عقدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ورشة عمل تعريفية بمشروع “حصاد المياه والممارسات الزراعية الجيدة” من أجل تحسين الاحوال المعيشية وزيادة الإنتاج واستدامته في المناطق الزراعية المطرية بمطروح، الذي تنفذه الفاو بتمويل من برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية بالتعاون مع كل من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومركز بحوث الصحراء، ومعهد بحوث الانتاج الحيواني.
وحضر الورشة التعريفية للمشروع ممثلون عن برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية، الوكالة الايطالية للتعاون من أجل التنمية، إلى جانب ممثلين عن مديرية الزراعة، والجمعيات الزراعية التعاونية، ومراكز الإرشاد الزراعية بالمحافظة، وصغار المزارعين.
وقال حسين جادين، ممثل الفاو بمصر: “يهدف المشروع إلى الزيادة الانتاجية للزراعات المطرية بمحافظة مطروح وتحقيق الاستدامة في المحاصيل الزراعية المطرية، وتحسين الأحوال المعيشية للسكان في المحافظة، كما يهدف أيضاً إلى زيادة المخزون المائي من مياه الأمطار والاستفادة القصوى من حصاد مياه الأمطار من خلال انشاء آبار جديدة بغرض شرب الإنسان والحيوان إلى جانب الري التكميلي وذلك في منطقة مستهدفة تضم عدد 11 مجتمعاً محلياً موزعة على عدد 6 مجتمعات بمركز النجيلة، وعدد 5 مجتمعات بمركز مطروح”.
وأضاف جادين :”منظمة الأغذية والزراعة (FAO) مسئولة عن إدارة وتنسيق جميع أنشطة المشروع من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للمخزون المائي والأمطار، وبناء قدرات المزارعين عبر تحسين الممارسات في مجال إنتاج التين والزيتون واللوز والشعير والقمح، ونشر أصناف جديدة متأقلمة مع ظروف المنطقة مع تحقيق أعلى انتاجية، واستخدام تكنولوجيا حديثة في مجال الزراعة من آلات وميكنة زراعية، بالإضافة إلى التدريبات العملية للمزارعين لتحسين الانتاجية والتسويق للمنتجات الزراعية، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات من أجل تنظيم جمعيات لصغار المزارعين وتوفير التدريبات والتطبيقات العملية ضمن المشروع”.
وبدوره قال إبراهيم داود، مدير المشروع في منظمة الفاو :” هناك مجموعة من التحديات التي تواجه مزارعي محافظة مرسى مطروح تتمثل في شح الموارد المائية المتمثلة في مياه الأمطار كمصدر رئيسي، وضعف الانتاجية للمحاصيل الزراعية، وضحالة المعرفة بأساليب الممارسات الزراعية الحديثة، ومحدودية استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، وتدهور الأراضي والمناطق الرعوية، ومحدودية مصادر الدخل غير الزراعية وفرص العمل خاصة بين النساء، بالإضافة إلى سوء التغذية وخاصة عند الاطفال في الأسر محدودة الدخل، لذا سيعمل المشروع على التغلب على كافة هذه العقبات عبر زيادة كمية مياه الأمطار المخزنة، وتحسين الممارسات الزراعية المتبعة وزيادة الانتاجية وتحقيق الاستدامة”.
ومن بين الأنشطة الرئيسية للمشروع القيام بدراسة ميدانية اقتصادية واجتماعية للمنطقة المستهدفة في المشروع، إلى جانب دراسة حقلية لحصاد المياه لتحديد أفضل الأماكن لمنشآت حصاد المياه، ووضع أساس علمي لهذا المشروع والمشاريع المستقبلية لتحقيق الاستفادة القصوى من مياه الأمطار بأقل مساحة ممكنة ودون التأثير على الأنشطة الزراعية الأخرى، وتحسين الممارسات الزراعية لمحاصيل التين والزيتون والشعير والقمح، وكذلك تحسين إنتاجية الانتاج الحيواني، وتحسين التغذية خاصة للأطفال.
كما سوف يتم خلال المشروع إنشاء 99 بئراً موزعة على المنطقة المستهدفة بالمشروع بواقع 9 آبار لكل مجتمع محلى، وسوف يتم توزيع الآبار بمنهجية التخطيط بالمشاركة المتبعة في المنطقة من خلال توزيع الخطة على المجتمعات وتوزيعها على أفراد المجتمع بواسطة المناديب، مع اتباع كافة المعايير الفنية المتبعة سابقا في المنطقة عند تنفيذ الآبار.
علماَ بأن برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية هو عبارة عن مداخلة للتنمية الريفية تحت مظلة “برنامج الجوار الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية” ، وهي مبادرة أطلقها الاتحاد الأوروبي لتترجم التزامه نحو شمولية النمو والاستقرار ليتضمن الدول المجاورة له، كما يقوم بتنفيذ برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية الوكالة الايطالية للتعاون من أجل التنمية. وتقدر تكلفة البرنامج حوالي 21.89 مليون يورو ممولة كلياً من قبل الاتحاد الأوروبي. والمدة الزمنية لتنفيذ البرنامج هي خمس سنوات (2015-2019).