اجريت هذا الحوار مع الشاعر الكبير الراحل احمد فؤاد نجم فى عام 2007 فى مقر دار مريت للنشر و التوزيع .لا انسى حبه الجارف للاقباط و كلمته الاثيرة ” انهم اصل مصر ” واذكر انع بعد نشر الحوار اجريت المذيعة منى الشاذلى حوار معه فى العاشرة مساء على قناة دريم وسألته عن الاقباط فى حياته .
صريح إلي حد أنه أحيانا لا يطاق.موهوب بشهادة إعدائه قبل أصدقائه.متغلغل في الشارع المصري وكأنه مخلوق من غباره وهمومه.حيث تحمل ملامحه آثار هذه الهموم,أما أفكاره فهي مؤرخ,وأشعاره أشعار ثائر.إنه الفاجومي أحمد فؤاد نجم الذي رحل عن عالمنا. وقد التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار.
*لماذا تقول دائما إن الأقباط هم أصحاب البلد وأسيادها؟
**التاريخ هو الذي يقول هذا فالمسلمون جاءوا لفتح مصر وساعدهم الأقباط في ذلك,ولكن بعد أن امتلكوا مصرعملوا عليهم فردةوأريد أن أقول لك أن الرسول(ص) كان يحب مصر وأقباط مصر وكثيرا ما أوصي المسلمين قائلا:أوصيكم بأقباط مصر خيرا ومصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصم الله ظهره.
*وكيف تري الفتن الطائفية التي تحدث من حين لآخر؟
**مفتعلة.
*بمعني؟؟
**السادات صنعها.أذكر أنني كنت مسجونا في سجن القلعة وفي يوم قالوا لنا إن هناك لجنة تقصي حقائق كونها مجلس الشعب لزيارة السجون.وعندما دخلوا علي زنزانتي رقم3تعرفت من بينهم علي النائب محمود أبو وافية فطلبت منه أن يبلغ رسالة إلي الرئيس السادات وكان مقربا منه,وفحوي الرسالةالعيال اللي سلحتهم بالشوم علشان يضربوا بنات وشباب مصر في الجامعة بكره يضربوك بالسلاح لأن الإمام علي يقول من أعان ظالما سلطه عليه وأذكر أنه أثناء الفتنة الطائفية في الزاوية الحمراء كنت في سجن الاستنئاف ورأيت صفين من المصريين وصول يدعي عوض نازل ضرب في صف بالذات وسألته لماذا تضربهم؟فقال لأنهم أربعة ريشة وكنت أول مرة أسمع هذه الجملة فسألته عن معناها فقال المسيحيين فقلت مصريين وليسوا مغول ولا أنسي أنني رأيت مقدسا يدعي فلتاؤوس كان من بين المسيحيين الموجودين يبحث عن شريك له يدعي الحاج محمد وعندما وجده تعانقا بالأحضان وبكيا.
*ولكن هناك من يقول إن بذور العنف صنعها عبد الناصر؟
**لا.عبد الناصر كان بيحب البابا كيرلس…لأن البابا كيرلس قام بتحسين العلاقات بينه وبين الإمبراطور هيلا سلاسي-إمبراطور الحبشة-حيث كان الأخير يهدد مصر بماء النيل ولكن البابا كيرلس قال لـهيلا سلاسي إن عبد الناصر راعي المسيحيين المصريين,وأنت لا تجد فتنة طائفية تذكر أيام عبد الناصر لأنه كان كابح هذا الأمر…وبهذا الخصوص أذكر النكتة التي أطلقها بعض المصريين علي عبد الناصر وتقولعبد الناصر حصل علي لقب موحد الأديان وذلك لأنه كفر المسلم والمسيحي.
*وفي الوقت الحالي؟
**مين يقدر يعمل كده.شخص يهاجم3كنائس في الإسكندرية وينتقل في الشوارع.ويقولون عنه مختل عقلياهذا أمر مترتب.أنا لا أستبعد اليد الصهيونية في اللعبة لا يوجد مصري يعمل هذا.
*وهل طبع الصهاينة المنشور الذي تم توزيعه في قرية بمها بالعياط؟
**فيه مؤامرة علي الشعب المصري.مطلوب ضرب الشعب ده,وأنا أري أن الذي يفعل هذا ليس مصريا وليس هؤلاء مصريين وأي شخص يساهم في هذا الأمر لن يفلت من حساب التاريخ.ابنتي زينب لا تأكل إلا مع أبانوب,وأنا أحد أساتذتي في الحياةعم عبد الملاك الكمساري الذي كان يقرأ القرآن,وعندما بحثت عن ربع سورة الكهف بصوت الشيخ محمد رفعت وجدته عنده.هل مطلوب أن نرجع مرة أخري لثورة19الدين لله والوطن للجميع مصر سمعان الخراز والأفغاني وسلامه موسي ونجيب محفوظ وحسين فوزي.مصربيرم التونسي الذي عندما أخطأ شخص يدعي قلدس جرجس في الرسول(صلي)وفي أيامنا هذه إذا حدث هذا لكانت المطواةهي التي تكلمت ولكن عمنا بيرم كتب له قصيدة جميلة يقول فيها:
من وقت ما القرآن هبط
نزل هنا عمر وربط
بيننا وبينكم يا قبط
عهود متسجلة
عيسي المسيح روح ربنا
والست مريم ستنا
تنزل في أعظم منزلة
*ولماذا لم تنفعل أنت بأي حدث طائفي وتكتب قصيدة؟
**لم أكتب لأني مقتنع أن المسائل دي غير مصرية علي الإطلاق ولا أستطيع أن أتخيل هذا وأعبر عنه.
*وهل أنت خائف علي مستقبل علاقة المسلمين مع الأقباط في مصر؟
**لا…لست خائفا لأني بصبح وأمسي كل يوم علي جارتي أم مايكل في المقطم وبنتي زينب بتاكل مع أبانوب,وأنا أعرف الأقباط كويس وهم كانوا السبب في اكتشافي لذاتي كشاعر ووضع قدمي علي أول السلم.
*وكيف حدث هذا؟
**في عام1959دخلت السجن-سجن أرمدان-نتيجة لجريمة تزوير في أوراق رسمية قمت بها للحصول علي أموال من شركة عمر أفندي وحكم علي بـ 3 سنين,وفي ذلك الوقت كانت في السجون المصرية مكتبات بها كتب نادرة وذلك بفضل الشيوعيين,وقرأت كل الأدب الروسي وكان مأمور السجن اسمه سمير قلادة غطاس وهو أول عسكري كتبت فيه قصيدة مديح لأنه كان يرفض تماما معاملة المساجين بالشدة وكان يعاقب أي عسكري يجده يحمل عصا.وكنت قد بدأت أكتب الشعر حيث تفجرت موهبتي في السجن,وكان مدير السجن إبراهيم عزت أديب يعقد لنا ندوة أدبية كل يوم أربعاء.كذلك كنا نعمل مسرحيات.وعرفت من خلال قصائدي بشاعر السجن,وفي ذلك الوقت قام المجلس الأعلي للآداب والفنون بعمل مسابقة اسمهاالكتاب الأولوجاءني المأمورسميروطلب مني الاشتراك في المسابقة,وبالفعل كتبت مجموعة من القصائد كتبها لي علي الآلة الكاتبة وأرسلها علي حسابه للمسابقة,وفي اليوم السابق لخروجي جاءني في الزنزانة وأخبرني بفوز ديوانيقصائد من الحياة والسجنولا أستطيع أن أصف فرحة عينيه ولا طعم حضنه لي وأعطاني عنوان جمعية رعاية المسجونين وأعطاني ظرفا فيه15جنيهاكما ساعدني في الوصول إلي الدكتورة سهير القلماوي التي كتبت لي مقدمة الديوان وبدورها أرسلتني إلي الأديب يوسف السباعي الذي قام بتعييني في منظمة التضامن الأفروأسيوي بمرتب12جنيها في الشهر,وبعد ذلك ذهبت للإذاعة حيث قدمت كلمات شديدة التفاهة وأعجبتهم جدا,ومن هنا دخلت مجال كتابة الأغاني.
*وكيف تعرفت علي الشيخ إمام؟
**من خلال ديواني الأول صور من الحياة والسجن تعرفت علي الأستاذ سعد الموجي,وكان يعمل مديرا للمطبوعات في وزارة السياحة الذي عرفني علي الشيخ إمام وقال لي عنه إنه مطرب قديم يقيم في حارةحوش آدم وعندما ذهبت إليها انتقلت في المكان والزمان حيث التقيت بهذا الرجل العظيم العبقري ومن أول ليلة قررت الإقامة معه في غرفته وتكون أول ثنائي في تاريخ مصر الحديث.
وكنا أول من انتقد المؤسسة العسكرية منذ قيامها عام1952,أنا أكتب وهو يلحن ويغني.من ذلك قصيدتي عن النكسة1967لما خبطنا تحت بطاطنا…يا حلاوة رجعة ضباطناوعن نقد إدارة العساكر لكل الحياة في مصر:
الحمد لله وهي زاحط
أصل البيه حاطط
مدير ضابط
إن شا لله حمار.
وانتشرت القصائد في منشورات العمال..واعتقلت في عصر جمال عبد الناصر ورفض العفو عني وقاللن يخرج من السجن وأنا موجودوبالفعل خرجت بعد وفاته وعدنا أنا والشيخ إمام للنقد في عهد السادات الذي دخلت فيه السجن أكثر من مرة.
*كتبت قصيدة بعنوان عريس الدولةتنتقد فيها فكرة توريث جمال مبارك للحكم في حين أن البعض يري أنه أفضل من الإخوان؟
الإخوان جزء من النظام وأريد من يخبرني كيف يحصلون علي88مقعدا في مجلس الشعب ويصفونهم بالمحظورة وعلي فكرة أنا سجنت معهم وأعرفهم كويس فهم عصابة وإذا حكموا لن يبنوا جوامع بل سوف يسرقون البلد وأنا أرفض التوريث وهذا حقي وليس من حق أحد أن يخوفنا بهذه العصابة