تعد الطوابي الأثرية شاهدة على حقبة هامة في تاريخ مصر بكل ما فيه من انتصارات واخفاقات، حيث كانت الطوابي لها دور هام في حماية حدود مصر وشواطئها ضد الغازين والمغرضين على أرضها.
وقد اهتم الحكام في كل فترة من تاريخها بتحصين حدودها وخصوصا المطلة على البحر الأبيض المتوسط من أبوقير إلى بور سعيد فأقاموا العديد من الحصون والقلاع والأسوار، ومن هذه الحصون الطوابي فقد كان عددها 21 طابية أثرية هى: طابية العجمى البحرية وطابية العجمى القبلية «الطابية العيانة»، وطابية الدخيلة – وطابية المكس «الطابية التحتانية» – وطابية العرب- وطابية الناموس- وطابية اليسرى- وطابية الملاحة- وطابية الصالح- وطابية الفنار- وطابية قايتباى «حصن فاروس»- وطابية الرمل- وطابية المعمورة- وطابية السبع- وطابية البرج- وطابية الرمل بأبى قير- وطابية برج رقم 1 – وطابية برج رقم 2- وطابية برج رقم 3- وطابية برج رقم 4 – وطابية كوسا باشا فى خليج أبوقير شرق المحافظة .
سنلقى الضوء على4 طابيات بالإسكندرية واضحة المعالم حيث أن الباقي إما اندثر أوعلى صورة سيئة، وهذا يرجع لأسباب عديدة منها الزلازل أو الهجوم عليها من الغزاة والمحتلين وأيضا العوامل الجوية، هذا بخلاف طابية(قلعة) قايتباى وهي من افضل الطبيات حالا الموجودة من حيث الموقع والإهتمام بها.
وعن الطوابى الأربعة يقول الدكتور عبد الرحيم ريحان الخبير الاثري
طابية كوسا باشا (مغارة كوسا باشا):
أو مغارة كوسا باشا ـ كما يطلق عليها الأهالي، أنشئت عام 1807 بأمر من محمد علي باشا لتحصين الإسكندرية ومنطقة أبو قير من العدوان الفرنسي وكانت أحد أجمل قلاع الإسكندرية.
تقع على الساحل بمنطقة أبوقير، شمال شرق أبوقير إلى الغرب من طابية البرج الواقعة على رأس شبه جزيرة أبوقير بمسافة 864 متراً. وهي عبارة عن مبني متهدم يأخذ الشكل الجمالوني، ويتكون من سراديب وخنادق مهجورة.
اما الطابق الثانى فهو عبارة عن بهو رئيسي تتفرع منه مجموعة من السراديب المسقوفة بقباء نصف برميلي (اسطواني).
وتوجد على سطح الطابية بعض الأسوار البسيطة التى توجد بها بعض الكتل المستطيلة من الحجر والرخام موضوع عليها بطاريات المدافع.
ومن مشاهدتنا للطابية نلاحظ أنها تعاني من التآكل الذى أصابها بفعل العوامل الطبيعية مثل البحر والأمواج والتغيرات المناخية كشدة الرياح وحرارة الشمس.
وهى تشبه قلعة قايتباي وكانت حصن يرجع له الفضل كثيرًا في ردع العدوان الخارجي على مصر، وحقق من خلاله العثمانيون نصراً بسيطاً أمام الجيش الفرنسي بقيادة نابليون حيث حاصر “كوسا باشا” الحامية الفرنسية في قلعة أبو قير إلي أن استسلم قائدها الكابتن “فيناش” وعندما علم نابليون بهذا الحدث أعد خطة سريعة لإنقاذ الموقف، وبالفعل بدأ في تعبئة وتحريك جيوشه، في الوقت الذي خرج العثمانيون بنصر مؤقت تحول إلي هزيمة، لعدم سرعة العثمانيين في وضع خطة حربية لمواجهة الجيش الفرنسي، بل كانت جنودهم ترسو جماعات متفرقة علي شاطئ الإسكندرية، ولم يفكر “مصطفي باشا” في استغلال الإسكندرية أو رشيد ليتخذ منها قاعدة ليزحف بها داخل البلاد بل ظل في مكانه “في شبة جزيرة ابو قير” فهاجمت قوات القائد الفرنسي “لان” علي معسكر “مصطفي كوسا باشا” وآخذته أسيرا وظلت الطابية تقاوم الهجمات الفرنسية بقيادة “ابن مصطفي باشا” ولكن سرعان ما نفذت الذخائر العثمانية فاحتل الفرنسيون الطابية وأمر “نابليون” بقتل مصطفي باشا كوسا.
والطابية غير معروفة للكثيرين من أهالى أبو قير، ويصعب الوصول إليها لوجودها بمنطقة منعزلة لها حدود خاصة ، “فالحد القبلي” مرفق مياه أبو قير،أما “الحد البحري” ساحل البحر المتوسط، و”الحدالغربي” شارع الجيش، الحد الشرقي المدينة السكنية وشاطئ خاص تابع للقوات المسلحة.
تقع بمنطقة حدائق الشلالات. وهى طابية أثرية بناها محمد علي باشا في بدايات القرن التاسع وأطلق عليها “طابية قبور اليهود” لمجاورتها لمقابر اليهود ، وهي تقع على مساحة 627 مترا. وكانت تمثل نقطة دفاع حصينة عن مدينة الاسكندرية كما كانت مصنعا للآلات النحاسية الخاصة بالجيش مثل الدروع والخوز وبعض الأسلحة والأواني والمهمات. وهى تطل على شارع صلاح مصطفى حالياً ( السلطان حسين سابقاً(
وهى عبارة عن مبنى مستطيل الشكل يتكون من طابقين، وله أربع واجهات والواجهة الرئيسية هى الواجهة الجنوبية وتتكون من طابقين الطابق الأول وبه أربع فتحات مزاغل ويفتح فى الطابق الثانى خمس فتحات مستطيلة والمدخل الحالى يفتح جهة الشرق ويؤدى إلى صحن مكشوف يجاوره من الجهة الجنوبية الشرقية سلم يؤدى إلى السطح. وحالياً تستخدم كمقر لإدارة التوثيق الأثري. حدود الطابية هي الحد البحري مركز الشباب – الشلالات، والحد القبلي شارع السلطان حسين كامل سابقاً، والحد الشرقي 20 متر من حدود الأثر أما الحد الغربي 5 متر من حديقة مركز شباب الشلالات.
أنشئت في عهد محمد علي في بداية القرن ال 19 الميلادي لتكون أحد الثغور التي تحمي شواطئ مصر الشمالية من الغزاة و سميت بالحمراء نتيجة الدماء التي سفكها أهالي القري المجاورة للدفاع عن مصر، و يقال انها سميت بهذا الاسم أيضا نظرا لوجود كمية كبيرة من الشقف الأحمر بها.
و تقع شمال مركز ادكو و تتميز بموقعها على خليج ابي قير من الجهة الشمالية وطريق ادكو – رشيد من الجنوب و تحدها شبه جزيرة ادكو و تحيط بها شركات البترول من الناحية البحرية و الشرقية.
ولهذه الطابية موقع مميز حيث يحيط بالطابية سور من أعلى المبنى حافة التل من ثلاث جهات عدا الجنوبية. ولكن للأسف تهدم منها جزء كبير. أما حدود الطابية :- الحد القبلي والغربي شركة “ويبكو” للبترول وبينهما شارع يمثل حرم الطابية والحد البحري والشرقي شركة “بتروجيت”.
تقع أمام النادي الأوليمبي، خلف سور الاسكندرية الشرقي في حديقة الشلالات ، وكانت معروفة بطابية “محمد على “و تم إنشاء هذه الطابية في العصر الإسلامي وعرفت أيضا بإسم “باب رشيد” حيث ان أحمد بن طولون قام ببناء سور بجانبها كان يفتح على الطريق المؤدى إلى مدينة رشيد ولذلك عرفت بإسم باب شرق لوقوعها في الجانب الشرقي.
وتصميمها الهندسي عبارة عن مبنى مستطيل فى جسم تل ترابى مغطى بالأشجار والنخيل ويحيط بها سور من الحجر من جميع الجهات ماعدا الجانب الغربى الغير كامل وملحق به خمس حجرات من الطوب الأحمر الحديث وقد استخدم فى هذه الطابية الأحجار متوسطة الحجم.
وهى مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية بالإسكندرية فى سنة 1951م . ومدخل الطابية يبدو وكأنه فتحه كبيرة معقوده على جانبيها برج أسطواني الشكل ذو طابقين وعند الطرف الأيمن يظهر وكأنه برجا مستطيلا.
وأعاد محمد علي بناءه عند إعادة ترميم الاسكندرية. وظلت هذه الطابية قائمة حتى عام 1882م حيث بدأت جدرانها في التهدم والإنهيار نتيجة الحرب التي شنها الأسطول الإنجليزي على الأسكندرية. وبقيت منها الأجزاء المسجلة حالياً وكان باب شرق هو المدخل الرئيسي الذى يدخل منه السلاطين والمماليك عند زيارتهم للمدينة.