شارك مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي أقامته جامعة الدول العربية بمقرها قبل يومين.
توجهت راضية عاشوري مديرة المركز في بدء كلمتها بالتعزية الحارة للحكومة والشعب المصري وعائلات الضحايا الذين قضوا نحبهم شهداء على أيدي إرهابيين في عمليات إرهابية متكررة، “كان آخرها وأشدها بشاعة العملية الأخيرة بشمال سيناء”، لافتة إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريس وأيضا مجلس الأمن الدولي اللذين أدانا أيضا الحادث الإرهابي بأشد عبارات التنديد والتتعزية والتضامن مع الشعب المصري.
وقالت عاشوري: “هذا اليوم فرصة لنا أن ننوه بالجهود المستمرة والدؤوبة بالجامعة العربية الموقرة سعيًا منها إلى تسوية شاملة وحل سلمي للقضية الفلسطينية بجميع جوانبها من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حقه في تقرير المصير والإستقلال، وتحقيق الحل القائم على وجود دولتين وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. و نثمن في هذا الإطار مبادرة السلام العربية التي لا تزال تشكل إسهاما كبيرا في هذه التسوية المنشودة. فهو فرصة لأن يقف العالم على حقيقة أن قضية فلسطين لا تزال قائمة، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الإستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها. وهو فرصة أيضا لإعادة تأكيد موقف الأمم الثابت بضرورة تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وإنهاء محنة شعبه المستمرة منذ سبعة عقود.”
وتابعت “عاشوري”: “كما لا يفوتني أيضا أن أثمن الدور المحوري الذي ما فتئت تلعبه جمهورية مصر العربية وقيادتها والجهود الجديرة بالثناء التي تبذلها مصر لخدمة القضية الفلسطينية، وأذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، وساطتها الإيجابية والمثمرة نحو تحقيق المصالحة والوحدة الفلسطينية وإعادة غزة إلى السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية الشرعية والتي كللت بالتوصل إلى تفاهمات بين فتح وحماس في القاهرة في 17 سبتمبر وبتوقيع الطرفين على اتفاق في 12 أكتوبر2017 يمكن الحكومة الفلسطينية من استئناف مسؤولياتها في غزة.”
ثم نقلت مديرة مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة نص رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بمناسبة هذا اليوم والتي جاء فيها: “ثمة ارتباط لا ينفصم بين قضية فلسطين وتاريخ الأمم المتحدة، فهذه واحدة من أقدم القضايا التي لم تُحلّ بعد من بين القضايا المدرجة على جدول أعمال المنظمة. والآن وقد مضى سبعون عاما على صدور قرار الجمعية العامة ١٨١، ما زلنا في انتظار نشوء دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل. وإنني ما زلت مقتنعا بأن حل الدولتين المعترف به في ذلك القرار هو المنطلق الوحيد الذي يمكن أن يفضي إلى إحلال سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وإذا تمت تسوية هذا النزاع، فإن هذا سيولّد أيضا زخما لتحقيق قدر أكبر من الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة.”
وقال جوتيريش في كلمته: “في خلال زيارتي إلى إسرائيل وفلسطين، أغسطس الماضي، كرّر قيادات كلا الجانبين الإعراب عن التزامها بإحلال السلام عن طريق المفاوضات. وقد قمت بتشجيعهم على البرهنة على هذا الالتزام بشكل ملموس وتهيئة الظروف المؤاتية للعودة إلى مفاوضات جدية. ويجب على الجميع استغلال التطوّرات الإيجابية التي استجدّت مؤخرا على صعيد توحيد الصفّ الفلسطيني لتوجيه العملية إلى المسار الصحيح.”
وكرر الأمين العام للأمم المتحدة استعداده للعمل مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجموعة الرباعية المعنية بالشرق الأوسط وبلدان المنطقة، من أجل دعم عملية سياسية جادة مستندة إلى جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإلى القانون الدولي والاتفاقات المبرمة، مما من شأنه تحقيق حل الدولتين وإنهاء نصف قرن من الاحتلال والتوصل إلى حل لجميع المسائل المتعلقة بالوضع النهائي. لقد حان الوقت لإنهاء النزاع من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل.
يذكر أن الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في يوم 29 نوفمبر من كل عام. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت هذا اليوم بداية من سنة 1977 و استمرت الجمعية العامة في إقرار هذا اليوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قرارات لاحقة وكل القرارات التي تشمل أو تهم القضية الفلسطينية.