“لنبدأ معاً هذه المسيرة التي تنعقد كل عام، نرفع فيها قلوبنا إلى الله، طالبين منه أن يحقق وعده لنا بأن نكون واحداً.. إن هذا اليوم بحق هو عرس رائع، إنه يوم مميز جداً حيث يجتمع الكل في هذا اليوم حول عريسنا السماوى يسوع المسيح، الذي عندما صلى للآب ، قال: “ليكن الجميع واحداً”.. بهذه الكلمات بدأ القس إرميا ناير كاهن كنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس الرسولي بمدينة 15 مايو، كلمته الافتتاحية في أحد أيام فعاليات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في الفترة من 11 وحتى 22 فبراير الجاري، حيث كانت كنيسة العذراء والقديس أثناسيوس بمدينة 15 مايو ، هي الكنيسة المستضيفة لمجلس كنائس مصر ومجلس كنائس الشرق الأوسط في يوم الاثنين 20 فبراير.
حمل اليوم شعار قول الكتاب المقدس، والذي ورد في رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس الأصحاح الخامس، العدد ثلاثون: “نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله”، كذلك تخلل اليوم قراءات عديدة من الكتاب المقدس، تتمثل فى الشواهد الكتابية الآتية: (مرا 4: 1-5)، (مز87)، (رؤ21: 1-5)، (يو20: 11-18).
بدأ اليوم بأستقبال الفرق الكشفية (من فرق كنائس إيبارشية حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو) للسادة الحضور من مختلف الكنائس، وبمشاركة خدام الكنيسة.
كما قام القس إرميا كاهن الكنيسة بتقديم الشكر إلى مجلس كنائس مصر، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، واللذان أتاحوا الفرصة لأبناء الكنيسة وأبناء إيبارشية حلوان، بإقامة أحد أيام فعاليات أسبوع الصلاة في الكنيسة.
استطرد كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس أثناسيوس الرسولي بمدينة 15 مايو فى كلمته، قائلاً: إننا، ونحن نبدأ هذا اليوم، في كنيسة تحمل اسم القديس العظيم أثناسيوس الرسولي، لا يسعنا إلا أن نتأمل للحظات في مسيرة هذا القديس العظيم، والذي يعد مثلاً في إنكار الذات والتضحيات العظيمة من أجل الإيمان المسيحي الصحيح، ذلك القديس الذي وقف العالم كله ضده، ولكنه رد عليهم بمقولته الشهيرة “وأنا ضد العالم”.. البابا أثناسيوس الذي لولا صموده لكانت الآريوسية انتشرت، وكأنه يقول لنا اليوم: “ما أحوجنا أن نسلم قلوبنا إلى الله لكي يحقق بها وحدتنا”.
إن هذه المسيرة التي نتأمل فيها اليوم، والتي نأخذ شعاراً لها “تصالحوا”، تعلمنا – وبكل بساطة – كيف يجب علينا أن نحب بعضنا بعضاً، بالرغم من الصعوبات والتحديات التي قد تواجهنا، إلا إننا اذا نجحنا في هذه المسيرة سنكون شهادة حب حقيقية يحتاج العالم أن يراها فينا.. نرجو جميعاً من الرب في هذا اليوم المبارك أن يتمجد الرب ويجمع شعبه وأولاده. كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها.
وبعد أن أنهى القس إرميا كلمته، قام الحضور الممثلون عن الكنائس المختلفة، بإلقاء بعض الكلمات التي يعبرون فيها عن مدى امتنانهم وحبهم لمثل هذه المناسبات التي تجمعهم، فعمل أسبوع صلاة من أجل وحدة المسيحيين، هو شئ يؤكد تعاليم السيد المسيح السامية لأبنائه.
فقام القس أنور فهمى راعى الكنيسة الإنجيلية بمدينة 15 مايو، بإلقاء كلمته ممثلاً عن الكنيسة الإنجيلية، ثم ألقى المطران منير حنا رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر والقرن الإفريقي وجنوب الكرة الأرضية كلمته، وبعدهما ألقى القس بيشوى حلمي أمين عام مجلس كنائس مصر عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وانتهى اليوم بكلمة نيافة الأنبا بيسنتى أسقف حلوان والمعصرة والتبين ومدينة 15 مايو، والذي قام بتوزيع الدروع التذكارية للحضور الذين يمثلون مختلف الكنائس المصرية.
و القى كورال حامي الإيمان التابع للكنيسة خلال اليوم ، باقة من الترانيم الروحية وبمشاركة المرتل ساتر ميخائيل.