بداية يرجع الباحثين في علم الاجتماع سبب “شيزوفرنيا” المرأة تجاه مطالبها وتعاملها مع بنات جنسها إلى إحساسها بالضعف الذي أضعف بدوره ثقتها بقدرات الأخريات، أن قناعات المرأة الداخلية بأن الرجل أفضل منها، جعلتها تؤمن لا شعوريا بأن قدراته أكثر من قدراتها، حتى إن كانت أمام امرأة تتمتع بقدرات فائقة، فهي، تحكم عليها بإحساسها لا بعقلها ولن تقتنع بها لشعورها بأنها تخفي ضعفها.
ويشير الباحثين أنه لا يجب أيضا استبعاد الجانب الفطري لميل المرأة للرجل، فالأقطاب المتشابهة تتنافر والمختلفة تتجاذب، وهو ما أدى بالتماثل الأنثوي أن يتنافر لصالح التضاد الجنسي، ففطرة المرأة جعلتها تثق بالرجل أكثر فيما يتعلق مثلا بجمالها، لأنه سيكون أكثر صدقا في إبرازه وهذا أمر طبيعي إذا أخذنا بعين الاعتبار أنها تتجمل وتتزين لتحظى أساسا باهتمام الرجل وليس المرأة.
من جانب أخر يرى بعض الباحثين أن معاناة المرأة نتيجة حصاد لتحقير المجتمع لها سنوات طويلة، فجعلها لا تثق بنفسها في الأغلب ومن ثم لا تثق في قدرات المرأة الأخرى وفقا لنظرية القهر الطوعي للذات الذي عانت منه،وتوصل الباحثين إلى أن التربية التي نشأت عليها بأن الرجل هو المسؤول عن تفكيرها وملابسها وحياتها، جعلها تنظر بدونية لبنات جنسها باعتبارهن كائنات ضعيفة غير جديرة بالثقة وهذا ما يفسر لجوء المرأة في غالبية تعاملاتها إلى الرجل ووضع ثقتها به، بأنها تربت على أنه أكثر اتزانا وأقل عصبية، ويملك مهارات فذة في معظم الأعمال، فهو يتعامل بعقلانية أما المرأة تتصرف بعاطفتها.
تعليقا على هذا الموضوع يقول الدكتور علي أبو ليلة أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس : إن المجتمع لا يزال يحمل الثقافة الذكورية وتنشا الابنة في المنزل على أنها اقل من أخيها وان عليها تلبية مطالبة كالأم تماما , مما جعل المرأة مهما كافحت من اجل نيل منصب معين كالعمل كقاضية أو طبيبة أو أي مهنة تكون فيها غير متكافئة مع الرجل من الناحية التطبيقية وليس العلمية ونرى المرأة تلجا لطبيب أمراض النساء وليس الطبية لان الخبرة لدية اكبر من خلال عملة لساعات أطول وتفرغه للعمل مما يثقل خبراته , وينسحب هذا على باقي المهن مثل الخياط والكوافير , فتعدد الأدوار التي تقوم بها المرأة داخل المنزل وخارجة يفقدها التميز في مجالها وهذا ليس في مصر وحدها بل في اغلب الدول المتقدمة , مما يجعلها هي نفسها لا تثق في نفسها وليس الرجل .
يتفق مع هذا الرأي دكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس فيقول , هناك إحساس بالغيرة بين السيدات وبعضهن من امتهان المهن المرموقة ’ وعدم الراحة في التعامل مع بعضهن البعض حتى في تفضل التعامل مع الرجل ’من منطلق الأقطاب المتشابهة المجال الواحد كرئيس ومرؤوس فهي تتنافر فالمرأة تعرف سيكولوجيا طبيعة المرأة و رغبة كثير من النساء بالعمل تحت إشراف الرجل لأنه يتعاطف كثيراً مع المرأة، كما أنَّ العديد من النساء من المُمكن أن يستجبن لتوجيهات الرجل، ويثقن في آرائه وقراراته في إطار العمل كما المرأة المسؤولة تكون صارمة وحازمة ولا تتعاطف مع بنات جنسها، بالعكس تماماً عن الرجل الذي يراعي ظروف المرأة دائماً، ويرى بأنّها ضعيفة وتحتاج إلى المساعدة والدعم، مبيّنةً أن الإدارات التي يتواجد بها العمل فيها على السيدات؛ بسبب أنّ المرأة لها أكثر من دور في الحياة فهي زوجة وأم وامرأة عاملة، وقد تتولد الغيرة من المحيطات بها إذا نجحت في كل هذه الأدوار، ووصلت إلى منصب المسؤولة، خاصةً إذا كانت هناك امرأة لها الظروف نفسها، ولكنها لم تستطع أن تنجح في عملها., هذا بصفة عامة , بالإضافة إلى أن الثقافة الذكورية التي تساهم هي نفسها في سيادتها داخل المجتمع ما تزال هي المسيطرة فهي ما تزال تفضل الولد على البنت وتشعر انه السند والأمان في المستقبل , أما موضوع أنها لا تستطيع امتهان مهنة معينة فهذا امر غير صحيح فقد عملت لفترة طويلة في إفريقيا في برامج الأمم المتحدة وكانت السيدات والفتيات هن من يقمن بالحراسة المشكلة في ثقافتنا السائدة في المجتمع ’ولدينا نماذج مشرفة في كل المجالات التي تبرع فيها المرأة .
أما الدكتورة سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع جامعة عين شمس: فركزت على إحصائية مركز بصيرة الخاصة بتولي المرأة منصب القضاء وقالت: لا اعتقد في صحة هذه الإحصائية لأننا منذ عشرون عاما نكافح للوصول بالمرأة لهذا المنصب بعد أن تخلفنا ونحن الدولة العريقة عن بلاد مثل السودان والجزائر وغيرها من دول الشمال الإفريقي التي تولت فيها المرأة منصب القضاء
وأرجعت الساعاتي هذه النسبة إلى العينة العشوائية التي يتم اختيارها للدراسة فاذا توجهت إلى القرى وقمت بأجراء الدراسة على مستوى تعليمي بسيط بالتأكيد ستكون مختلفة عن إجراءها في المستوى الأعلى، والمثقف، هذا جانب ومن جانب أخر فقد استطاعت المرأة تقلد منصب القضاء وتم الموافقة على تولى عدد من القضائيات منصب القضاء في مجال محكمة الأسرة، وكانت المستشارة تهاني الجبالي أول قاضية.
وعن موضوع الغيرة بين السيدات وبعضهن وتفضيلهن الرجل في المجالات المختلفة تقول: هذا إحساس طبيعي وموجود بين الذكور والإناث بشكل أو باخر، وان كان يجب أن تقل في المستويات الثقافية الأعلى المرأة وصلت إلى الكثير من الدرجات العلمية فهي أستاذة جامعية ووزيرة وموظفة وكل هذه الأعمال ليس لها تأثير على أسرتها وحياتها تسير بشكل طبيعي، وكثيراً من السيدات يفقن الرجال في الخبرة.