تصدرت قصة “هدير مكاوى” تلك الفتاة التي قررت أن تجاهر بقصتها حول إنجابها لطفل رفض والده الإعتراف به موقع التواصل الإجتماعي” الفيس بوك” وبدأ المتفاعلون علي الموقع بنشر الصور والقصة ولاسيما بعدما نشر لها أحد أصدقائها صورة لهدير وطفلها عقب الولادة مباشرة مدونًا عليها:”هدير كانت مرتبطة بشخص ولما حملت منه قالها أنا مش مسئول ومش هعترف بالابن ولا هتجوزك..فقررت إنها تواجه الناس والمجتمع ومتقتلش ابنها وتحرمه من الحياة.”
وعليه فقد اجتمع رواد “الفيسبوك” يعلنون انقسامهم مابين مؤيد ومعارض، فبعضهم رأي بأنها لم تقم بإلقاء طفلها في ملجأ أو تقوم بقتله خوفًا من العار، فيما رأي البعض الآخر أنها زانية وتجاهر بالفحشاء والمعصية علانية بل وتشجع الفتيات أن يقمن بمثل مافعلت وتقليدها.
وأما عن هدير مكاوي فهي ابنة محافظة المنصورة تبلغ من العمر 26 عامًا، ودرست الحاسبات والمعلومات ،وعملت بالصحافة لحوالي 6 أشهر،وتم إلقاء القبض عليها خلال مظاهرات 25 يناير بتهمة التخريب، ومن ضمن أعضاء حركة 6إبريل ،وشاركت في العديد من الوقفات آخرها علي سلالم نقابة الصحفيين ضمن الوقفات الاحتجاجية المناهضة لإتفاقية “تيران وصنافير”رافعة للافته كتب عليها “تيران وصنافير مصرية”، ارتدت هدير الحجاب لفترة زمنية وعاودت خلع الحجاب إثر أزمة نفسية تعرضت لها، تزوجت عرفيًا بشخص دون علم أهله يدعي “محمود مصطفى فهيم برغوت” لمدة 3 أشهر، قضتهم في نويبع، ورفض والد طفلها الاعتراف بالنسب وطالبها بإجهاض الطفل مقابل أن يسجل عقد الزواج العرفي إلا أنها رفضت وتقدمت بقضية إثبات نسب ضد والد الطفل،وتنتظر حكم القضاء.
وجدير بالذكر أن قصة هدير مكاوى بدأت حينما كتبت يوم 1 يناير 2017، منشوراً على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، سردت خلاله قصتها بإستفاضة بالغة، حيث قالت إنها تربت في أسرة حنونة على الغرباء فقط، ودائما ما كانت تشعر وسط أهلها بالوحدة، وتسببت كثرة المشاكل والخلافات بينها وبين أسرتها إلى إستقلالها بذاتها منذ سنين لتواجه الحياة بمفردها بما تحتويه من مصاعب وأزمات.
وقالت هدير مكاوي أنها مرت بالعديد من الازمات، وكان يقف بجانبها ويدعمها خلالها أصدقائها المقربون الذين ساندوها بقوة على الرغم من أن الكثير منهم لا يتحدث معها في الوقت الحالي، وكان أصعب ما مرت به على حد وصفها منذ عام، حينما توفى من قالت عليه “أغلى الناس عندي”، وعندما خرجت من المستشفى أحبت إنساناً بدرجة كبيرة “حب مرضي”، وإتفقا على الزواج عرفياً وذلك لعدة مشكلات منها أنه توجد مشاكل بينه وبين والده، كما أن أهلها كانوا يرفضون زواجها من هذا الشخص، ونظراً لأن القانون في مصر يمنع الزواج عند المأذون إلا بموافقة ولي أمر البنت، فكان زواجهما غير رسمياً.
وتابعت مكاوي بأن والدة زوجها وشقيقه كانا على علم بزواجهما عرفياً، وأنها عاشت مع زوجها لمدة 3 أشهر بمدينة نويبع، ثم قررا العودة سوياً من جديد من أجل البحث عن عمل والوقوف بجانب والد زوجها الذي أصابه المرض، وعندما واجهت هدير الجميع بحملها، قالت أن أهلها عنفوها وأصبحوا ضدها، على الرغم من كونها كانت تعتقد بأنهم سيكونون سنداً وداعماً لها، لكن ما حدث كان العكس تماماً، حيث حاربوها وكونوا جبهة ضدها، كما وقف ضدها أيضاً أهل زوجها.
وتستكمل هدير مكاوي قصتها قائلاً ان زوجها المدعو “محمود مصطفى فهيم برغوت” طالبها بالتنازل عن كافة حقوقها وحقوق طفلها مقابل حل لمشكلتها، لكن مع مرور الوقت تحول الأمر إلى مساومة لإجبارها على التخلص من الجنين الذي تحمل فيه، ولجأت مكاوي إلى محاميتها التي حاولت مراراً وتكراراً حل الأمر ودياً، لكن الطرف الثاني بحسب قولها أغلق جميع الأبواب، كما أن أهلها فعلوا الشيء ذاته، وذلك لكي يصبح الحل الوحيد أمام هدير هو إجهاض نفسها وقتل طفلها، وهو ما قررت هي رفضه.
وقامت هدير بإتخاذ كافة الإجراءات القانونية من محاضر عدم التعرض وإثبات الحالة وغيرها، كما تشير أنها تعرضت لعملية إبتزاز بواسطة “أمن الدولة”، وعلمت عندما تم التحقيق معها أنها “متوصي عليها” بحسب قولها، كما أبلغتها والدتها بأن والدها تعرض للتحقيق وسئل عن كيفية حمل إبنته على الرغم من عدم وجود أوراق رسمية تثبت زواجها، بالإضافة إلى إمضاؤه على إقرار يفيد بعدم سفرها إلى سيناء مرة أرى.
وإختتمت هدير مكاوي منشورها على الفيسبوك مؤكدةً أنها كتبته للتأكيد على أنها لن تتنازل عن حق إبنها حتى آخر ثانية من عمرها وأنها غير خائفة من أي تهديدات أيا كان مصدرها، كما قالت أنه في حالة حدوث أي مكروه لها أو لإبنها فإنها تتهم الجميع بتدبيره، وأضافت بأنها فخورة بنفسها وقوية وستكمل ما بدأته للنهاية حتى تحصل على حق إبنها “آدم” كاملاً.
وفي خضم هذا كله فقد التهم نشطاء الفيسبوك القصة وتم تدشين عدة هاش تاجات منها “آدم هدير مكاوى” و “إعدام هدير مكاوي” و “أدعم هدير مكاوي” و”Single_mother” وبدت الانقسامات واضحة جلية خلال سويعات من طرح القصة، وقرار هدير انجابها لطفلها ومنحه كنيتها بعدما رفض والده الاعتراف به، وأظهر الكثيرين دعمًا كبيرًا لهدير بسبب اصرارها علي الاحتفاظ بجنينها، وطالبوها بالمضي قدمًا في موقفها،فيما رفض البعض الاخر الامر وأبدوا غضبهم لإقدامها علي خطوة تخالف العادات المجتمعية، وتحميل طفل لاذنب له فاتورة أخطاء الوالدين.
إلا أنه وفي النهاية وبعد انتشار القصة التي لاكها الجميع خلال الايام الماضية يبقي مصير الطفل آدم معلق في مجتمعنا، يحاسب علي ما لا ذنب له فيه تلاحقه نظرة المجتمع واتهاماته له بأنه ابن زنا، ويبقي مصيره في النسب والتطعيمات والتعليم والحياة السوية مجهولا ومعلقًا بين أيدي الزمن.