تستعد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد اكتمال أعمال ،الترميم والتطوير والاعمال الفنية من رسم وأعمال موزايك وأعمال زجاج وديكوريشن، لتكون فى أزهى وأجمل ثوب منذ انشائها عام 1968تمهيدا للاحتفال الكبيربمرور 50 عام على افتتاحها
وبمجرد أن تضع قدميك داخل الكاتدرائية تلاحظ اللمسات والتكوينات والعناصر الفنية فى كل مكان بالكاتدرائية، رسومات باحجام كبيرة واللوان جزابة ومبهرة لموضوعات عديدة تحكى قصص ومواقف من الكتاب المقدس من العهد القديم والجديد.
كذلك موضوعات مرتبطة بتاريخ الكنيسة قديما وحديثا شاهدنا أعمال عملاقة من الزجاج المعشق باللوان الجميلة والتى تضرب فيها أشعة الشمس لتنيرها وتجعل منها لوحات ناطقة ومعبرة، وايضا الجداريات من الموزايك والتى جسدت أحاسيس الفنان القبطى لتترك فينا انطباعات بالحب والفخر بهذة الاعمال.
كل هذة الاعمال والتى قام بها فنانين عظام يعملون داخل منظومة كبيرة تشرف عليها فنانة موهوبة خصصت وقتها بالكامل للفن القبطى شهد لها مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث والبابا تواضروس الثانى واختيرت لتشرف على الاعمال الفنية بمشروع ترميم وتطوير الكاتدرائية انها طاسونى سوسن وهى راهبة مكرسة بدير الشهيدة دميانة وحاصلة على بكالوريوس فنون جميلة من جامعة الاسكندرية، ودبلوم معهد الدرسات القبطية فى الفن القبطى
وكان لوطنى هذا اللقاء معها بمرسمها لنقترب منها أكثر ونتعرف على الجوانب العديدة من حياتها وقصتها مع الفن القبطى.
قالت
بدايتى مع الفن تنقسم الى مرحلتين مرحلة قبل التكريس ومرحلة ما بعد التكريس
قبل التكريس احببت الفن عموما ومارسته كهواية واكتمل هذا الحب بتطبيقه من الناحية النظرية بالتحاقى وتخرجى بكلية الفنون الجميلة جامعة الاسكندرية، وايضا حصولى على دبلوم معهد الدرسات القبطية فى الفن القبطى بعد التكريس
وكان الدكتور ايزاك فانوس ينيح اللة نفسة هو من احيى المدرسة القبطية فى مصر والعالم كلة، و كان رئيس قسم الفن القبطى فى معهد الدرسات القبطية فى الكاتدرائية وتعلمت منة الكثير والكثير
وقد بدء هذا المعهد فى عهد مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس، واستمر فى عهد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، ومازال مستمر فى عهد البابا تواضروس ربنا يطول عمرة
وقد انشئ الدكتور ايزاك فانوس جيل كبير من محبى الفن القبطى وخرج معيدين كثيرون تعلموا فى معهد الدرسات القبطية وتتلمذو على يديه، وهناك مجموعة كبيرة منهم تعمل حاليا فى الكاتدرائية مثل ايمن اديب وعماد بباوى وافلين وارميا القشطة كلهم درسو الفن على يد الفنان ايزاك فانوس واصبحو معيدين فى معهد الدرسات القبطية قسم الفن
فأنا شخصيا كنت من الدفعات القديمة بالمعهد التحقت بة عام 1881م وتخرجت منة عام 1883م
وبعدما حصلت على دبلوم معهد ،الدرسات القبطية كنت محظوظة جدا فى فترة ما كان قداسة البابا شنودة الثالث متحفظ علية بدير الانبا بيشوى ايام حكم السادات وفى هذة الايام كنت بقوم بعمل بعض الرسومات البسيطة على اغلفة كتب ابونا تادرس يعقوب ملاطى شاهدها سيدنا البابا وحازت على اعجابة وقال لابونا تادرس من الذى يقوم بعمل تلك الرسومات لك
فقال لة ابونا تادرس طاسونى سوسن وهى من مكرسات دير القديسة دميانة فطلب سيدنا البابا أن يراني لعمل بعض الرسومات فى كتبه فذهبت للدير وكان هذا أول لقاء لى مع قداسة البابا شنودة الثالث ، وهو كان السبب الاساسى فى اننى تخصصت فى الفن القبطى
ومن المعروف أن المكرسات فى الدير هم مطعيين لتكلفات الدير بالعمل فى أى من الخدمات أو التخصصات التى يراها الدير.
وقال لي سيدنا: يكفى الفن القبطى ليكون تكريس، عندنا حاجات كتيرة ممكن أى مكرسة تعملها، ولكن الفن القبطى يحتاج موهبة قليلا مانجدها عند احد من المكرسات .فأستمرى فى عملك الفنى
ومن المعروف والمعلوم للجميع أن سيدنا البابا شنودة كان محب للفن القبطى، ويتفاعل معاة واراد احياءة فى رسومات الكنيسة القبطية فى مصر والخارج ليكون عنوان وشاهد لكنيستنا واخذ يشجع الكنائس على أن ترسم بالفن القبطى، وكان يأخذنى معة فى رحلاته الرعوية لرسم الكنائس فى المهجر وكانت أول سفرية الى كنيسة مارجرجس والانبا رويس لونج ايلاند .بتورنتوا بكندا
وقام سيدنا بتفريغى من كل الخدمات وقال لى استمرى فى الفن القبطى كما شجعنى على الذهاب للمهجر، ورسم كنائسة وكان عندما يزور اى كنيسة فى الخارج ويطلبو منة ترشيح احد الفنانين ليرسم لهم الكنيسة كان يزكينى وهذا ماجعلنى أسافر كثير لدول المهجر.
فكانت هذة الفترة فترة تشجيع وازدهار للفن القبطى وبعد فترة فوض لى سيدنا الامر، وقال لى ليس لدى مانع أن تسافرى فى أى وقت للرسم فى كنائسنا بالخارج ومعظم الفنانين العاملين حاليا فى رسم الكاتدرائية سافرو للخارج ورسموا كنائس رسم قبطى
وكذلك سيدنا البابا تواضروس الثانى يشجع الفن القبطى وأكبر دليل على ذلك عندما اطلق مسابقة .لرسم الكاتدرائية بالفن القبطى
وعن أعمال طاسونى سوسن قالت:
فى مصر رسمت كنيسة العذراء مدينة نصر ، وكنيسة الانبا بولا مقر أرض الجولف، كذلك كنيسة العذراء بالزيتون الجديدة، حيث رسمت بها حضن الاب والسقف والحوائط الجانبية كذلك رسمت كنيسة مارمينا وابو سيفين، وكنيسة بالتجمع الخامس
وفى الاسكندرية كنيسة العذراء كليوباترا، وايضا قبة مارجرجس بسبورتنج
وفى الوجة القبلى كنيسة الامير تادرس وكنيسة الحريزات وكنيسة فى المحرس فى المنيا، و الكنيسة الجديدة بدير ابو سيفين
وفى الخارج فى كندا كنيسة مارجرجس والانبا رويس رسمت بها حضن الاب، وكنيسة برينس وكنيسة ابو سيفين، وكنيسة الانبا صموئيل المعترف فى تورنتو كذلك رسمت فى كنيسة مدينة جيلف أونتاريو
وفى امريكا كنيسة لونج ايرلند بنيورك وكنيسة فى بنسلفانيا وفى كاليفورنيا، وكنيسة القديسة فيرينا والثلاث فتية القديسين وفى رفرسايد كنيسة بدئها الفنان ايزاك فانوس، وتعب وقتها وطلب منى أن اكملها وايضا رسمت صحن الكنيسة فى سان جوزيف بالقرب من سان فرنسيسكو، كذلك رسمت دير الانبا انطونيوس كاليفورنيا وكنيسة فى هونولولو عاصمة جزر الهاواى
ورسمت كنائس فى بلجيكا واسبانيا ورسمت كنيسة فى امارة الشارقة وهى أكبر كنيسة فى الامارات
وحاليا أعمل فى كنيسة فى شيكاغو وكنيسة فى سيراكيوز
وفى استراليا أرسم حامل الايقونات وصحن الكنيسة وحضن الاب
واخذت تاشيرة الى افريقا لكنى لم أقم بالسفر حتى الان .
الاعمال المنفذة بالكاتدرائية “المرقسية “
تقول طاسونى سوسن تخصصى فى اللجنة المشرفة على اعمال ترميم وتطوير الكاتدرائية الاعمال الفنية، بجميع أنواعها فن الايقونة وفن الجداريات وفن رسم الذجاج المعشق وفن الموزيك
وكانت بداية العمل عندما اقيمت مسابقة دعا اليها قداسة البابا لاختيار الفنانين المشاركين حيث تقدم عدد كبير، وكانت هناك بنود معينة تم الأختيار بناء عليها حيث تم اختيار خمسة فنانين من المجموعة المتقدمة ومن خلال سابقات الاعمال، وتم تحديد كل جزء سوف يرسمة وطلبنا تصميمات للشغل الذى سوف يقوم بعملة كل فنان تصميم للقبة وتصميم لحضن الاب وتصميمات لايقونات الحوائط
تم بعد ذلك يتم إبداء الملاحظات وإجراء بعض التعديلات مثل تكبير حجم الاشخاص أو تغير لون الخلفية أو تفتيح الالون أو تعميقها، ثم اخذنا التصميم النهائى وقمنا بعرضة على قداسة البابا لاخذ رايه وتوجيهاتة البنائة والمقنعة
وعندما يقول قداسة البابا رايه يقوله من ناحيتين ،الناحية الفنية والناحية الروحية وعلاقتها بالكنيسة وبرغم أننا نبحث عن الناحية الفنية لكن الأيقونة سواء كانت جدارية أو غيرة هى ليست للديكور فى الكنيسة، ولكنها رسالة كرازة لها هدف روحى مرتبط بعقيدة الكنيسة وطقوسها وروحانياتها وتاريخها، فهي مثل العظة تماما وتاثيرها يرقى الى تاثير الكلمة وفى بعض الأحيان يفوق ذلك
وقد تم وضع الايقونات وتوزيعها فى الكنيسة من خلال خطة معينة لتحقيق أهداف بعينها، يجب أن تتحقق فى الكنيسة وتم العمل فى رسم الايقونات لعدد كبير من الفنانين عملوا فى الكنيسة بروح واحدة مما نتج عنة اعمال عندما نشاهدها نقول ان القائم بالعمل فنان واحد هو الذى قام برسم كل هذة الايقونات وهذا كان هو عمل لجنة المتابعة وهى تجربة جديدة اشتراك أكثر من فنان لرسم كنيسة واحدة ونحن نعلم جيدًا أن طبيعة الفنان يحب ويهتم بذاتة ويريد ان يكون مستقل وفى التجربة التى خاضوها فى رسم الكاتدرائية كلهم قامو بعمل واحد وهدف واحد
لذلك أصبح الفنانين مرتبطون أكثر ببعضهم بيقدموا بعضهم فى الاعمال وكان التعاون تام والروح واحدة، لذلك خرج العمل وكأن فنان واحد هو الذى قام بالعمل
وعن التصميمات فقد كلفت بعمل تصميمات رسومات الزجاج المعشق والموزيك ومعى فنانين يقوموا بالتنفيذ
أما الجداريات والحوائط بدور الأشراف الفنى، وكل فنان يقوم بعمل تصميماتة واللجنة بتبدى رايها فى الاعمال ووجهة نظرها، كذلك يتم العرض على قداسة البابا لكل صغيرة وكبيرة لابدء الرأى وأخذ .البركة