· بدلا من أن تحمل سلاحاً يحميك أحمل الصليب.. من اقوال الآباء
اليوم 17 توت الموافق 28 سبتمبر تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بالصليب المقدس بمناسبة تكريس كنيسة القيامة وظهور الصليب فى السماء لقسطنطينوس، وهناك احتفال أيضا فى 10 برمهات وله قصة انه فى عهد الإمبراطور هرقل سنة 627 ميلادية ارتد الفرس منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل، وعند مرورهم على بيت المقدس رأى أحد أمراء الفرس ضوءً ساطعا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب. فمد يده إليها، فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه فأعلمه المسيحيين أن هذه قاعدة لصليب المقدس، كما قصوا عليه أمر اكتشافه، وأنه لا يستطيع أن يمسها إلا المسيحي. فاحتال على شماسين كانا قائمين بحراستها على أن يحملا هذه القطعة ويذهبا بها معه إلي بلاده، وبالفعل حدث ولما سمع هرقل بذلك، ذهب بجيشه إلي بلاد الفرس وحاربهم وقتل منهم كثيرين حتى عثر على القطعة المقدسة وأخذها إلى مدينة القسطنطينية وأودعها هناك. .أما الكنيستين الغربية والشرقية فإنهما يحتفلان بيوم اكتشاف الصليب مع يوم تدشين كنيسة القيامة الموافق 28 سبتمبر سنة 335م مع يوم ظهور الصليب المنير فى السماء للملك قسطنطينوس الكبير، وهذه المناسبات الثلاثة يوم احتفالهم 28 سبتمبر (14 سبتمبر بعد التعديل الغريغورى) .
اكتشاف الصليب:
حسب التقليد الذى تسلمته الكنيسة فإن اكتشاف الصليب كان على يد القديسة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين التى تكبدت أتعاب السفر إلى أورشليم وهى بالغة من العمر أكثر من سبعين سنة وذلك لتكتشف القبر المقدس وتبنى كنيسة هناك، وقد تمم الله لها فعلا كل ما أشتاقت نفسها اليه وبنيت كنيستين أحداهما على القبر المقدس وأسمتها فى البداية أورشليم الجديدة، ولكن عرفت فيما بعد بالأناستاسيس أى كنيسة القيامة والتى أكملها أبنها قسطنطين الملك، والأخرى فى بيت لحم.
وجدير بالذكر أن القديس أمبروسيوس أسقف ميلان هو أول من اشار إلى حادثة اكتشاف الصليب وذكرها فى أحد عظاته ونقلها عنه القديس يوحنا ذهبى الفم، وذكر أيضاً قصة الاكتشاف المؤرخ الكنسى سقراط قائلا إن الملكة هيلانة كانت مدفوعة للذهاب إلى أورشليم بواسطة رؤيا وانها حزنت جدا لما رأت أورشليم خراباً، وانها بحثت كثيرًا عن القبر المقدس ويذكر سقراط أن السبب فى ذلك هو تغطية المكان بالتراب على شبه هضبة أقيم فوقها هيكل وثنى ومع ذلك كان المسيحيين يذهبون إلى المكان لنيل البركة، ولما رأت الملكة هيلانة هذا الأمر أمرت بهدم الهيكل ورفع الاتربة ووجدت ثلاثة صلبان وتأكدت من الصليب المقدس الذى للمخلص عندما وضعته على سيدة مريضة أمام القديس مكاريوس أسقف أورشليم فشفيت، وأقامت الملكة فوق القبر المقدس كنيسة فخمة سمتها أورشليم الجديدة واخرى لاتقل عنها جمالاً فوق مغارة بيت لحم الموضع الذى ولد فيه السيد المسيح والمعروف ان ابن الملكة هيلانة قسطنطين أمر بتوزيع قطع من خشبة الصليب المقدس إلى كافة انحاء العالم، واحتفظت كنيسة روما بقطعة كبيرة.
ظهور الصليب لقسطنطيوس:
ذكر هذه الحادثة يوسابيوس القيصرى بدقة وحماس شديد ونقلها عنه بإختصار كل من المؤرخ سقراط وسوزومين والقصة أن يوسابيوس سمع الأمبراطور وهو يعلن بقسم أنه بينما كانت الشمس تميل قليلا بعد الظهر رأى فى السماء ومعه الضباط والجنود علامة الصليب من نور وتحيط بها كلمات “بهذا تغلب” وكان من تأثير هذا المنظر أن تشجع قسطنطينوس على قبول المسيحية ودخل الحرب ضد الطاغية ماكسنيتوس . هذا وظهر الصليب مرتين اخرتين احداهما كعمود نور فى سماء أورشليم لكل الناس سنة 351 والثانية فى السماء للقيصر جاللوس.
تكريس كنيسة القيامة:
وفقا للسنكسار فأنه فى يوم 17 توت من سنة 262 ميلادية نحتفل بتكريس هياكل القيامة بأورشليم وذلك أنه في السنة العشرين من ملك قسطنطين وبعد اجتماع المجمع المقدس بنقية. قالت الملكة هيلانة لابنها قسطنطين انها كانت نذرت الذهاب إلى أورشليم والتبرك من المواضع المقدسة. والبحث عن الصليب المحيى ففرح بذلك وأعطاها أموالا كثيرة، وأصحبها بعدد كبير من العسكر، ولما وصلت إلى هناك وتباركت من الآثار المقدسة. فتشت عن عود الصليب حتى وجدته بعد تعب شديد. فمجدته تمجيدًا عظيمًا. وأكرمته إكرامًا جزيلاً، وأمرت ببناء هياكل القيامة والجلجثة وبيت لحم والمغارة والعلية والجسمانية وسائر الهياكل. وأن ترصع بالجواهر وتطلى بالذهب والفضة. وكان في القدس أسقف قديس أشار عليها ألا تعمل هذا قائلا “انه بعد قليل يأتي الأمم ويسلبون هذا المكان ويهدمونه ويأخذون هذه الجواهر والذهب والفضة”. والأفضل أن يشيد البناء جيدًا وما يتبقى من الأموال يوزع على المساكين. فقبلت قوله وسلمت له الأموال وطالبته بالعمل. ولما رجعت إلى ابنها وأعلمته بما صنعت فرح وأرسل أمولًا طائلة وأمر أن يعطى الصناع أجرهم بالكامل حتى لا يتذمروا. ولما كمل البناء في السنة الثلاثين من ملكه. أرسل أواني وكسوة ثمينة. كما أرسل إلى بطريرك القسطنطينية وإلى بطريرك الأسكندرية اثناسيوسيرسل كل منهما أساقفته ويذهب إلى القدس فذهبا إلى هناك، واجتمعا ببطريرك إنطاكية وأسقف القدس. ومكث الجميع إلى اليوم السادس عشر من شهر توت. فكرسوا الهياكل التي بنيت، وفي السابع عشر منه طافوا بالصليب تلك المواضع، سجدوا فيها للرب، وقدموا القرابين، ومجدوا الصليب وكرموه. ثم عادوا إلى كراسيهم.
أقوال عن الصليب:
· “علامة الصليب تذكار الانتصار فوق الموت وفوق فساده “… القديس اثناسيوس الرسولى
· “لأن الصليب اذا ارادنا أن نصنفه فهو علامة تثبيت النصرة، الطريق الذى أنحدر عليه الرب إلى الناس، أساس الصعود إلى اليوم الحقيقي الخلود” ….ميثوديوس اسقف أولميبوس
· “أعطانا السيد المسيح الهنا الصليب سلاحا نافذًا ينفذ فى النار والهواء والأرض ولا يحجبه شئ أو يعترض قوته عارض، فهو قوة الله التى لا تقاوم تهرب من صورته الشياطين حينما يرسم به عليها”…اثناسيوس الرسولى
· “بدلا من أن تحمل سلاحاً أو شيئا يحميك أحمل الصليب وأطبع صورته على أعضائك وقلبك وأرسم به ذاتك لا بتحريك اليد فقط بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضا”… مار افرام السريانى
· “سكب دمه على الصليب ليصير لنا بالدم الحياة وبالصليب النصرة”… كيرلس الاورشليمى