اليوم نقدم شيئاً جديداً في تذكار نياحة حامي الإيمان “أثناسيوس الرسولي” وأفضل شيء نتحدث عنه اليوم هو قصة عودة رفاته لمصر والمكان الذي يسكن فيه أثناسيوس الرسولي حالياً، وهو مزاره الجميل والهادئ والرقيق المملوء بالروحانية، الكائن أسفل كاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية والمجاور لكنيسة السيدة العذراء والأنبا بيشوى.
في 20 نوفمبر 2013 قام قداسة البابا تواضروس الثاني بإفتتاح مزار أثناسيوس الرسولي بعد تجديده، وسط حضور لفيف من أساقفة المجمع المقدس ” الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، الأنبا جبريل أسقف النمسا، الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة، الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس، الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي” والعديد من أساقفة المهجر والسكرتارية الخاصة بالبابا، وعدد من الكهنة .
يضم المزار أجساد كل من ” المتنيح الأنبا صموئيل أول أسقف للخدمات” الذى استشهد مع الرئيس الراحل السادات عام 1981، والمتنيح “أبونا ميخائيل أبراهيم” الذى تنيح عام 1976، وعلى الجهة اليمنى المتنيح “الأنبا غريغوريوس” أول أسقف للدراسات العليا والثقافة القبطية والبحث العلمي الذى تنيح عام 2001.
” قصة إعادة رفات أثناسيوس لأرض مصر على يد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في عام
1973″
لقد كان جسد أبينا القديس البابا أثناسيوس الرسولي موجودًا بالإسكندرية في مقبرة الآباء البطاركة حتى القرن الثامن الميلادي، وعندما استخدمت القسطنطينية نفوذها في نقل جسد البابا إليها ظل بها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، عندما نقل إلى مدينة فينسيا الإيطالية وضع في كنيسة القديس زكريا.
عندما كانت الكنيسة تحتفل بمرور 1600 على نياحة البابا أثناسيوس الرسولي عزم قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث على إحضار جزء من رفات سلفه العظيم البابا أثناسيوس الرسولي.
وبعد مفاوضات استمرت طويلًا وافق البابا بولس السادس بابا روما الراحل على طلب الكنيسة القبطية توثيقًا لأواصر المحبة والود بين الكنيستين. ودعمًا للتقارب.
قام البابا شنودة الثالث برحلة إلى روما، على رأس وفد يضم لفيف من المطارنة الكبار الأنبا يؤانس العلامة أسقف الغربية السابق، والأنبا أثناسيوس مطران بني سويف الاسبق، وعدد من مطارنة الكنيسة
التقى فيها بالبابا بولس السادس في شهر مايو عام 1973م ليكون أول لقاء بين الكنيستين منذ عام 451م.
في يوم الأحد 6 مايو 1973م أقام قداسة البابا شنودة الثالث قداسًا قبطيًا بكنيسة القديس أثناسيوس بروما بمناسبة ذكرى نياحته (تبعًا للتقويم الغربي)، وأشترك معه أعضاء الوفد المصري من المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة، ثم حضر البابا شنودة ومرافقوه القداس الذي أقامه البابا بولس السادس ثم تسلم قداسته رفات البابا أثناسيوس في كأس ذهبي كبير، ثم سارا معًا في موكب من المذبح إلى الكنيسة.
والرفات عبارة عن عظمة مقدسة من عظام القديس أثناسيوس الطاهر وضعت داخل كأس من الذهب الخالص صنعت خصيصًا لها، وأغلق عليها بإحكام، ثم وضعت الكأس في صندوق خشبي مغطى بقطعة من قماش القطيفة .الثمينة زيتية اللون
تسلم قداسة البابا شنودة مع الرفات أيضًا وثيقة رسمية مكتوبة باللاتينية وبإمضاء الكاردينال المختص بحراسة الذخائر المقدسة بالڨاتيكان. وهذه الوثيقة تشهد بأن الرفات هي للقديس أثناسيوس الرسولي.
في المساء يوم الخميس 10 مايو 1973م وصلت الطائرة التي تقل البابا شنوده الثالث ومعه رفات البابا أثناسيوس الرسولي. وكانت الجموع قد احتشدت في مطار القاهرة وعلى طول الطريق.. وتقدم قداسة البابا في النزول من الطائرة واستقبلته الجماهير بالفرح والزغاريد والألحان الكنسية.
وأندفع الكهنة لحمل الرفات المقدس ونوال بركته
سار الموكب البابوي خارج المطار إلى الكاتدرائية بالأنبا رويس. وقد جلس البابا في سيارته وبجواره رفات البابا أثناسيوس وهو في الصندوق الكبير والمغطى بالقطيفة الخضراء لدواعي السفر. حيث كانت تنتظره الآلاف بالكاتدرائية وبعد جهد كبير وصعوبة بالغة تمكن قداسة البابا أن يشق طريقه وسط الشمامسة في موكب كنسي داخل الكاتدرائية.
قدم قداسته صلاة الشكر، ووضع رفات القديس أثناسيوس على المذبح الرئيسي.
وفي يوم الاثنين 14 مايو 1973م بدأت الاحتفالات الكبرى التي أستمرت لمدة أسبوع إحتفالاً بذكرى مرور 1600 سنة على نياحة البابا أثناسيوس الرسولي التي شارك فيها ضيوف كثيرة من أنحاء العالم. على رأسهم ” البطريرك الأنطاكي الراحل مار أغناطيوس يعقوب”.
في اليوم التالي أقيم القداس الإلهي وهو يوم نياحة القديس 15 مايو 1973م وبعد الانتهاء من القداس، ثم أخذ رفات البابا أثناسيوس في موكب مهيب إلى أسفل الكاتدرائية حيث وضع في مقصورة خاصة أعدت خصيصًا كان يعلوها صورة جميلة للقديس أثناسيوس
أقيمت العديد من الندوات العلمية واللاهوتية التي تحدثت عن البابا أثناسيوس الرسولي، تحدث فيها الكثيرون عن شخصيته وجهاده ودوره في حفظ إيمان الكنيسة.
كما أقيمت أيضاً إحتفالات مماثلة في الإسكندرية رأسها قداسة البابا وشارك فيها عدد كبير من ضيوف الكنيسة، وألقيت فيها العديد من الكلمات التي تحي ذكرى بطل الإيمان وحاميه البابا أثناسيوس الرسولي.
يذكر أنه قد تم عمل قداس إلهي اليوم بالمزار وحضرة العديد من المحبين للقديس العظيم “أثناسيوس الرسولى”
Discussion about this post