عثرت وزارة الآثار على خبيئة تحتوى مئات الأوانى الفخارية، والتى ترجع إلى فترات زمنية متفاوتة منذ بداية العصرين اليونانى والرومانى ومرورا بالعصر القبطى وانتهاءا بالعصر الإسلامى، وذلك أثناء أعمال الحفر في المنطقة التي تضم الحديقة المتحفية الداخلية فى المخطط القديم للمتحف اليونانى الرومانى بمدينة الاسكندرية، والمعروفة باسم “الباثيو”، ضمن أعمال المشروع القومي لتطوير وترميم المتحف
وفي هذا السياق قال محمد متولي مدير عام الأثار الأسلامية والمسيحية واليهودية بالإسكندرية في تصريحات خاصة لوطني إنه اثناء أعمال الترميم والتطوير لمبني المتحف اليوناني الروماني والمسجل في عداد الاثار الاسلامية بمحافظة الاسكندرية بالقرار رقم 822 لسنة 1983 تم العثور على خبيئة بالمكان الذي كانت تشغلة الحديقة المتحفية داخل المتحف اليوناني الروماني تحتوي على عدد ضخم من القطع الفخارية المتنوعة من أواني فخارية مختلفة الاحجام والانواع والاستخدامات ترجع لعصور وازمنة مختلفة بعضها يرجع للعصر الإسلامي
وتجري الأن اعمال الترميم والتطوير لمبني المتحف اليوناني الروماني بمعرفة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تحت إشراف منطقة اثار الاسكندرية والساحل الشمالي للآثار الإسلامية والقبطية بقطاع الاثار الاسلامية والادارة الهندسية للوجة البحري بالاسكندرية وياتي المشروع ضمن عدد من المشاريع القومية في إطار بروتوكول التعاون بين وزارة الاثار والهيئة الهندسية للقوات المس
ومن جانبها قالت الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية واليونانية والرومانية لآثار وجه بحرى وسيناء والساحل الشمالى، أن اللقي التى عثر عليها، بعضها من طراز أوانى الهيدريا، والتى تحتوى داخلها على رماد موتى حيث كانت تستخدم تلك الأوانى فى دفن رماد الموتى فى العصر اليونانى، إضافة إلى مجموعة كبيرة من أوانى السوائل متنوعة الأشكال والاحجام، والأوانى الفخارية المحززة والملونة، وعدد كبير من الأطباق وأواني المائدة من العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، هذا إضافة الي كميات كبيرة من شقف الفخار المزجج والمزخرف برسومات هندسية ونباتية ترجع الي العصر الإسلامي.
و أكدت أن هذا الكشف الأثري الذي عثر علية بمحض الصدفة يعد في غاية الاهمية لكشفه النقاب عن مجموعات أثرية لم تتم دراساتها ولم تتناولها أى مقالات أو ابحاث علمية مما يجعلها كنز للدراسات الاثرية المستقبلية عن مدينة الاسكندرية وتاريخها.
وقد شكل الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار بعثة تابعة لمنطقة آثار الاسكندرية للقيام باعمال الحفر الاثري للحديقة المتحفية الداخلية للمتحف لاستكمال الكشف عن امتدادات هذه الخبيئة وفي انتظار ما تخفيه من تحف وشواهد تدل علي عظمة أحد أقدم المتاحف في العالم وأعرقها وعلي مدي عظمة وروعة مدينة الاسكندرية التي كانت ومازالت مدينة متعددة الثقافات اختلط فيها الشرق بالغرب وكانت قبلة العلم والعلماء والتحضر في العالم القديم.