في جزيرة الفنتين في أسوان، يوجد “مقياسان للنيل”، أحدهما في “معبد خنوم” والآخر في “معبد ساتيت”، والأول على شكل “حوض مربع” بينما الثاني ذا “طراز معماري” تقليدي، حيث كان على شكل بيت ذي سلم منحدر إلى النهر مع فتحات في الجدار للقياس…. فمقياس النيل له أهمية تاريخية كبيرة واخترع لقراءة مستوى المياه والتنبؤ به وكان يستخدم حتى بناء سد أسوان…. تجولت “وطني” داخل مقاييس النيل في أسوان…
مقياسان للنيل
قال الأثرى نصر سلامة،مديرعام منطقة آثار أسوان والنوبة: يوجد فى جزيرة الفنتين بأسوان، “مقياسان للنيل”، أحدهما في “معبد خنوم” والآخر في “معبد ساتيت”، وكان الأول على شكل حوض مربع بينما الثاني كان ذا طراز معماري تقليدي، حيث كان على شكل بيت ذي سلم منحدر إلى النهر مع فتحات في الجدار للقياس، وأن مقياس مياه النيل يعود إلى 7000 سنة، واعتمدت جميع جوانب حياة المصريين القدامى تقريبًا نهر النيل, فإذا ارتفع منسوب مياهه، يحدث فيضان , وإذا انخفض منسوب مياهه، يحدث جفاف, وكلاهما كان يعني كارثة، وجاء اختراع مقياس مياه النيل لقراءة مستوى المياه والتنبؤ به ومن ثم معرفة مصير البلاد, فالشخص الذي إستطاع قراءة مقياس مياه النيل امتلك معرفة كنوز مصر الأكثر قدسية , حتى إن التنبؤ بالمطر قبل سقوطه كان عاملا أساسيا , وذلك لتحديد الضرائب المتوجب على الفلاحين دفعها ، استخدمت حتى القرن الـ20 وعندما تم بناء السدود في أسوان وضع حد لفيضان النيل السنوي,وأصبحت بذلك مقاييس النيل شيئا ماضي.
وذكر أن مقياس النيل له أهمية تاريخية كبيرة وهو يقع على “جزيرة إلفنتين” أو”فيلة بأسوان” يتكون من مجموعة من السلالم المؤدية إلى المياه، مع علامات تحدد عمقها على طول الجدران.
وإن الجزيرة تمثل الحدود الجنوبية لمصر, فهي أول موقع لتسجيل بداية الفيضان السنوي, ضمت تصاميم المبنى قناة تؤدي إلى ضفة النهر، تمتد لمسافة طويلة لتغذية الآبار, وتقع هذه الآبار في داخل جدران المعابد ، حيث يسمح فقط للكهنة والحكام بالوصول إليها, ويمكن زيارة أحد هذه الآبار في معبد كوم أمبو شمال أسوان , انتقلت مقاييس النيل من مصر القديمة إلى الحضارات اللاحقة، إذ استخدمت حتى القرن الـ20 وعندما تم بناء السدود في أسوان وضع حد لفيضان نهر النيل السنوي, وأصبحت بذلك مقاييس النيل شيئا من الماضي, وأن مقياس النيل الذي يقع بجانب جزيرة الفنتين يرجع تاريخه إلي العصر الروماني ذو طراز معماري تقليدي اختُرع مقياس مياه النيل لقراءة مستوى المياه والتنبؤ به عند المصريين القدماء .
وتظهر عليه مقاييس فيضان النيل باللغات اليونانية الديمقراطية والعربية وكان مستعملاً إلى وقت قريب ،وهو ليس بمقياس سرعة أو عداد مسافات أو مقياس للضغط الجوي أو حتى ترمومتر ، ألا وهو مقياس مياه النيل.
ويقع مقياس النيل أسفل اليسار, وكان خنوم هو إله له رأس كبش , حارسا” للنيل قبل أن يحرسه سد أسوان بفترة طويلة،كان فيضان النيل يجلب الطمي والطين، فكان الاعتقاد بأن خنوم قد خلق الحياة من هذا الطمي جالبًا أولاده من الطين لبطون الأمهات، ولعل هذا الاعتقاد هو الأصل التاريخي لفكرة أن النيل هو الحياة نفسها , وتعتبر الجزيرة واحدة من أقدم المواقع في مصر، والمعقل الرئيسي لعبادة خنوم , وعندما بُني سد أسوان، وجدت العديد من القطع الأثرية التي تعود إلى ما قبل الأسر الحاكمة – بما فيها كبش خنوم المُحنَّط الشهيروالتي وضعت في متحف اسوان ….والمتحف يقع في “ڤيلا سير وليام ويلكوكس”، وهو المهندس المعماري الذي بنى سد أسوان , وأصبحت الڤيلا متحفاً في عام 1912 وتم توسيعه في عام 1998, ليضم المتحف العديد من المومياوات والتوابيت الحجرية، من ضمنها تابوت حجري يحوي مومياء لطفل ملفوفة في طبقات من الكتان….. و قام بحفره في الصخر ” المقابر الصخرية ” وظهر ذلك منذ الدولة القديمة واستمر حتي الدولة الحديثة وقد تم الفصل بين المقبرة الصخرية والمعبد الجنائزي في الدولة الحديثة لإخفائها عن أعين اللصوص , وتعد المقابر الصخرية أحد طرز المقابر التي احتلت مكانة مرموقة وانتشرت انتشاراً واسعاً في مصر، هذا وقد كان نحت المقبرة الصخرية في وادي جبلي بعيد عن الوادي المزروع، وكذلك فصلها عند المعبد الجنائزي بالدولة الحديثة لإخفائها عن أعين اللصوص الذين لم تسلم مقابر الدولتين القديمة والوسطى من أعمالهم , وكانت تسوى واجهات المقابر الصخرية في بداية الأمر بحيث يميل قليلاً للداخل على نحو ما يشبه المصاطب المبنية، وليس من المقابر الصخرية ما يشبه غيره تماماً، وتقع عادة المشكاه في الجدار الخلفي للمقصورة على محور المقبرة…. وقد أخذ تصميم المقبرة الصخرية في التعقيد تدريجياً وباتت تحفر في هيئة دهاليز ضيقة طويلة، وتغطى أحياناً بطبقة من الملاط تبعاً لجودة الصخر، ومع ازدياد نفوذ حكام الأقاليم خاصة في الدولة الوسطى ازداد الاهتمام بتلك المقابر من حيث المكان والمناظر والفخامة المعمارية , ومن أشهر المقابر الصخرية بجنوب مصر ما يعرف بمقابر نبلاء إلفنتين الصخرية أو ما تعرف بمقابر قبة الهوا أو مقابر أسوان الصخرية.
وذكرأن جزيرة إلفنتين كانت من أقوى الحصون على حدود مصر الجنوبية وتقع حاليا مقابل فندق “كتراكت” بأسوان، وكان معبودها الإله “خنوم” أو “غنوم” (من كلمة غنم) ، وهو على شكل رأس كبش, اشتق اسم إلفننين من الاسم المصري القديم لها “أبو” بمعنى أرض الفيل ، ويمكن تفسيره بأنها كانت إما مركزاً لتجارة العاج واسمه بالمصرية القديمة (أبو) أيضا، وكان يأتي إليها من السودان أو أن الاسم يشير إلى الفيل الذي كان يعيش في هذه المنطقة في عصور ما قبل الأسرات وتعد ألفنتين وهو الإسم الذي أطلقة اليونانيون علي الجزيرة المواجهة لجزيرة أسوان من أكبر جزرأسوان التي تقع شمال الشلال الأول والتي أخذت أهمية تاريخية طويلة بدأت منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصر الروماني…. وتمتد هذه الجزيرة بطول 1.5 كم وعرض 500 متر , ونظرًا لموقعها الهام اتخذها المصري القديم عاصمة الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا فإن قربها من محاجر الجرانيت والأحجار النصف كريمة والذهب جعلها تلعب دورا هاما في تاريخ مصر خلال هذه العصور خاصة في علاقتها مع دول الجنوب ما هذا وقد تعددت أهمية هذه الجزيرة بالنسبة للمصري القديم من النواحي الدينية والسياحية والعسكرية والتجارية والتجارية، حيث كان معبودها الرئيسى هو الإلة خنوم وكان يعتقد أن ينبع بجوارها . وأضاف مدير عام آثار أسوان: أن متحف أثار أسوان هو أقدم متحف أقليمى للآثار فى مصر وأقيم عام ١٩١٧ بحزيرة الفنتين فى مبنى كان استراحة لمهندس الرى الانجليزى وليم ولكوكس مصمم خزان أسوان ويتميز المتحف بالموقع الفريد , حيث انه يوجد فى منطقه اثرية وتحيط به مجموعة من المعابد منها معبد الآلة خنوم و معبد الآلهة ساتت ومعبد حقا إيب ومقياس النيل .. وجزيرة الفنتين تعود الى العصر الرومانى وكانت من اقوى الحصون على حدود مصر الجنوبية وكان معبودها الإله (خنوم) وهو على شكل رجل ورأس كبش وسمها الاغريق الفنتين بمعنى “سن – ناب الفيل” لطبوغرافية شكل الجزيرة ويضم متحف أسوان الاقليمى الذى تقرر اعادة افتتاحه بعض تماثيل الملوك والأفراد وبعض الموميات للكبش مغطى برقائق الذهب رمز الآلة خنوم وبعض اللوحات الجنائزية وأدوات الحياة اليومية وقد قامت البعثة الألمانية برئاسة د. فيليكس ارنولد التى تنقب عن الآثار فى جزيرة الفنتين منذ سنوات طويلة بإنشاء ملحق للمتحف القديم ويضم الآثار التى عثرت عليها البعثة الألمانية أثناء حفائرها التي تمت بالجزيرة.