لم ينكر أي مجتمع في تاريخ البشرية على نفسه الحق في الرقص والموسيقى والترويح عن النفس، فمنذ بداية تدوين التاريخ على جدران الكهوف دونت رقصات الراقصات التي اعتبرت نوعاً من الشعائر والطقوس والعبادة، وحتى مع استخدام الرقص الجماعي كتعبير عن الطقس الديني، فإنه بلا شك لم يكن يخلو من البهجة والمتعة، إذ تصاحبه الموسيقى او الغناء أو كليهما.
وترصد «وطني نت» تاريخ الرقص على مر العصور في 15 معلومة قد تعرفهم لأول مرة عن مهنة الرقص ولماذا أطلق عليها الغازية و لماذا ارتبط الرقص بالنساء؟ وأصبح مهنة.
1 – الإيقاع في تاريخ الرقص هو عامل أساسي للحفاظ على تناغم حركة الجسد مع الموسيقى، وقد استخدمت العديد من الآلات الموسيقية لترافق الرقصات.
2 – في الحضارة الفرعونية والإغريقية استخدم الناي والقيثارة، وفي الحضارات الإفريقية استخدمت الطبول المتعددة الإيقاعات، وفي الحضارة التركية استخدمت الوتريات وهكذا.
3- ارتبط الرقص كذلك بأغراض مختلفة بدءاً بالعبادة إلى طلب النجاح في مهمة الصيد أو الزراعة مثلما يفعل الهنود في جنوب أميركا، واستخدم كذلك لطرد الأرواح الشريرة.
4 – الرقص ارتبط على نحو خاص كعرض فني ومسرحي بتطور المسرح الإغريقي في اليونان
لماذا ارتبط الرقص بالنساء؟
5 – ارتبط الرقص بالنساء بسبب ارتباطه بالتقرب من الآله طلبا للمطر أو المحصول الجيد، وكان من الطبيعي أن تؤدي النساء وهن رمز الخصوبة والحمل والولادة هذه المهمة كنوع من التقرب للآله.
6 — ذكر كثير من المؤرخين إن ما تقوم به الرقاصات الآن يشبه كثيرا حركات الكاهنات في معابد عشتار وغيرها من الآله القديمة.
7 – مازالت النساء في بعض القبائل في صحراء المغرب والجزائر وليبيا يؤدين الرقصة نفسها حين تضع المرأة مولودها
متى أصبح الرقص الشرقي مهنة؟
8 – مع بدء حركة الغجر من بلاد الهند وفارس إلى أوروبا مرورا ببلادنا من الشام ومصر بدأت الغجريات في تعلم أصول الرقص الشرقي الذي كانت النسوة تمارسه في المناسبات. واتخذن منه مهنة للكسب وأصبحن يسمين بالـ”الغوازي”.
9 – الغوازي كن يؤدين الرقصات للسياح والأوروبيين المستشرقين وكل من يأتي لاستكشاف هذه البلاد.
10 – كان هناك فئة أخرى هن “العوالم” وقد لقبن بذلك لأنهن عالمات بالألحان والعزف وبعض أسرار الموسيقى، ولسن مثل الغوازي يرقصن عن جهل بالألحان والحركات. ثم بدأ الرقص الشرقي ينتشر أكثر فأكثر كمهنة..
11 – اشتهرت مصر لفترة طويلة برقاصاتها الشعبيات وأشهرهن على الإطلاق المنتميات الى قبيلة ” الغوازى” وعرفت الواحدة منهن بعد ذلك بالغازية .
12 – ترقص الغوازى سافرات الوجه كما وصفهم ادوارد لين فى كتابه عادات المصرين المحدثين ، وهن يبدأن الرقص بشئ من الذوق ولكنهن ما يلبثن ان يحولنه إلى استعراض راقص وخفة فى الحركات والخطوات.
13 – كان زيهم مشابه لثياب النساء فى الطبقة الوسطى كما تزين الغازية بمجموعة من الحلى ويرسمن ايديهم بالحناء الحمراء ويضعن الحكل فى عيونهم .
14 – يرقص الغوازى في باحات المنازل والشوارع وتتميز الراقصات في مصر بالخلاعة والكثير منهن مشهورين بالجمال فى الشكل وملبسهم سافر حيث كانت الراقصه تظهر وجهها وشعرها وهذا يعتبر خلاعه قديماً
15 – تنتشر الآن مدارس في كل أنحاء العالم لتدريس الرقص الشرقي، وبدأ يعود هذا الفن ليحل في فئة الفنون الراقية بعد أن اكتسب سمعة سيئة لفترة طويلة، ربما بسبب الزي المتحرر وربما بسبب الصورة النمطية التي تقدمها السينما وتربط بين الراقصة وبين المرأة السهلة المنال.
ورغم كل هذا التاريخ الطويل والتراث الذي يجهله الكثيرون منا عن علاقة المرأة الشرقية بالرقص، فنحن مازلنا في أعراسنا نطلب ببساطة من الفتيات والشابات من قريبات العروسين أن يرقصن هذا الرقص للتعبير عن فرحهن بإتمام هذا الزواج. ونسعد كثيراً حين تجيد واحدة منهن تأدية هذه الرقصة.