تبدأ اليوم 1 إبريل أولى فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الهند على ضفاف النيل والذى أطلقته سفارة الهند بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة المصرية ودار الأوبرا، وسيستمر من 1 إلى 20 إبريل .
ويفتتح المهرجان اليوم بورشة عمل عن الرقص الهندي بمركز الهناجر للفنون، سيقدم خلالها الراقص ومصمم الرقصات جيلز تشوبان عرضا مبهرا للجمهور
كان المهرجان في دورته في العام الماضي هو أكبر مهرجان أجنبي في مصر منذ 25 يناير 2011.
وقال سفير الهند نافديب سوري في المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم أمس 31 مارس بمناسبة إطلاق المهرجان: “إن هدف المهرجان الحقيقي هو مزيد من التفاهم بين الشعبين المصري والهندي، فالكتاب والصحفيين والفنانين الذين سيأتوا إلى مصر خلال المهرجان شاهدوا حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة المصرية سيعودون إلى الهند كسفراء لمصر وسينقلوا صورة إيجابية عن مصر إلى الهند بل والعديد من الدول أيضا. فالبرغم من المشاكل إلا إن الحياة مستمرة، والوضع العام مستقر. وهدف آخر لهذا المهرجان وهو تلاقي المفكرين والأدباء والفنانين المصريين والهنود.”
و قال “سانجوي روي” المخرج الهندي ومنظم المهرجان: “ما لا يعرفه الكثيرون إن الأنشطة الثقافية الترفيهية يمكنها أن تساهم في المجال الاقتصادي ؛ ففي لندن تساهم في الاقتصاد بنسبة 7.9 مليار جنية إسترليني سنويا و11 مليار دولار في نيويورك ، وفي جايبور القرية الصغيرة بالهند يحقق مهرجان جايبور الأدبي 4 مليون دولار . وأضاف أنه في التبادل الثقافى فرصة للتواصل والتفاهم وتبادل فلسفة بعضنا البعض. ففي مصر رأينا العديد من الناس الذين يحبون الثقافة الهندية ويتابعون الفنون الهندية بشغف، ولكن في الهند نحن –للأسف- لا نعرف مصر بهذا القدر، لذا فإن تلك المناسبات هي فرصة جيدة للتعرف على ثقافة المصريين واحترامها وتقديرها. والآن فإن الطبقة المتوسطة في الهند أصبحت ثالث أكبر شريحة على مستوى على العالم في السياحة والتسوق ؛ لذا فإن هذا المهرجان فرصة لإعادة اكتشاف مصر. ولعل أهمية الثقافة تبرز الآن في الوقت الذي تتبلور فيه الديموقراطية وتشهد البلاد في حراكا سياسيا . حيث يجب علينا إعادة التمسك بجذورنا وتراثنا في رحلة البشرية هذه.
وأضاف “روى ” سألنى الكثير من الصحفيين بالأمس عن ماذا يرى الهنود عن الأوضاع في مصر ؟ فأجبت إن مصر بلد آمنة مثلها مثل أي دولة في العالم، والمهرجان سيقام بشكل رائع في عدة مدن في مصر ونحن واثقين إننا سنعود سالمين ونري للعالم إن مصر بلد آمنة. فمصر عمرها عشرة آلاف عام شهدت الكثير من الحروب أوقات السلام، ولهذا فإن الحياة ستسمر والحضارة ستستمر في مصر رغم كل شئ.”
هذا ، ومن بين العروض التى ستقدم بالمهرجان .. عرض “بوليود…قصة حب” وهو استعراض موسيقي راقص ضخم سيقام في دار الأوبرا في الفترة من 3 إلى 6 إبريل بعد ذلك ينتقل إلى الإسكندرية يومي 10 و11 إبريل ثم إلى سهل حشيش بالغردقة يوم 15 إبريل.
وفي يوم 6 إبريل ستقام ورش عمل لطبول النجادا (طبلة التيماني) على مسرح الميدان بمركز الهناجر بدار الأوبرا، وتشبه “طبلة النجادا” طبول النقر المنتشرة في المنطقة العربية، وتهدف الورشة إلى تقديم أحد الفنون الشعبية المتنوعة في الهند، ويقوم بأداء الورشة الفنان الهندي المشهور ناتهو مال سولانكي من فرقة راجستان جوش، كما سيقوم الحاضرون بتجربة العزف على الطبلة. وفي نفس اليوم ستقدم السيدة مارامي ميدهي عرض رقصة الكاتاك على مسرح دار الأوبرا المصرية، ثم ستنتقل إلى الإسكندرية يوم 8 إبريل. وتعتبر الكاتاك واحدة من ثماني أشكال للرقص الكلاسيكي الهندي، وتعود أصول هذه الرقصة إلى الشعراء الرحل الذين عاشوا في شمال الهند والذين عرفوا باسم “كاثاكارز” أي الرواة. وفي القرن السادس عشر اكتسبت هذه الرقصة بعض سمات الرقص الفارسي ورقصات آسيا الوسطى التي أتت عن طريق البلاط الملكي في العصر المغولي.
كما سيقام في الفترة من 9 إلى 12 إبريل مهرجان الساري الهندي(الزي الوطني للنساء في الهند) تحت عنوان “سحر النسيج الهندي” بقاعة إيزيس بمتحف محمود مختار ويتضمن دروس مجانية لكيفية ارتداء الساري الهندي.
وفي يوم 11 إبريل سيتقابل الجمهور المصري مع إحدى أشهر النجمات السينمائية الشهيرات وهي “شبانا أعظمي”. وأعظمي هى ابنة شاعر باللغة الأردية ولها أكثر من 100 فيلم وحصلت على خمس جوائز وطنية هندية كما إنها ناشطة اجتماعية لها برامج تلفزيونية وأنشطة ميدانية. وهي أول ناشطة هندية تحصل على جائزة غاندي للسلام الدولي من مجلس اللوردات بلندن وذلك عام 2006. وفي عام 2009 حصلت على الجائزة البلورية للمنتدى الاقتصادي العالمي لاستخدامها الفن في التواصل مع الثقافات الأخرى. وفي نفس اليوم يتم افتتاح بانوراما الأفلام الهندية والذي سيستمر حتى 16 إبريل.
وفي يوم 12 إبريل ستعقد حوار حول “الأغاني في السينما الهندية” يشارك فيه “جافيد أختر” وهو أحد كتاب الأغاني المرموقين وهو ينتمي إلى عائلة تضم سبعة أجيال من الكتاب. وفي نفس اليوم ستقدم فرقة راجستان جوش بالإضافة إلى الراقصة كولينا شاكتي عرض جماعي يمثل التقاليد الشعبية للمنطقة الشمالية الغربية من الهند يتضمن تقاليد صوفية وأناشيد دينية وأغاني شعبية من راجستان (إحدى ولايات المنطقة الشمالية الغربية بالهند).
وفي الفترة من 14 إلى 19 إبريل سيقام أسبوع الطبخ الهندي تحت عنوان “أطباق مغولي”، حيث تمثل الأطباق المغولية مجموعة كبيرة من أشهر مأكولات المطبخ الهندي التي نشأت في مطابخ القصور الملكية إبان العصر المغولي.
كما ستعقد ندوة بعنوان “كلمات على الماء: مجتمعات وثقافات في مرحلة التغيير: وجهات نظر من الهند ومصر” وذلك يوم 17 إبريل في قاعة المجلس الأعلى للثقافة ويوم 19 إبريل بكلية الآداب جامعة الإسكندرية. يشارك في الندوة من مصر الكاتب محمد سلماوي، والفنان جورج بهجوري، وحازم أحمد حسني أحمد أستاذ العلوم السياسية وعضو لجنة الفلسفة والأديان في مكتبة الإسكندرية، وسحر الموجي روائية ومدرس للأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، وماجد عثمان خبير في التسويق، وصبري الشبراوي أستاذ الإدارة والتسويق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومن الهند سودهير تايلانج أحد أشهر رسامي الكاريكاتير، وأورفاشي بوتاليا ناشرة وكاتبة وإحدى مؤسسات دار نشر ومطبعة كالي، و “رافي فينكاتيسان” أحد أهم المدراء التنفيذيين بالهند كما يعمل في مجال المشروعات الاجتماعية والاستثمارات والكتابة.
وفي يومي 17 و19 إبريل أيضا سيقام معرض رسومات كاريكاتير لسودهير تايلانج تحت عنوان “خطوط هندية” وذلك في قاعة أبعاد بالمتحف الفني المصري الحديث بدار الأوبرا.