شهدت السكك الحديدية في الفترة الأخيرة حوادث عديدة، فبالرغم من الاقبال الكثيف على القطارات إلا أنها لم تحظى باهتمام كبير من المسئولين، فخلال الأسابيع الماضية حصدت قضبان السكك الحديدية أرواح الكثيرين من الأبرياء، وتشبعت بدمائهم، وتعد محطة مصر واحدة من أهم محطات السكك الحديدية، تجولت وطني بداخلها لتعكس ما بداخلها.
ماشية بالبركة
قال سمير محمد راكب بقطار الدرجة ثالثة مشكلة هئية السكة الحديد أنها تعانى من حالة تدهور مستمر منذ 50 عام وحتى إلان ولا يوجد خطة إستراتيجية للدولة سواء كانت قريبة المدى أو بعيدة لتطوير هذا المرفق الهام، فبعد أن كانت مصر هى الدولة الثانية على مستوى العالم والشرق الأوسط بعد إنجلترا فى إنشاء هيئة السكة الحديد أصبح هذا المرفق فى مصر الأكثر سوء وتدهور وأستهانة بحياة البشر حتى أصبحنا نطلق عليه ” قطار الموت ” .
مؤكدا أنه عندما يأتي مسئول يأتى جديداًعلى منصبة لا يكمل الخطة التى وضعها المسئول السابق له ويبدأ من جديد إمعاناً فى التقليل من شأن المسئول السابق والتشكيك فى قدراته، وهذه مشكلة تعود بالسلب على تنمية وتطهير الهئية ومرافقها، وقد يتسبب أيضا فى إهدار المال العالم دون فائدة ملموسة تعود على المواطنين بالنفع
أضاف محمد: يجب النظرإلى الدول المتقدمة في كيفية إدارة وتشغيل السكة الحديد، ويقوم المسئولين بوضع خطة لتدريب السائقين والعاملين بالسكة الحديد، حتى يصبح لدينا كفاءات يعتمد عليها ،وأيضا زيادة مرتبات السائقين حتى لا يلجأ السائق إلى العمل ورديتين أو إلى عمل أخر بجوار السواقة حتى يستطيع أن يلبي إحتياجات أسرته، مما يتسبب فى عدم قدرته على تأدية عملة بكفاءة ويؤدى إلى حوداث وكوارث، مطالبا المسئولين بسرعة معرفة المقصرين فى عملهم ومن المسئول عن الحادث المروع الأخيرلسرعة محاسبته حتى لا تتكررهذه الكوارث وعدم الاستهانة بأروح البشر.
عن سبب استخدام محمد القطار وعدم استخدام أي وسيلة مواصلات أخرى قال: بركب القطارلانه أرخص وسيلة مواصلات، فاأنا على المعاش ودخلى محدود،ولا أستطيع أن أركب مواصلات أخرى لأنها مكلفة، وذلك بالرغم من أن القطارات غير مريحة فى الجلوس ولا يوجد معاملة جيدة من قبل القائمين على تشغيلها وعربات القطارمهلهلة وغير صالحة للاستخدام الأدمى، خاصة دورات المياه.
خطة للتحويل الإلكترونى
قالت ندي أحمد طالبة بالفرقة الثالثة كلية تربية رياضية عين شمس وهى تنتظر القطار على الرصيف :القطارت يوجد بها العديد من المشاكل التي نشهدها اثناء رحلتنا ، فعلي سبيل المثال نظراً لحالة الجو وارتفاع درجة الحرارة هذا يجعل عربات القطار تسخن لدرجة الدخان وعدم إستطاعتنا الجلوس على المقاعد ، بالأضافة الي التأخير الشديد في المواعيد، فالقطارالذى سيتحرك الساعة التاسعة صباحا يتحرك فعلياً من المحطة الساعة الثالثة عصرا ، فيجب النظر إليها وتحويلها إلى العمل الإلكترونى والبعد كل البعد عن العامل البشرى الذى يكون السبب في الحوادث وهلاك أرواح البشر .
اضافت ندى فيجب أن يتم إعادة النظر في منظومة النقل عموما ، بالأضافة الي وجود عمال صيانة يتممون علي حالة القطار قبل إقلاعة وعمل صيانة دورية .
الميزانية تظهر بعد وقوع الكارثة
التقت وطني بفوزي محمد شيال بمحطة رمسيس قائلا: أعمل شيال بالمحطة منذ عام 1980 الشيال في محطة القطار لم يتقاضي راتب ،ولكن نحصل علي النقود مقابل الخدمة التى نقدمها للجمهور، مشيراً إلي أن الشايلين بمحطات القطارات تحدثوا كثيرا لدي المسئولين لوضع رواتب لهم ولكن الحكومة لم تنصت لنا .
تابع ” فوزى ” أن مشاكل القطارات تكمن في ” الجرارات ” التي تسخن في ظل ارتفاع درجة الحرارة فتحدث مشكلة وعدم تدريب السائقين على كيفية التعامل فى هذه الحالات وفى المواقف الحرجة ، وكذلك القطارت تعاني من نقص عدد الجرارت فبعضها تالفة ولا تصلح للأستخدام.
رأى عم فوزى أن الحل يحتاج إلي ميزانية ضخمة حتي يستطيع المسئولين العمل علي شراء عربات قطارات جديدة وإعادة صيانة القديمة ، متسائلا لماذا تظهر الميزانية فقط بعد وقوع الكارثة وموت الأبرياء ؟، كما أشار إلى ضرورة ضخ دم جديدمن الشباب للسائقين يقدر يعينهم ويساعدهم فى خط سير القطار.
الكشف الدورى على السائقين ومساعديهم
من جانبه قال محمد أحمد طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة ، من خلال استخدامي للقطار بشكل دائم فاأنا مغترب من محافظة الشرقية و لم اشاهد سائق قطار شاب ، ولكن هذه المسألة لم تكن جديدة بل هي موجودة منذ عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فقد شاهدنا طوال الفترات الماضية ظاهرة عدم اتاحة الفرصة للشباب لألتحاق بالعمل الحكومي .
مشيراً إلى عدم وجود كشف دورى للسائقين والعاملين بهذا القطاع الهام خاصة لكبار السن فمن الممكن تعرضهم لنوبة قلبية أو أى مرض أخر يعوق عملهم أو من أجل الكشف عن تعطيهم المخدرات أم لا.
أضاف أحمد مصطفي طالب بالفرقة الاولي كلية التجارة جامعة القاهرة: أن ما يحدث داخل الهيئات الحكومية هو اختصار التعيين علي ابناء العاملين فقط ، مما يضيع الفرصة علي الشباب الأخر من الألتحاق بالعمل داخل الهيئات الحكومية،الأمرالذي يؤثر بالسلب علي هيئة القطارات بشكل خاص من الوصول الى أن معظم السائقين هم اصحاب السن المتقدم، مما يؤدى إلى عدم قدرتهم على العمل فى ظل غياب الكشف الدورى عليهم .
أسعار التذاكر مرتفعة وخدمة متدنية
أشار يحيي محمد راكب بالدرجة الاولى ، القطارات غير أمنة فيوجد بها حالات سرقة كثيرة وخنقات وضرب وليس أمامى وسيلة أخرى لقربها من المنزل ولأنها رخيصة، ولا يوجد بها أي تطوير بل حتى العاملين بها غيرمتدربين على كيفية التعامل مع الركاب ولا يعملون بضمير، ولا يوجد تعاون لديهم فبالسؤال عن الرصيف أو وصول القطار من عدمة ناظرالمحطة يقول لي اذهب للكمسرى أساله وافضل على هذا الحال بسؤال كل العاملين لكى أصل إلى القطارالذى سوف أستقله ، وكذلك أجد الكثير من الصعوبة فى الحصول على التذكرة ودفع رسوم للشنط .
يرى يحيي إنه يجب رفع تذكرة الدرجة الاولى لصالح زيادة كفاءة الدرجة الثانية والثالثة مع تثبيت أسعارهم.
مزلقانات مفتوحة تنتظر وقوع الكارثة
اتجهت وطني إلى العاملين فتقابلنا مع محمد فتحى ٤١سنة كمسرى بالسكة الحديد موضحا: أن القطارات الحالية قديمة جدا والجرارات متهالكة، وهذا سبب زيادة الحوداث خلال الفترة الماضية وعدم تطويرها واستبدالها بجرارات حديثة بالرغم من وجود خطة بتطوير القطارات الحالية وإستيراد جرارات حديثة من المانيا لسد العجز الحالى، ويأتى عامل غياب الصيانة الدورية وراء تكرار الحوادث وأيضا مجازفة سائق القطار بنظام (مشى حالك فهى ماشية بستر ربنا) لأنه ليس أمامه خيار أخر، ويرجع تأخر جميع القطارات فى مواعيدها نيتجة عجز الجرارات .
مضيفا أنه مازالنا نستخدم الوسائل القديمة من تحويلات وأشارات يدوية و لا نلجأ إلى الأنظمة الإلكترونية لأنها غير متوفرة ، فكان قديماً نضع البارود لتنبيه السائق ولكن الان كله “ماشى بالبركة “،وأيضا شدة الحرارة مع تهالك بعض الجرارت الحالية وطول مدة السفر قد تؤدى إلى نشوب حريق فى بعض الجرارات وكذلك إهمال المواطنين وعدم احترامهم إشارات قدوم القطار وغلق المزلقان ،من قبل العامل إلا أن الناس تتجاوز وتعدى الطريق،( ولا حياة لمن تنادى) فيجب إنشاء مزلقانات بعيدة عن المارة من المشاة أو السيارات أو إنشاء كبارى وتطويرها حتى لا تكون السبب فى إهدار حياة المواطنين .
فإلى يومنا هذا نجد مزلقانات مفتوحة وحياه المواطنين الذين يمرون من خلالها عرضة للخطر بشكل دائم وهذا فى أماكن حيوية فى قلب المدن والمحافظات فمثلا مازال مزلقاناً محطتى الجيزة وعين شمس مفتوحين وهما فى المدينة فما الحال فى القرى والنجوع ؟!
رأى رئيس المفتشين بسكك حديد مصر٥٢ سنة رفض ذكر اسمه،أن تكرار حوادث القطار ترجع إلى التحويلات غير المنظمة وأحياناً لإهمال السائق، والمزلقانات التى لا تغلق أثناء سير القطار ،وأضاف لا يتولى الشخص قيادة القطار إلا فى سن متقدمة بعد خضوعه لتدريبات خلال سنوات طويلة تتراوح من 15:10سنوات يكون خلالها مساعد سائق حتى يتمكن من القيادة بشكل سليم، وأكد أن مواعيد القطارات كانت منضبطة جداً حتى التسعنيات ولكن الان يتجاوز تأخير القطار ساعة واثنين وأحيانا أكثر نتبجة لعجز الجرارات.
فقد الثقة فى السكة الحديد
وقالت أم أحمد٥٣ سنة ، أننا فقدنا الثقة فى خطوط السكة الحديد وحياتنا أصبحت رخيصة أوى عند الحكومة والمسئولين ، لأن همهم تحصيل ثمن التذكرة أكثر من إهتمامهم بتحسين الخدمة والحفاظ على حياتنا كمواطنين فأصبح ثمن التذكرة عندهم أغلى من حياتنا .
أشار مصطفى عبد الله”موظف” : أنا يقيت بركب القطار وأنا حاسس إنى راكب نعشي لأنى معرض للموت فى أى لحظة، لكن للأسف معنديش بديل أخر ورميت حمولى على الله ومفيش فى إيدينا حاجة نعملها