عقدت اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، أول اجتماع لها بكامل تشكيلها، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، لمناقشة وضع استراتيجية متكاملة لإدارة المواقع المصرية المسجلة كتراث عالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو.
وتعد تلك هي المرة الأولى التي تشكل فيها مصر لجنة متكاملة تشمل كل الوزارات والجهات المعنية، من أجل تطوير تلك المناطق، ومجابهة الأخطار التي تهددها، ومحاولة تسجيل المزيد من المواقع ضمن القائمة، وذلك انطلاقًا من رؤية جديدة تتفهم التعقيدات المتعلقة بهذه المسألة، والدور الذى يجب أن تلعبه كل جهة من الجهات المعنية، وضرورة وضع استراتيجية شاملة حول كيفية الاستفادة من إدراج هذه الكنوز على قائمة التراث العالمي، خاصة أن هذه القائمة بدأت في الأساس مع الحملة الدولية التي أطلقتها اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة في مارس عام 1960.
و طالبت اللجنة بالبدء فورًا بتطوير وحماية موقع «أبومينا» الأثري، باعتباره أحد أهم المواقع القبطية في العالم، الذي تم وضعه على قائمة التراث المعرض للخطر، بسبب مشكلة المياه الجوفية التي تهدد المنطقة.
وقال مصدر مسؤول بمنطقة آثار الإسكندرية “لوطني” أن الطلمبات المتعاقد عليها لمشروع خفض المياه الجوفية في المنطقة يبلغ عددها 170 طلمبة ب15 ملايين جنيه لم تصل حتى الآن، مشيرًا إلى أن الشركة المنفذه للمشروع انتهت من تعديل مسارات المواسير لتحقيق الإنسيابية أثناء شفط المياه من خلال الطلمبات الجديدة المقرر تركيبها بدلًا من الطلمبات القديمة التي تم تكهينها، لافتًا إلى أن الجديدة ستكون عالية الجودة والكفاءة وتتحمل العمل الشاق والبيئة المالحة الموجودة حيث إنها ستتعامل مع مياه شديدة الملوحة ما يتطلب كفاءة عالية ومقومات متفردة حتى تقوم بعملها بمنتهى الكفاءة وطبقًا للمواصفات العالمية.
وأوضح المصدر أن المنطقة كانت تواجه تعديات كثيرة من جانب الإعراب المحيطين بها حيث تمكنت منطقة أثار الإسكندرية بالتنسيق مع المنطقة الشمالية العسكرية والرقابة الإدارية ومديرية أمن الإسكندرية ومركز ومدينة برج العرب من إزالة التعديات بالكامل والبالغ عددها 11 تعدي واستعادة الأراضي المغتصبة بالكامل.
وأشار إلى أن الشركة المنفذة انتهت من صيانة بعض المسارات الخاصة بمواسير الشفط وتعديل بعض المسارات الأخرى لزيادة انسيابية المياه وضمان العمل بطاقة 100% انتظارًا لقدوم الطلمبات الجديدة خاصة وأن الوزارة انتهت من الدراسات والأبحاث التي أجريت لاختيار أنواع الطلمبات التي تصلح للعمل في المنطقة وتقاوم الملوحة الشديدة للمياه الجوفية.
وأوضح المصدر أن المنطقة تواجه العديد من المشكلات لسنوات من بينها ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تهدد الموقع وخاصة قبر القديس أبومينا العجائبى والتي تغمره المياه بمعدل ارتفاع 7 أمتار بالإضافة إلى تعطل طلمبات شفط المياه الموجودة بالموقع والتي تم تركيبها لشفط المياه الجوفية بهدف خفضها تدريجيًا حفاظًا على الآثار بالإضافة إلى تركيب 4 طلمبات لشفط المياه في محيط القبر حيث تعد منطقة أبومينا الأثرية الاثر القبطي الوحيد في مصر المسجل على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» ضمن أهم 5 مناطق تراث عالمي تابع لليونسكو في مصر والأثر رقم 90 على مستوى العالم في مناطق التراث العالمي.
وأشاد المصدر باهتمام الدولة بالموقع الأثري خاصة الاجتماع التي ترأسه الدكتور شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، لا سيما أنها تعد المرة الأولى التي تُشكل فيها مصر لجنة متكاملة تشمل كل الوزارات والجهات المعنية، لتطوير تلك المناطق، ومجابهة الأخطار التي تهددها.
الجدير بالذكر إلى أن أبومينا يعد ضمن المواقع المصرية ال7 المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، وتشمل 6 مواقع «تراث ثقافي» «منف وجباناتها من هضبة الأهرام إلى دهشور- آثار النوبة من أبوسمبل إلى فيلة- القاهرة التاريخية- أبومينا- طيبة وجباناتها- سانت كاترين»، بالإضافة إلى موقع «تراث طبيعي» واحد هو محمية وادي الحيتان بالفيوم .