم أنهم زاهدون في الكرامة ، ولكنهم في الوقت ذاته مستعدون لتحمل المسئولية بشجاعة واتضاع.
وليس للقرعة مؤشرات أولى، بل في لحظة خاطفة ، وكأن الزمن يتوقف فيها، وكأن الناس على رؤوسهم الطير: ينطلق صوت القائمقام كالرعد ليعلن الاسم المختار، لتحدث صدمة الفرح، وليتحوّل المكان إلى سحابة من البهجة ما بين الصياح والزغاريد والتلويح والهتافات، التي تعلن بحماسة منقطعة النظير قبول الشعب التام لمن اختاره الرب، ليجلس على الكرسي المرقسي قائلين: “قبلنا يارب بفرح ذاك الذي اخترته”.
كثيرون يبهرهم الموقف والأحداث ويغشاهم الفضول، لأن شيئًا نادر الحدوث ، وإن كان البعض لا يهمه في النهاية من يكون البطريرك القادم، فهو خاضع للكل ومحب لهم، كما يتابع بعض من إخوتنا المسلمين هذا الحدث متعجبين بسبب اهتمام الأقباط البالغ بالأمر، لا سيما وقد قامت الفضائيات القبطية وغيرها بمتابعة وتغطية شاملة للحدث.
ما أطول هذه الساعات قبل القرعة ، وما أرهب وأخطر تلك اللحظة التي يُسمّى فيها بطريرك الأقباط الثامن عشر بعد المئة. أما الثلاثة فهم عظماء ومحبوبون وجديرون بالمسئولية، وثلاثتهم تمنون ألا يقع عليهم الاختيار، وهم يصلون بحرارة “في ليلة كانت هي الأطول والأعجب في حياتهم” قائلين : “لتكن مشيئتك”.
إس