مسلسل هدم الفيلات التراثية بالإسكندرية مازال مستمر فقد تم أمس هدم فيلا آل تقلا مؤسسي جريدة الأهرام الكائنة بمحطة الوزارة بشارع ابوقير المعروفة باسم فيلا الحزب الوطني واليوم هدم فيلا «أمبرون» الكائنة فى 19 شارع المأمون بمحرم بك، والتى شيدت على الطراز الإيطالى عام 1920وكانت ملكاً لعائلة أمبرون الإيطالية التى حضرت من ايطاليا فى أواخر القرن الـ19، واستأجر الكاتب الإنجليزي داريل والذي رشح مرتين لجائزة نوبل للأدب البرج العلوي في فيلتهم عام 1942وفيها إستلهم من المدينة الكوزموبوليتانية أحد أجزاء رباعيته والتى أصبحت جزءا من الأدب العالمي.
وفي هذا السياق يقول المهندس على مرسى رئيس حى وسط بالإسكندرية التابع له الفيلا إنه تمت مراجعة المستندات الرسمية للفيلا والتأكد من حصول المالك على حكم محكمة بخروج الفيلا من مجلد التراث وصدر له ترخيص بالهدم من الحى بناء على الحكم القضائي.
ويقول الأثري أحمد عبدالفتاح إن المشكلة تتلخص في أن أصحاب الفيلا باعوها لأحد المقاولين الذي قام ببناء أبراج في الحديقة والآن قام بهدمها بعد أن أخرجها من مجلد التراث وهو نفس السيناريو الذي يتكرر فى قصور وفيلات الإسكندرية التراثية .
واستنكر محمد توفيق، عضو مؤسس بالحملة الشعبية تراقب الإسكندرية المسلسل المتكرر لهدم المباني التراثية بالإسكندرية وآخرها هدم فيلا أمبرون الكائنة فى 19 شارع المأمون بمحرم بك.
وأضاف توفيق لموقع وطني أن “بلدوزر” الفساد والتحايل علي القانون وصغراته مازال يمارس بالإسكندرية، ومازالت مافيا العقارات وعصابات القبح الخراساني تنتصر بهدم قيم الجمال والتراث بالثغر المنكوب، وبقانون المحافظة علي التراث وثغراته المتعددة وحرف واحد سقط منه سهوا والتحايل علي القانون سهل لتلك العصابات الاستيلاء علي المباني التراثية.
وأوضح أن لائحة قانون التراث العمراني فى مادته الثانية، والوقوف على وجود حرف “أو” من عدمه، حيث تنص المادة الثانية من القانون سالف الذكر على عبارة “التراث العمرانى المتميز “أو” المرتبط بالتاريخ القومى أو بشخصية تاريخية”، وأن كلمة “أو” سقطت سهوا فى القانون بالجريدة الرسمية، ما يتطلب تصحيحه، حيث القانون الحالى “و”، أي أنه حال عدم وجود الكلمة لابد من تعديل تشريعى عاجل،لأن قوة النص تكمن في عدم توافر جميع الشروط وإن سقط منها شرط يحق لهم إقامة الدعوات وإخراج الفيلات التراثية من مجلد التراث وبالتالي يسهل التعامل معها والهدم وبالتالي حرف “الألف” يتيح بالقانون الحفاظ علي التراث العمراني إن وجد أي شرط من شروط إدراج المباني والفيلل لمجلد التراث.
وحذر “توفيق”، من فتح الباب لإهدار كل التراث العمرانى فى مصر بشكل عام وليست الإسكندرية فقط بفعل ذلك السهو، مطالبا مجلس النواب الحالي بتشريع وتعديل وتغليظ العقوبة لكل من يهدم أثرا أو تراثا لكي يكون رادع لكل من تسول له نفسه العبث في تاريخ الوطن من أجل مصلحة شخصية زائلة.
الجدير بالذكر تعود أهمية الفيلا التراثية، إلى أنها من تصميم المهندس المعمارى “بيل إيبوك”، وشيدت على الطراز الإيطالى عام 1920، وكانت ملكا لعائلة المقاول الإيطالي أمبرون وزوجته الفنانة التشيكيلية إميليا، ويعد البرج الأثري الملحق بها أهم ما يميزها ويجعلها تجمع بين مميزات الفيلا والقصر معا، وكانت بيتا لعدد من الفنانين المصريين والأجانب، وأشهر سكنها الكاتب البريطانى لورانس داريل خلال الفترة من 1924 حتى عام 1956، وشهدت الفيلا ميلاد الرباعية الشهيرة لداريل، التى تتحدث عن مناطق الملاحات، وشارع النبى دانيال، ومحرم بك، وكوم الدكة، وعامود السوارى، ومقابر الشاطبى، ومن المصريين الذين أقاموا بها أيضا، عفت ناجى وسعد الخادم وجاذبية سرى.
تم إهمال المبنى الأساسي للفيلا مؤخرا بشكل كبير، حتى أصبحت أجزاؤه تتساقط يوما بعد يوم، ووصل المبنى إلى حالة يرثى لها، كما تحول فناء الفيلا إلى مقلب للقمامة ومكان لإلقاء المخلفات، حتى تم تنفيذ قرار الهدم.