على هامش مؤتمر “نحو مدن مستدامة.. تلاقي الرؤى الفرنسية المصرية حول تحديات الحوكمة العمرانية” والذي نظمه المعهد الفرنسي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، التقت وطني مع سلمى مسلم مسؤول النقل في برنامج الامم المتحدة للمستوطنات بمصر، والتي تحدثت عن وسائل النقل النظيفة مشيرة إلى سعي الموئل لتطبيق مشروعين في مصر هم الحافلات السريعة ومحطات الدراجات.
وقالت مسلم: “إن الحافلات سريعة التردد BRT هي حافلات ضخمة ذات مسارات محددة، وهي بدون سلالم كعربات المترو، فأرصفتها مرتفعة لتتماشى مع بوابات الحافلة، وهو ما يجعل التنقل منها وإليها أسهل، كما أن التذاكر تباع خارج الحافلة لا داخلها فتوفر المزيد من الوقت، كما أن تلك الحافلات يمكنها نقل عدد أكبر من الأفراد، فبالمقارنة نجد 3 حارات يمكن أن يسير خلالها 3 آلاف شخص في الساعة، بينما يسير عبر حارتين مرتفعتين عن الحارات العادية 4700 شخص في الساعة، بينما يحمل خط الحافلات سريعة التردد ما بين 12 إلى 45 ألف شخص في الساعة، ملمحة إلى أن وقت الرحلة ينخفض مع الحافلات سريعة التردد بحوالي الخمس وهو بذلك يوفر في وقت الركاب كما أنه يقلل من وقت حركة الحافلات وبالتالي يقلل من الوقت التي تتعرض فيه المدن لانبعاثات تلك الحافلات فتقل نسبة التلوث، وهو الذي حدث في الدول التي طبقت هذا المشروع مثل كولومبيا.”
وفي حديث مع وطني أوضحت سلمى أن تكلفة خطوط الحافلات سريعة التردد أرخص بكثير من تكلفة الخطوط العادية، فبمليار دولار يمكن إنشاء 68 كيلومتر من خطوط الحافلات السريعة، لكن بنفس المبلغ يمكن إنشاء 22 كيلومتر من خطوط القطار الخفيف أو 9 كيلومتر من خطوط مترو الأنفاق.
كما تطرقت سلمى إلى مشروع محطات الدراجات في القاهرة، مشيرة إلى أن الامم المتحدة وقعت بروتكول تعاون مع محافظ القاهرة، المهندس عاطف عبد الحميد، لتحديد مسارات مخصصة لسير الدراجات الهوائية بشوارع القاهرة، ضمن المشروع المتكامل لتطوير منظومة النقل الحضري بالعاصمة، موضحة أن هذا المشروع يعد بداية لنمط جديد لوسائل النقل الحضري بمصر الذي يشابه النموذج الأوروبي، حيث أصبحت الدراجات وسيلة هامة جدًا لها مميزات عديدة تتضمن رفع اللياقة البدنية وصديقة للبيئة.
وبحسب مسؤول النقل في برنامج الامم المتحدة للمستوطنات، فالاتفاقية تأتي ضمن تفعيل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لمشروع اشتراك الدراجات الممول من مؤسسة دروسوس التي تعمل على تخطيط ودعم وتطوّير المشروعات التي تؤثر بشكل مباشر على تحسين الظروف المعيشية للشباب وتدعم المؤسسة المبادرات الرائدة التي تهدف إلى تحقيق تطورات إيجابية ومستدامة في المجتمع.
وأوضحت سلمى أن الأطراف اتفقا على التعاون معًا لاختيار موقع لتنفيذ مشروع “بسكلتة” في القاهرة وكيفية إدارة وتشغيل المشروع مع تصميم وتنفيذ مسارات خاصة للدراجات الهوائية في المناطق المختارة لتمكين الاستخدام الآمن لنظام مشاركة الدراجات.
وتابعت “سلمى”: إن اول مرحلة من مشروع اشتراك الدراجات –بحسب الدراسات الأولية- يأتي بنشر 300 دراجة هوائية بمحطات متقاربة المسافات بالتناسق مع تنفيذ مسارات العجل الآمنة في منطقة وسط البلد للترابط مع وسائل المواصلات القائمة مثل محطات المترو ومواقف الحافلات مرورا بالميادين الرئيسية وسراي الأزبكية والألفي والكورنيش، والربط بجزيرة المنيل بالقرب من جامعة القاهرة وبالأخص أمام تجمعات الشباب، إذ قالت إنهم سيكونون الفئة الأكثر تجاوبًا مع المشروع.”