ارتبطت صناعة الفخار بقنا بعدة قرى داخل قنا وتحديدا قرى حجازة والمحروسة والرحمانية وغيرها، ويرجع تاريخ تلك الصناعة حينما جاءت إحدى العائلات واستقرت في عدة قرى بقنا وعملت في صناعة الفخار ليتوارث أبنائها الحرفة، وعليه انتشرت منتجات تلك الحرفة في ربوع مصر, فكان لا يوجد منزل إلا يوجد به “القلة القناوي” أو “الزير” إلى أن جاء اليوم وبدت تلك الحرفة في طريقها للإندثار في ظل ندرة الطلب على منتجات الفخار واللجوء للأجهزة الكهربائية ومسايرة التطور وترك معظم محترفي الصنعة المهنة بكونها أصبحت بلا عائد مادي يذكر يعين الصانع على مواجهة أعباء الحياة .
يقول حسن عبد الله (صانع أواني فخارية) أن صناعة الفخار فن توارثه عن والده الذي عمل بتلك المهنة منذ 60 عاما حيث كان والده يشارك بالكثير من المعارض لعرض أعماله الفنية من الأواني الفخارية، مضيفا أنه يعمل بتلك المهنة منذ أكثر من 25 عاما وكانت الصناعة مزدهرة مقارنة بالفترة الحالية مع التطور في الصناعات الحديثة من الألمونيوم والصيني وغيرها مما تراجعت معه الصناعة وضاقت بهم الظروف المعيشية .
يوضح “عبد الله” أن زوجات الحرفيين دور حيوي في مساعدة أزواجهم واستكمال أعمالهم في تلك الصناعة حيث تقوم المرأة بتركيب المقابض الخاصة بالأواني الفخارية مع إشعال النيران في الأفران لحرق الأواني .
يشير حمادة رمضان (حرفي بمصنع فخار) إلى أنه يعمل في المهنة منذ 14 عاما، واليوم أصبحت الحرفة لاتدر دخلا مادي معقول مما أدى لهروب العمال بحثا على الرزق . موضحا أنه بعد دخول الثلاجات والأجهزة الكهربائية للمنازل اختفى الطلب على غالبية الأواني الفخارية وأصبح الاعتماد الوحيد على صناعة قصارى الزرع وهي المنتج الوحيد الذي مازال يطلب ويتم توريد الكميات حسب الطلب بجمعية الفخاريين بالمحافظة .
يذكر رفعت حماد (عامل) تبدو صناعة الفخار والأوانى الفخارية متشابهة في الشكل وطريقة الاستعمال إلا أن لكل منطقة طابعها المميز في طريقة صناعتها التي تختلف من منطقة لأخرى. وتعتمد العديد من الأسر على تلك الحرفة في اسلوب الحياة ولقمة العيش وتتميز بطابع الأواني في الشكل مع إنتاج كافة الأحجام، ورغم المجهود المبذول في صناعة الفخار لا يتوازن مع المكسب فالأسعار رخصية ولا توجد مهنة أخرى متاحة لنا .
يضيف حسن زغلول (صانع فخار) كان ينتج 70 نقلة أسبوعيا أما الآن فننتج حوالي 9 نقلات فقط في الأسبوع، ولا يوجد تأمين على العمال أو الصناع بالحرفة .
يشير حسن هنداوي (صاحب مصنع فخار) أن الحرفة تتعرض لخطر الإنقراض و يطالبونا باستخراج التراخيص وبالضرائب في الوقت الذي يخيم الركود على الحرفة ومنتجاتها واتجاه العاملين لمهن أخرى بحثا عن رزق .