ترأس صباح اليوم قداسة البابا تواضروس الثاني صلاة القداس الألهي من دير الأنبا بيشوي العامر بوادي النطرون لأحياء الذكري الخامسة لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وقام قداسه البابا أثناء القداس الألهي بترقيه 36 كاهنا لرتبه القمصية.
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية خلال عظته اليوم أن هناك ملامح رئيسية في حياة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ،وأول هذه الملامح انه كان يهتم بتوبة النفوس ومعرفة كلمة الله فكان يهتم بكل نفس تائهه لتعرف المسيح ،وثاني هذه الملامح في حياة قداسة البابا شنودة كانت التعليم فكان يهتم بتقاليد وتعاليم وطقوس الكنيسة القبطية فاصبح البابا المعلم واطلق عليه رجل التعليم فكان التعليم حرفته وعلمه واهتمامه وتعليم النفوس كانت احد الوسائل المهمة في أعمال الرعاية التي يقوم بها من خلال الكتاب المقدس ومستوحاه من تاريخ الكنيسة وتراثها .
وثالث هذه الملامح في حياة قداسة البابا شنودة الثالث هى اهتمامه بتكريس النفوس بلاشك في زمن البابا شنودة كانت هناك حركة كبيرة لتكريس النفوس وتخصيص الأنسان من أجل المسيح وكلمة المسيح فنجد مئات من الناس أختارو طريق الرهبنة وكرسوا أنفسهم في الحياة الرهبنية لذلك انتعشت الأديرة والحياة الرهبنية وامتلاءت بأباء أفاضل وأمهات فضليات بما تشمله من روحانيات عالية وفي زمن البابا شنودة رسم المئات من الأباء الكاهنة في مصر وخارجها ،وهناك من تم تكريسهم قاموا بالخدمة في كنائس كثيرة بالقاهرة والإسكندرية وبعض الأقاليم وبلاد المهجر ،وهنا نجد ان حياة التكريس هي تعبير للحب الصافي الذي يقدمه الأنسان لله ،بالأضافة إلي قيامه بتكريس الشباب والشابات وامتلاءت الكنائس بخدمات كثيرة ومتنوعة، فاهتم البابا شنودة بتكريس النفوس وكان ذلك ياخذ منه حيز كبير جدا ،فكان يزور الأديرة والكنائس داخل مصر وخارجها ويهتم بالنفوس ، لأيمانه ان النفس المكرسه هي التي تسيطيع ان تخدم ولم يكن البابا شنودة يهتم فقط بتتويب النفوس او تعليم النفوس وتكريس النفوس ولكن كان يهتم دائما بتشجيع النفوس مهما كان الشخص صغيرا فنري معاملاته مع الصغار وقيامه بتأسيس أسقفية الشباب لتشجعهم وربطهم بالخدمة والكنيسة واقامة انشطة خاصة بهم مثل المهرجانات والمسابقات واللقاءات الروحية فتشجيع النفوس كان علامة مهمة وهامة جدا في حياة البابا شنودة .
لذلك فان التشجيع احد الضرورات الهامة في حياة الرعاية فتشجيع الأباء والأمهات والخدام والخادمات يساعد ذلك في بناء كنيسة الله في كل مكان ومن الملامح التي نتذكرها في حياة البابا شنودة كانت لديه موهبه تقدير النفوس والتقدير أحد دعامات بناء الأنسان، فنراه عندما قدر وكرم الأديب العالمي نجيب محفوظ بعد حصوله علي جائزة نوبل في الأدب عام 1988 نراه قدر الأدب الذي مثاله الأديب نجيب محفوظ ونراه ايضا يقدر الدكتور مجدي يعقوب ويحضر احتفالات تكريمه باعتبار احد ابناء الوطن في مجال الطب وعندما نتطلع إلي حياة قداسة البابا شنودة وخدمته الواسعة وجهاده وتعبه ومعرفته وعلمه وعلاقته التي بناها نشكر الله الذي أعطنا هذه المدرسة الواسعة من تتويب النفوس وتعليم وتكريس وتقدير النفوس، هذه الملامح لا تعكس كل شيء في حياة قداسة البابا ولكن تذكرنا بحياتنا الرعوية.
ونحن في الذكري الخامسة لمثلث الرحمات الأنبا شنودة الثالث وفي هذا التذكار نتذكر رحيل قداسه البابا وصلاته وطلبته التي يرفعها عنا وعن الكنيسة كل حين واليوم نقوم بترقيه 36 من الآباء الكاهنة إلي رتبه القمصية والكاهن عندما يرسم قسا عمله الأساسي يكون الصلاة فالصلاة هي العمل الذي يربط الأرض بالسماء والترقيه هنا للأباء ليس من باب الرئاسة ولكن من باب الحكمة فالكنيسة تمنحهم هذه الترقيه هي دعوة لمزيد من الجهاد الروحي وتقديم الخبرة الروحية وهنا القمصية تعني التسبيح ليصير الأب الكاهن اكثر حكمة في صلاته وتعاليمه وخدمته وعمله في الحياة الروحيه .
جدير بالذكر قيام قداسة البابا تواضروس الثاني مساء أمس ، بزيارة مزار مثلث الرحمات المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، حيث قام بتطييب جسده الطاهر بمناسبة الذكرى الخامسة لنياحته.
وشارك في التطييب أسقف ورئيس الدير نيافة الأنبا صرابامون وعدد من رهبان الدير.