تحتفل الكنيسة المصرية اليوم 28 سبتمبر الموافق 17 توت بنياحة القديسة ثاؤغنسطا، وذلك في أيام الملكين أركاديوس وأنوريوس. وكانت تقيم بدير بالقرب من روما، فوقعت أسيرة في يد رجال حاكم الرها، حيث قدموها له، فاتخذتها زوجة الحاكم كجارية لها.
مارست الراهبة ثاؤغنسطا – المسبية – عملها ببهجة ورضا، فأنجح الرب طريقها وأعطاها نعمة في عيني سيدتها، فأقامتها رئيسة على كل العاملات بالقصر. أما هي فكان قلبها متعلقاً بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم.
وحدث أن تعرض ابن الحاكم لمرض شديد، وفشلت كل إمكانيات الأطباء في شفائه، فطلبت أمه – سيدتها – من ثاؤغنسطا أن تصلى لأجله، فبسطت يديها وصلت إلى الله أن يتمجد في هذا الابن الوحيد لأجل خلاص الكثيرين. ولما انتهت من صلاتها شفي الطفل في الحال، فحررها الحاكم من العبودية، وأعطى لها مكاناً منفرداً كطلبها، فأقامت متعبدة فيه لله بلا انقطاع.
وبعد أيام قليلة مرضت زوجة الحاكم، فطلبت ثاؤغنسطا لتصلى لأجلها فوهبها الله نعمة الشفاء بصلاتها.
ثم خرج الحاكم إلى البرية ذات يوم، ليصطاد، فضلّ الطريق. حينئذ تذكر القديسة ثاؤغنسطا، وكيف تلتجىء إلى السيد المسيح في الضيقات، وترشم ذاتها بعلامة الصليب، فتنال قوة إلهية. فصرخ الحاكم، وطلب من السيد المسيح إله ثاؤغنسطا، أن ينقذه. وإذ به يرى علامة الصليب من نور تتقدمه حتى دخل المدينة. ففرح به شعبه واستدعوا القديسة ثاؤغنسطا لكي تبشرهم بالإيمان بالسيد المسيح. فتهللت جداً وبشرتهم بالإيمان. وطلبت من الحاكم أن يرسل إلى الإمبراطور أنوريوس لكي يرسل لهم كاهناً تقياً، فأرسل لهم قساً يُدعى ثاؤفانيوس، الذي صار يكرز مجاهداً بالإيمان حتى آمن الجميع. وسُيم ثاؤفانيوس أسقفاً على الرها كطلب الحاكم والشعب. وكانت القديسة ثاؤغنسطا تقوم بخدمة النساء. وسمح الله لها بمرض قصير وتنيَّحت بسلام.