إسلام عاصم: الإسكندرية كانت مركز استشفائي خلال الحرب العالمية الأولى
لا يوجد سوى كتاب واحد يتحدث عن مصر في الحرب العالمية الأولى
نظم مركز الدراسات السكندرية التابع للحكومة الفرنسية، مساء أمس الأحد. مائدة مستديرة لمناقشة أحد إصداراته كتاب “الإسكندرية خلال الحرب العالمية الأولى”، وذلك إحياءً للذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى.
الدكتور جون ايف أمبرر، مؤسس مركز الدراسات السكندرية وأحد الكتاب استعرض أهم صور الإسكندرية في فترة الحرب العالمية الأولى عام 1914، مشيرًا إلى أن الإسكندرية في ذلك التوقيت كانت تمتلك جميع العناصر لكي تكون مدينة عظيمة من تواجد ديوان حكومي ومسارح ومتاحف ومؤسسات تعليمية، كما أنها ضمت مقابر الجنود الفرنسيين في منطقة الشاطبي الذين حضروا من بلدان عدة.
وأشار إلى أن الإسكندرية كانت قاعدة للحرب العالمية الأولى، وقد أرسلت قوات التحالف قواعدها إلى المحافظة الساحلية، وفي مارس 1915 كان ميناء الإسكندرية مليء بالسفن والطائرات.
من جانبها قالت سيسيل شعلان مسئول قسم الخرائط والمساحة بالمركز، أنه تم اختيار الإسكندرية وقتها لأن لديها ميناء ضخم، يمكن من خلاله الإعداد للحرب وإعادة تنظيم المعدات الحربية، مشيرة إلى وجود خريطة تظهر المعسكرات الخاصة لقوافل الحلفاء، والخاصة باللاجئين وأسرى الحرب، وهناك سجون في سيدي بشر ورأس التين، وهناك خرائط منذ عام 1930 توضح بقايا المعسكرات الخاصة بالسجناء، وهناك أرشيف من الصليب الأحمر يوضح بقايا المعسكرات.
وكشفت عن أنه تم جمع بعض التسجيلات والصور من بعض الصحف الرسمية خلال الحرب عام 1914، وفي المعسكرات الطبية في الإسكندرية بنحو 30 مركزاً، فجمعت معلومات من بعض الهيئات الحكومية مثل مدرسة العباسية في محرم بك، المستشفى البريطاني العام، كازينو سان ستيفانو الذي تحول إلى مركز طبي.
أما كولين كليمون من أحد الكتاب، فقال إن الإنجليز حضروا إلى الإسكندرية عام 1882، وقد سيطروا على مصر بالكامل، وقد كان هدفهم السيطرة على قناة السويس، والإسكندرية كانت ميناء هام للسيطرة على الهند التي كانت جوهرة في ذلك الوقت.
وذكر كليمون، أن الاهتمام بالإسكندرية كمدينة في ذلك الوقت، كان بهدف توصيل القوافل البريطانية إلى الهند، كما كانت مستشفى هام، فقد تم معالجة الجنود الإنجليز ودفن الموتى منهم في الإسكندرية، ونتيجة لذلك كانت الإسكندرية ثرية طبياً، وكان الأستراليين والنيوزيلنديين يفضلون الإسكندرية من أجل الشفاء.
جان فرانسوا أحد المشاركين أيضا، تحدث عن قيامه بتوثق جدول لأسماء الجنود الذين توفوا في مستشفيات الإسكندرية، موضحا أنه قد تم إعداد دراسات حول هؤلاء الأشخاص الذين حضروا من بلدان مختلفة، وجدول بأسماء أشخاص قد تم اختطافهم بالقوة، وشاركوا في الحرب إجبارياً وليس تطوعاً، وكان هناك 13 وحدة من الأفارقة وقد قتلوا في الحرب.
وأشار فرانسوا، إلى أن هناك صور توثق إبحار أفارقة من ميناء المكس، وقد تم دفن موتاهم في الإسكندرية، وأنه لم يتم ذكرهم من قبل، في حين تم الإشارة إلى المحاربين السنغاليين فقط.
وقال الدكتور إسلام عاصم الباحث في التراث السكندري، إنه لا يوجد سوى كتاب واحد يتحدث عن مصر في الحرب العالمية الأولى، ويتحدث عن التاريخ بشكل عام، وأن جميع الشواهد تدل على أن الإسكندرية كانت مركز استشفائي، والمواطن السكندري قد تأثر خلال تلك الحرب، من تضرر عمال اليومية الذين كانوا يشاركون في أعمال البناء، وقد تضافرت الجهود لمساعدة البعض، لتجاوز المعاناة في الحرب العالمية.
وأضاف عاصم، أن نتائج الحرب تسببت في فصل مصانع عمال مصريين، وقد شهدت المصانع احتجاجات عمالية، طالبوا فيها باستمرار عملهم مقابل تخفيض الأجر، وقد أبرزت المعاناة تضافر المجتمع السكندري دون التفرقة بين الجنس والديانة.
واستعرضت المائدة المستديرة بعض صور البطاقات البريدية لمجموعة من الجنود الفرنسيين تم ارسالها عام 1915، والتي وثقها الكتاب، وقد تضمن إحداها ارسال جندي فرنسي رسالة لزوجته من الإسكندرية.
وتستمر فعاليات أسبوع أيام التراث السكندري، في نسختها التاسعة بالإسكندرية، حتي 17 نوفمبر حيث تم افتتاحها يوم 11 نوفمبر، وينظمها مركز الدراسات السكندرية، التابع للقنصلية الفرنسية بالإسكندرية