نظم معهد جوته بالقاهرة ندوة وحلقة نقاش بعنوان “على غير المعتاد” والتي ناقش فيها فكرة إعادة التدوير والاستخدام، هل هي رفاهية أم أسلوب حياة بديل؟
حضر اللقاء ليلى اسكندر وزيرة البيئة السابقة الأسبق ووزيرة التطوير الحضاري والعشوائيات السابقة وعضو مؤسس بـ CID consulting وقيادية بارزة في قطاع التنمية والبيئة ، أ. عزت الجندي، مؤسس مؤسسة روح الشباب لخدمة البيئة، م. سعيد عز الدين، إحدى مؤسسي Greentec للخدمات البيئية والمدير الفني R&D، مصطفى وفاء، مؤسس مبادرة مش المدرسة، و مشارك في مشروع “علي غير المعتاد”.
وقالت مارينا عادل لوطني إن: “على غير المعتاد هو اسم مشروع تم البدء فيه في سبتمبر 2016 من خلال ورش عمل مع خمس مبادرات، قمنا بمنحهم ورش عمل نظرية عن إعادة التدوير بها جزء تفاعلي، كما تم منحهم ورشة عن كيفية توصيل المعلومة للأطفال، لتقوم تلك المبادرات بعد ذلك بمشروعات توعية مع أطفال عن أهمية المخلفات بهدف تطوير فكرة محددة في خلال ستة أسابيع ينتج عنه شيء ملموس أو عمل فني يوضح إننا يمكننا الاستفادة من المخلفات أو إعادة استخدام المساحات والأماكن.”
بدأت ليلى اسكندر اللقاء بحديثها عن التغيير في رؤية المصريين للمخلفات وإعادة التدوير، وقالت : “إن الوضع حاليًا اختلف فقد أدركنا أهمية العاملين في هذا المجال، بقينا نحترمهم لأننا رأينا كيف ينقون شوارعنا من القمامة والتلوث وصحتنا من الأمراض، فأصبح هناك المزيد من الاحترام والوعي لعملهم وجهودهم. لكن الناس لازالت مشوشة فيما يجب أن تفعل في غياب الجمع السكني للقمامة. أما بالنسبة للمؤسسات فقد جربت كل شيء، فقد جربنا في منتصف القرن جامعي القمامة التقليديين، ثم انتقلنا إلى الشركات المصرية، ثم ضمنا إليهم الشركات الأجنبية. والآن فإن السخط العام على الشركات الأجنبية. الآن الأهالي ينادون بعودة الجمع السكني من أمام المنازل، رافضًا فكرة صندوق القمامة الموجود بالشارع لأن المؤسسات لا تملك الكفاءة اللازمة لجمعها من صناديق الشارع، فتترك القمامة في الشوارع مما يؤدي إلى انتشار الأمراض. والآن فنحن في مفترق طرق. فبالرغم من إن هناك عدة تجارب تمت بالفعل، لكن كثقافة إعادة تدوير مؤسسية لازالت غير موجودة أو مقننة كما حدث في بعض الدول الأخرى.”
بينما أفاد عزت الجندي إنه -وبحسب إحصائيات وزارة البيئة- فإن المدن والأحياء الحضرية تنتج في مصر حوالي 24 مليون طن مخلفات في السنة، متوسط إنتاج الفرد ما بين نص كيلو إلى 750 جرام، أما الأسرة المكونة من 4 أفراد فيكون إنتاجها مابين 2 إلى 2.5 كيلو يوميًا. ونقلًا عن الوزارة، أشار عزت إلى أن 60% من تلك المخلفات مواد عضوية.
ثم تحدث سعيد عن إن كلمة waste ترجمتها الحرفية مفقودات وليست مخلفات كما يتم ترجمها حاليًا، موضحًا إن تلك المفقودات/المخلفات هي ناتج عن ما يقوم به الإنسان من أنشطة لذا فهي ملكه. وتطرق إلى أن كلمات مثل “مخلفات” و”قمامة” و”بقايا” هي كلمات ذات مدلول سلبي، وعند النظر إلى تلك المواد من خلال كلمة “مفقودات” أي أنها أشياء ملك للإنسان فُقد ويجب استعادتها والاستفادة منها، ملمحًا إلى أنه يجب الاهتمام بالمفقودات وعمليات إعادة التدوير من جانب الدولة.
أما مصطفى فكان كلامه عن مبادرة “مش مدرسة” والتي بدأت بشباب شارك في ثورة يناير ثم قرر أن يعمل في التوعية واختار العمل في مجال التعليم. بدأت تلك المجموعة في 2013 بعمل بحث حول أراء الناس في مشكلة التعليم وكيفية حلها ليجدوا إن أراء المواطنين حول التعليم سلبية جدًا. وبعد حصولهم على كورس إعادة التدوير في معهد جوته بدأوا في تعليم الأطفال أهمية المفقودات وإن “مقالب القمامة” يمكن تحويلها إلى أشياء نافعة. وبالفعل فقد استطاع الأطفال بمساعدة “مش مدرسة” على إعداد مقاعد وطاولات للطلبة لفصلين من خلال الأخشاب الملقاة بمقالب القمامة.