“آني أريك”: علم “الوراثة التغذوية” في مصر مازال في المهد مقارنة بالعلوم الطبية الأخرى
تواصل الأكاديمية الدولية للتغذية العلاجية، اليوم الجمعة فعاليات مؤتمرها العلمي الأول، بأحد فنادق القاهرة، بحضور نخبة متميزة من خبراء الطب في مصر، وخاصة المناعة والأطفال والروماتويد والتصلب المتعدد والصحة العامة والسرطان وغيرها، وبرئاسة الأستاذة الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة والسكان سابقا، والأستاذ الدكتور محمد أبوالغيط أستاذ التخدير والسمنة بكلية الطب جامعة القاهرة نائبا لرئيس المؤتمر، والأستاذة الدكتورة غادة نصر أستاذ الصحة العامة بطب القاهرة سكرتير عام المؤتمر ورئيس اللجنة العلمية، وبالتعاون مع مستشفى 57357، تحت عنوان “التغذية الداعمة للمناعة”.
وقالت الدكتور آني آريك، أخصائي التغذية العلاجية، خلال المؤتمر، أن علم المورثات التغذوية يهتم بدراسة العلاقة المعقدة بين الغذاء والتعبير الجيني، من خلال المعلومات التي تخرج من الحمض النووي، ويعمل هذا العلم في اتجاهين، حيث يدرس كيفية تأثير المواد الغذائية على جينات الإنسان، مشيرة إلى أن علم الوراثة التغذويّة مازال في المهد، بالمقارنة مع الفروع الأخرى من العلوم الطبية، ويهدف إلى تقديم مشورةٍ خاصة بالوقاية من الأمراض الشخصية، تكون ملائمةً للفرد، استنادًا إلى تركيبته الوراثية “الجينية”.
ويهدف علم الوراثة التغذويّة إلى إعطاء الفرصة لأخصائيي التغذية، بصياغة توصيات محددة وواضحة تتعلق بالصحة والحمية الغذائية، وبالتالي يمكن تحسين الطب الوقائي والتشخيص والعلاج.
وأكدت الدكتور آني، أن من الطرق العلمية لدراسة البيانات الوراثية هي دراسة ارتباط “الجينوم” على نطاق واسع، والتي تؤدي أيضًا إلى تحديد المتغيرات الجينية ذات الصلة، وتستند تحليلات علم الوراثة التغذوية على تأثير المكونات الغذائية على الجينوم، بروتيوم، الأيض، وترنسكريبتوم (transcriptome).
ومن المؤكد أنه علم متطور ومثير للاهتمام، مع العديد من المجالات التي يجب التحقق منها بشكل أكبر ومن وجهات نظر مختلفة، لأنها تتطرق لمواضيع لها علاقة بالطب والوراثة والتغذية، وهذه هي أحد الأسباب الرئيسية وراء وجود العديد من الخلافات في هذا المجال.
وتحدثت الدكتورة دينا شهاب، استشاري طب الأطفال والتغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية، عن التغذية المناعية في الأطفال، وكيف أن النظم العلاجية الحالية للأمراض المزمنة بين الأطفال، ترتكز بالأساس علي المضادات والعقاقير الطبية، في حين أن التعمق في دراسة مسببات تلك الأمراض وعوامل الخطورة المتعلقة بها، ليقودنا لأسلوب علاجي جديد وواعد، يرتكز علي تدخلات تغذوية في أوقات بعينها، في مراحل ما قبل الحمل أو أثنائه أو في مرحلة الرضاعة والفطام من الألبان، بما يعين على تواجد سلالات بعينها من الكائنات الدقيقة بالأمعاء ذات تأثير فعال على الصحة المناعية، والإقلال من التحسس الغذائي والإقلال من نوبات العدوي الشتوية الشائعة بين تلاميذ السن المدرسي.
وقالت خلال المؤتمر العلمي الأول للأكاديمية الدولية للتغذية العلاجية، أنه بالإرتقاء في دراسة خصائص تلك الكائنات ومنتجاتها، يمكننا الوصول لتأثيرات متعددة بينها وبين أنسجة الجسم المختلفة، وعلي الرغم من أن استخدام بعض المغذيات الدقيقة في علاج الحالات الحرجة بين البالغين، بات أمرا مستحسنا، إلا أنه في مجال الأطفال لازال بحاجة للمزيد من الدعم من الدراسات المستقبلية.
يرأس المؤتمر الأستاذ الدكتور مايسة شوقب أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة والسكان سابقا، والأستاذ الدكتور محمد أبوالغيط أستاذ التخدير والسمنة بكلية الطب جامعة القاهرة نائبا لرئيس المؤتمر، والأستاذة الدكتورة غادة نصر أستاذ الصحة العامة بطب القاهرة سكرتير عام المؤتمر ورئيس اللجنة العلمية، وبالتعاون مع مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357.
يذكر أن المؤتمر العلمي الأول، للأكاديمية الدولية للتغذية العلاجية، إحدى مؤسسات الجمعية المصرية لصحة المرأة “فينوس”، إنطلق أمس وننعقد على مدار يومي الخميس والجمعة بأحد فنادق القاهرة، تحت عنوان “التغذية الداعمة للمناعة”، بحضور نخبة من كبار علماء الطب بمصر، في مجالات الصحة العامة، والتغذية العلاجية، والصيدلة الإكلينيكية، وأطباء الباطنة والغدد الصماء، والأطفال والحساسية، والجهاز الهضمي، والروماتيزم، وأطباء أمراض المناعة.