ومن الفنانين المصريين الذين عبروا بكل صدق وإيمان عن مشاعرهم في ذكرى عماد السيد المسيح.. كل من الرواد الراحلين: الفنان إيزاك فانوس، والفنانين يوسف نصيف وبدور لطيف .. والفنانة مارجريت نخلة .. ومن الفنانين المعاصرين الفنان يوسف جرجس عياد، والفنان فيكتور فاخوري، والفنان حنا سعيد، والفنان مجدي وليم، والفنان عادل نصيف .. والفنان جرجس
لطفي وغيرهم من أجيال فناني الأيقونة القبطية.
إهتم كل منهم برسم أيقونة “الظهور الإلهي” بسمات البناء القديم وملامح الأشكال الجديدة برموز بسيطة لموروث الفن القبطي .. والربط بينهما .. نلمس في إبداعاتهم الإحساس بالروحانية .. وإبراز الحدث الجليل، فمنهم من عبر بالضوء عن وجود الله “النور الإلهي” .. ورمز الحمامة “بالروح القدس” تحل على جسد يسوع المسيح “الإبن” وهو في الماء يعمده يوحنا المعمدان .. فقد جمع الثالوث المقدس “الآب والإبن والروح القدس” – إله واحد أمين – في إتحاد كامل على شكل الصليب.. وهو تعبير عن علامة الحياة ورمز الخلاص .. في إيقاع جمالي منسجم تحسه البصيرة وتراه العين.
وأيقونة عماد السيد المسيح نجد فيها “الظهور الإلهي” وهو عمل الروح القدس في المؤمنين –يجددهم –ويتم ذلك في سر المعمودية .. كما قال السيد المسيح له المجد “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح .. لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” .. المولود من الجسد جسد هو، والمولود من الروح هو روح “يو3 : 5،6” .. إذ نؤمن أن الله واحد في ثلاثة أقانيم “آب وإبن وروح قدس”—لجوهر إلهي
واحد—ومكتوب عظيم هو سر التقوى .. الله ظهر في الجسد.
كما نجد تكوين الأيقونة الشمولية في اللون والمشاهد المتنوعة في نسيجها الفني .. بأسلوب ذي أصالة بالغة القوة في التعبير عن مجيء السيد المسيح للعالم ومعموديته التي تعمل على تجديد نفوسنا من خلال روح الله القدوس.
وكل فنان يسعى لإيجاد المرونة والحيوية في أعماله .. لكي تنعكس على فن الأيقونة الحديثة .. من خلال الرجوع للتراث القبطي .. والقراءات في الكتاب المقدس .. بشرط أن يحافظ على أصالة الأيقونة القبطية وتارخها .. وذلك لخلق تذوق للفن القبطي عند مشاهدي الأيقونات التي تجذب إهتمام الشعوب إلى فن أجدادهم القديم .. وفن كنيستهم العظمى الأرثوذكسية .. فتسمو بعقولهم وتأخذ وتستغرق وجدانهم في تعاليم الكتاب المقدس ومعجزاته .. ليعيش السلام والمحبة في الوجدان ما عاش الإنسان.