في إطار احتفال مصر باليوم القومي للسكان لعام 2018، قالت الأستاذة الدكتورة مايسة شوقي أستاذ الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة، وأول نائب وزير يتولى ملف السكان، ومؤسسة اليوم القومي للسكان، إن تأسيسها لهذا اليوم جاء في سياق دعم ملف السكان سياسيا وإعلاميا، وله أهداف محددة منها سياسية تشتمل علي عرض إنجازات التدخلات السكانية التي تمت في العام السابق، وتحليل نتائجها رقميا وعرض التحديات وطرح الحلول والدعم الذي تقدمه الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص للقضية السكانية، والأهم هو رفع تقرير سنوي متكامل للقيادة السياسية عن ملف السكان.
وعلى المستوى الإعلامي تتناول أجهزة الاعلام كافة جواب القضية السكانية، حتي تترسخ لدي المواطنين شعورهم بالمسؤولية والمشاركة في الحل، للوصول إلي مرحلة الاصطفاف الشعبي والمجتمع المدني بجانب الحكومة في السيطرة علي الزيادة السكانية، وكذلك الارتقاء بخصائص السكان الصحية والتعليمية ومنع العنف ضد الأطفال والمرأة ومناهضة ختان الإناث وزواج وعمالة الأطفال.
أردفت شوقي أن المؤتمرات الوطنية للشباب، أتاحت فرصة رائعة لتواصل الشباب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولفتت أنظار العالم إلى نموذج متفرد يتواصل فيه رئيس الجمهورية مع الشباب مباشرة، ويخطط معهم وبهم كقوة فارقة لصناعة مستقبل أفضل لمصر.
وقالت شوقي إن المؤتمر السادس الذي اهتم ببناء الإنسان المصري يدعم الاستراتيجية القومية للسكان، فالتعليم والصحة من أهم المحاور التي نعمل عليها والمرجو منهما صحة أفضل للمواطن، بحيث يستطيع أن يحقق أهداف تعليمية بقوة، ويصبح قادرا علي العمل والإنتاج و الابتكار، وأثنت علي الجهود المبذولة في اقتصاد المعرفة لأنها بمثابة قفزة تكنولوجية داعمة للاقتصاد المصري علي كل المستويات، بدءا من المشاريع متناهية الصغر و وصولا إلي المشاريع العملاقة.
وأكدت “شوقي”، نائب وزير الصحة للسكان سابقا، مؤسس اليوم القومي للسكان في مصر، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي بكلية طب جامعة القاهرة، أن الوقت الحالي يشهد اهتماما رئاسيا كبيرا بملف القضية السكانية، في محاولة لللنهوض بالوطن، والعبور به لبر الأمان، وأن هناك وطنيون يعكفون على إعلاء مصلحة ملف السكان كقوة فارقة في الإسراع بالتنمية؛ التي نشهد مشروعاتها الآن.
وتتكاتف 48 جهة شريكة للمجلس القومي للسكان، حول تنفيذ الخطة التنفيذية 2015/2020، للاستراتيجية القومية للسكان ٢٠١٥ – ٢٠٣٠، وهي أحد أهم نقاط القوة في خطة التنمية المستدامة 2030، وينسق مجلس السكان بين تلك الجهات، في المتابعة والتقويم وربط مخرجات البحث العلمي بالتطوير المستمر للخطط السكانية، وإعداد السياسات السكانية ومشاريع القوانين اللازمة، وتنفيذ المشاريع البحثية علي نطاق محدود ثم تعمم حال نجاحها بمعرفة الوزارات التنفيذية، حيث ارتبطت الاستراتيجية القومية للسكان بخطط التنفيذ بداية من يوليو ٢٠١٦ وحتي نهاية يونيو ٢٠١٧، وهي السنة الأولي للتجريب والتي تبشرنا نتائجها بنجاح الاستراتيجية، وضرورة مراعاة الأولويات الفعلية الفترة المقبلة.
وأوضحت أسباب نجاح الاستراتيجية في العام التجريبي الأول، رغم المعوقات المالية والإدارية التي وقفت أمام العاملين بالمجلس القومي للسكان وأماناته الفنية بالمحافظات، وكان ذلك سببا في طلب الاتحاد الأفريقي من وزارة الخارجية المصرية، عقد مؤتمره السنوي لعام ٢٠١٨ في مصر، ليتاح لكل الدول الأعضاء الاطلاع علي التجربة المصرية، وذلك عقب عرض “مايسة شوقي” خلال مسئوليتها عن السكان تطوير إدارة الملف، في مؤتمر السكان في الاتحاد الأفريقي نوفمبر ٢٠١٦.
وقالت مايسة شوقي: كلفني الرئيس عبد الفتاح السيسي بتولي ملف السكان كأول نائب وزير للسكان في ديسمبر 2015، وهناك مخرجات ونتائج تطبيق الاستراتيجية القومية للسكان، في ضوء تطوير إدارة الملف علي التوازي، ففي المرحلة الأولى، تم استكمال مؤشرات الخطة التنفيذية، وتنفيذ الكثير من ورش العمل مع الشركاء، واستكمال بحث قياس وضع الأساس لديموجرافيا السكان في كل المحافظات، مما عكس وضع السكان تفصيليا في المراكز والأحياء، وهو الأول من نوعه في مصر، وأعددت أطلس التنمية السكانية كدليل علمي يساعد المحافظين، في تطبيق الخطة التنفيذية للسكان، والإسراع بالنتائج.
واستطردت نائب وزير الصحة للسكان سابقا، في العام التجريبي الأول وافق رئيس الوزراء وقتها على مضاعفة المجالس الإقليمية للسكان برئاسة المحافظين، وانعقدت 110 مرات بدلا من 32 مجلس فقط في 2015 – 2016، وتم عرض الوضع الديموجرافي وتباينه، واستعراض محددات الزيادة السكانية كمخرجات للبحث العلمي، وكيفية ربطها بالخطط اللامركزية، والاتفاق علي تطبيق آلية الاستهداف لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة والإسراع بالنتائج، كما نسقنا مع قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة لتنفيذ قوافل للمناطق المحرومة، وعددها ٨٩ مركزا، ثم تطوير شكل القوافل السكانية لتكون أكبر حجما وتحتوي علي خدمات جاذبة للسكان بمشاركة القوات المسلحة المصرية والمجتمع المدني.
وواصلت مايسة شوقي: بدأنا أيضا خطة رفع الوعي الصحي والمجتمعي، وأنجزنا المرحلة الأولى لمبادرة الرائد الجامعي في ١٢ جامعة تخدم ١٥ محافظة، وإعداد ١٢٠٠ طالب جامعي منها للتوعية بالقضايا السكانية المختلفة داخل و خارج الجامعة، في أكبر عمل تطوعي بإشراف وكلاء الكليات، وذلك في موضوعات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، والتغذية السليمة للفئات العمرية المختلفة، والوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، وتقويم السلوكيات السلبية مثل التدخين والإدمان وختان الإناث وزواج الأطفال وغيرها.
وإقرار اليوم القومي للسكان في مصر في ٣١ يوليو من كل عام، لكي يكون كل الشركاء علي موعد لاستعراض نتائج تدخلات السكان علي مدار عام مضى، والاتفاق علي المزيد من الإنجاز وإنهاء التحديات، وإعداد تقرير سكاني سنوي شامل للعرض علي القيادة السياسة، وتم التخطيط لليوم القومي للسكان ليكون يوما تتناول فيه وسائل الإعلام كافة جوانب القضية السكانية وتطوراتها، وبذلك يمتد الحديث عن ملف السكان عبر شهر يوليو سنوياً.
وأعد المجلس القومي للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان كتيب الرسائل السكانية في الإعلام، وهو بمثابة دليل علمي للقضايا التي يجب تناولها بفكر مبسط وموحد ليسهل علي معدي البرامج ومقدميها توحيد رسالتهم وتوصيلها بسهولة، كما انتهى من ٩٠ رسالة توعوية أعدها وسجلها للإذاعة الراحل الإعلامي الكبير ماهر مصطفى، والإعلامية هدي عبدالعزيز، وتنفيذ مسلسل إذاعي وفوازير رمضانية وإعلانات تليفزيونية.
وواصلت مايسة شوقي، أسسنا لإنشاء المرصد القومي للسكان، وشكلنا لجنة من القانونيين و خبراء السكان، وتم إجراء تعديلات واقتراحات على مشروعات القوانين تتعلق بالتعليم، والخدمة العامة، ولائحة المأذونين، ومشروع قرار وزير التموين بزيادة الدعم التموينى للأسر الملتزمة بطفلين، ورصدنا وجود تفاوت في نسب الإنجاز بين المحافظات ومحاور الاستراتيجية، وضرورة زيادة أعداد الرائدات الريفيات، وضرورة دراسة كيفية دعم وسائل وخدمات تنظيم الأسرة في القطاع الخاص لـ 40% من السيدات، وتوعية الرجال والمراهقين والشباب بتنظيم الأسرة.
كما أن هناك انخفاظا في معدل المواليد لكل 1000 نسمة من 30.2 في 2016 إلي 26.8 في 2017، وانخفاض معدل الزيادة الطبيعية من 25.2 في الألف في 2014 إلى 21.1 في الألف في 2017، وانخفاض معدل الإنجاب الكلي لكل سيدة من 3.5 طفل في 2014 إلى 3.1 في 2017 حسب تقديرات جهاز الإحصاء.
واختتمت نائب وزير الصحة للسكان سابقا، بأن حوكمة إدارة ملف السكان من الأهمية بمكان، على أن يعين رئيسا للمجلس القومي للسكان بقرار من رئيس الجمهورية، على أن يتبع رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو على أقل تقدير عودة وزارة الأسرة والسكان، وتنفيذ المرصد القومي للسكان، ومواصلة الخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي، وإعداد استراتيجية إعلام سكاني.