اختتم المصيف السنوى للمسنين والمعاقين، الذى نظمته كنيسة أبو مقار بالبراجيل، وذلك فى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر بمدينة فايد على البحيرات المرة قرب الإسماعيلية، بحفل السمر التقليدى التى يشترك فيه الجميع من خدام ومخدومين، فيقدمون الشكر للرب الذى أتاح لهم أربعة أيام من الفرحة وسط الطبيعة الساحرة والهواء النقى ومياه البحيرة الزرقاء.
وان كان المصيف قد أصبح تقليدا سنويا يدخل البهجة لقلوب أناس قد لا يخرجون من منازلهم الا بمعونة خدام المسنين والمعاقين بالكنيسة، إلا أنه هذا العام بالذات كان له طعم خاص لأنه كان مهددا بالإلغاء بسبب التحذيرات الأمنية منذ شهر يوليو الماضى.
لكن تدبير الرب الحنون رتب أن ترفع هذه التحذيرات بمنتصف شهر اغسطس، فانطلقت الترتيبات للمصيف الذى باركه نيافة الأنبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر واوسيم ،وعضده القمص بافلوس ادوار راعى هذه الخدمة المباركة.
استمتع بالمصيف حوالى ٥٠ من المسنين والمعاقين بالبراجيل وقام أبونا بافلوس بالخدمة الروحية، فأقام لهم قداس وتناول الجميع من الأسرار المقدسة.
واضطلعت الخادمة المهندسة الزراعية مريم جمال بالتخطيط للاجتماع الروحى الذى يعقد كل ليلة بعد العشاء، والذى انصب هذا العام على الرقم ١٢ فى الانجيل، والرقم يمثل العام الثانى عشر لمصيف المسنين والمعاقين.
أما الخدمة من حيث المأكل والمشرب والعناية الشخصية والترفيه فقد قام بها عدد من الخدام والخادمات تحت إشراف أمين الخدمة جمال سعد وزوجته الخادمة ميرفت عبده ميخائيل التى تتفانى كل عام فى تصميم وتقديم الوجبات الصحية اللذيذة لهذا الحشد من المخدومين واللذين يقومون على خدمتهم.
وقد التف الجميع فى حفل السمر حول التورتة التقليدية التى تصنعها مدام ميرفت، والمشروبات الغازية المنعشة، واستمتعوا بالترنيم والغناء والألعاب والمسابقات.
وقد صرح أبونا بافلوس لوطنى، ان خدمة المسنين والمعاقين بالكنيسة لها بركة خاصة جدا لأنها تقدم لمن هم فى مسيس الاحتياج للاهتمام بهم وهم فى أغلب الأحوال غير قادرين على خدمة أنفسهم. المصيف السنوى بالذات، والكلام مازال على لسان أبونا، يحمل قيمة كبيرة لأنه يتخطى تقديم الاحتياجات الملحة ويقدم لهؤلاء الأفراد الفرحة والبهجة.
ويتكلم أستاذ جمال سعد، وهو مدير المخازن بحى العجوزة، عن الخدمة فيشرح انها تتضمن افتقاد المخدومين فى منازلهم على مدار العام للوقوف على احتياجاتهم، سواء على المستوى العملى أو الروحى، والعمل على تلبية هذه الاحتياجات. «آخر سبت كل شهر نقيم لهم يوم روحى فنحضرهم إلى الكنيسة حيث يقيم لهم أبونا بافلوس القداس الالهى ويتناولون جميعا من الأسرار المقدسة ،ولمن لأى سبب لم يتمكن من الحضور، يذهب أبونا له فى منزله ويقدم له المناولة. بعد القداس يجتمع الجميع للأغابى أو اذا دبر الرب نقوم برحلة ترفيهية.
أما قمة نشاط الخدمة فهى المصيف السنوى الذى يسعدنا الرب فيه بأن نرى الفرحة تعلو وجوه مخدومينا ونسمع الزغاريد تنطلق فى حفل السمر.
حقيقة، ان هذا يجعلنا ننسى الجهد المضنى الذى نبذله لخدمة هذا المصيف ،مما يذكر أن جمال سعد لا يكتفى بدوره فى الإشراف المباشر على كل ما يتعلق بالخدمة، بل يشمر ساعده ويؤدى أى عمل مطلوب مع أو حتى قبل الخدام والخادمات من الشباب.
كان لزاما علينا ان نسأل مدام ميرفت، وهى موظفة بالإدارة التعليمية بالجيزة، عن جهدها فى الترتيب للمصيف حيث لا يخفى على أحد ما تقوم به لنجاح هذا العمل.
وقد أوضحت لنا أن الترتيب للمصيف يبدأ قبل موعده بأسابيع ان لم يكن بشهور، لأن العمل شاق ويراعى احتياج ما يقرب على ٦٠ فرد من مسنين ومعاقين وخدام وخادمات من الشباب يجب أيضا رعايتهم فى المصيف.
وتقول مدام ميرفت: «بما أن العمل للمصيف يتم بجانب أعمالنا ومسئولياتنا اليومية وأيضا الخدمة الأسبوعية والشهرية للمخدومين، فلا بد من البدء مبكرا فى جهد المصيف. ويتضمن ذلك التخطيط لكل دقائق الخدمة والوجبات، شراء المواد الأولية كلها ونحاول جاهدين الحصول عليها بأفضل الأسعار لأننا نتعامل بكميات كبيرة يجب ان تكفى الكل ولعدة أيام. والحقيقة اننا نشعر بيد الله تتدخل وتوفر لنا ما لم نكن نتخيله… ونشعر بمدى البركة فى هذه الخدمة . نبدأ فى إعداد وتجهيز كل ما يمكن تجهيزه مسبقا، ويساعدنا فى هذا عدد من الخدام حتى يمكن ان يتم كل شىء على أكمل وجه فى المصيف. وبالطبع الأربعة أيام فى فايد تكون جهد رهيب، لأننا نبدأ بالإفطار وما أن ننتهى منه حتى يبدأ التجهيز للغداء وبعده كذلك العشاء وفيما بينهم من شاى الخ…». بينما يقوم العمل على قدم وساق فى المطبخ، يكون هناك عمل آخر يقوم به الشباب والشابات وهو العناية الشخصية بالمخدومين وتشجيعهم على النزول إلى الشاطىء للاستمتاع بالعوم فى الماء وهو أمر يسعدون به جدا. لكنه أيضا عمل شاقة للخدام والخادمات الشباب رغم أنهم يقومون به بهمة وفرح. يقول الخادم كيرلس جمال، وهو طالب جامعى يخدم بفرحة كبيرة، أن المخدومين المختلفين يحتاج كل منهم لخدمة خاصة حسب حالته، والأمر يحتاج لمعرفة الطريقة السليمة لتحريكهم ولنزولهم للبحيرة بطريقة آمنة. نفس الشىء تقوله الخادمة ثيؤودورا وهى تضحك ضحكة تنير كل وجهها: «الأمر فعلا يحتاج صحة الشباب! بس فى الآخر كفاية فرحة الناس!»
أما الخادم الشاب جورج شملول فهو الدينامو الموجود فى كل مكان، والذى تقول عنه مدام ميرفت انه «دراعى اليمين».
وأخيرا، تنقضى الأيام الأربعة بأسرع مما توقع الجميع، ويقام حفل السمر الختامى، ويستعد الكل للعودة.
الكلمة على كل لسان: «تعيشوا لكل سنة» والكلام يدور عن المصيف القادم السنة الجاية بمشيئة الرب. أبونا بافلوس يتمنى التوسع فى المصيف وزيادة الفرحة بضم شرائح أخرى من المخدومين، وجمال وميرفت يجيبون: «ربنا يبعت خدام وخادمات يا قدس أبونا … ده اللى الخدمة محتاجاه.» السيد المسيح قال ‘الحصاد كثير والفعلة قليلون. اطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده’. آمين يارب … أرسل انت من عندك.