قبل الميلاد:
بدأت الأفكار الإلحادية المبنية علي فكرة إن الإنسان يولد بلا إيمان و لكنه لا يستطيع أن يعبر عن ذلك بسبب اللغة في عدة أماكن
الهند: و كان من أكثر من أثار هذه الأفكار الإلحادية هو كتابات Rig Veda قبل حوالي 1000 سنة قبل الميلاد و بعده بنحو 500 عام تطورت هذه الأفكار علي يد Siddhartha Gautama و الذي يعرف باسم بودا ووضع الكثير من الأفكار الإلحادية في تعاليمه المحرفة عن الهندوسية القديمة
اليونان: و في اليونان في القرن الرابع قبل الميلاد أثيرت العديد من المحاورات الفلسفية حول حقيقة الكون و وجود الإله من عدمه و مشكلة الشر و كان من أشهر من تناول هذه الموضوعات الفيلسوف اليوناني ( ابيقوريوس) الذي اعتبر أن الطبيعة هي أصل الكون و ليس من وجود للخالق
الإسكندرية: و في نفس الفترة كان قد تم تأسيس مدرسة الإسكندرية في العصر البطالمة(330- 30 ق.م) و التي روجت للكثير من هذه الأفكار و المذاهب
الإمبراطورية الرومانية:
خلال هذه الفترة كان مجرد إنكار الآلهة الرومانية يعد جريمة يعاقب عليها بالقتل لكن مع ظهور المسيحية المؤمنة حدث صدام بينها و بين الوثنية الرومانية و الذي تحول بدوره إلي اضطهاد شامل بسبب الخوف علي الإمبراطورية الرومانية من انتشار الديانة المسيحية و خلال هذه الفترة استمر نشاط مدرسة الإسكندرية الوثنية في نشر العديد من الأفكار الإلحادية و زاد من قوتها وجود مكتبة الإسكندرية و ما تحتويه من موسوعات هائلة
العصور الوسطي:
خلال هذه الفترة كانت هناك عوامل كثيرة التي أججت الفكر الإلحادي و منها:
* الترجمات العربية للكتب الفلسفية اليونانية القديمة بما تحتويه من أفكار تؤيد إنكار الإلوهية و كانت هذه الكتابات هي بذرة لانتشار الفكر الإلحادي في الغرب و تم رفضها في المجتمعات الشرقية بل إن معظمها قد تم إحراقه كما حدث مع الفيلسوف ابن رشد
* ضعف الكنيسة في أوروبا و استغلال السلطة الدينية بصورة خاطئة
* وقوع العديد من الحروب و الانتهاكات و انتشار محاكم التفتيش علي يد الراهب الاسباني دومينيكوس مؤسس رهبنة الدومينيك و ما ارتكبته من جرائم وحشية باسم الدين
* ما خلفته الحروب الصليبية من خسارة بشرية و مادية فادحة تحت مسمي الدين
* تبني سياسة الفصل بين الدين و الدولة و تقليص سلطات رجال الكنيسة في أوروبا و كان الملك وليام الثالث هو الداعي الأول لهذا الفصل بعد توليه عرش انجلترا
النتائج:
كل هذه العوامل أدت إلي:
· خلق حالة من التمرد و التذمر علي الكنيسة و رجال الدين في أوروبا ثم تطور هذا التمرد ليشمل الدين و الله بصفة عامة
· بدء ظهور العديد من النظريات و المناقشات الجدلية حول براهين و إثباتات وجود الله داخل الكنيسة نفسها
· بدء انتشار الإلحاد الضعيف ( عدم الإيمان دون الإعلان عن ذلك) بين الكثير من المواطنين
· و لقد ظل هذا التمرد كامنا حتي جاءت الحركة اللوثرية علي يد مارتن لوثر في القرن السادس عشر و تمرده علي الكنيسة الكاثوليكية و تأسيس البروتستانتية مما جذب إليه الكثير من ذوي النفوس المتمردة .
· إلي أن جاءت الثورة الفرنسية 1789 و التي أعلنت عن مبادئ التفكير الحر و ما شمله من تمرد علني علي الدين و الله و الكنيسة و بدء ظهور الإلحاد القوي بين الناس و دعمه ظهور بعض العلماء و الفلاسفة الذين أنكروا وجود الله و تم نشر العديد من مؤلفات الملحدين السابقين من أمثال فولتير و جان جاك روسو
· و في خلال هذه الفترة ظهر العديد من العلماء و المفكرين الذين دعموا الأفكار الإلحادية و من أمثلتهم:
آرثر شوبنهاور و هو فيلسوف ألماني ظهر في القرن الثامن عشر و الذي اعتبر أن الدين هو مجرد أوهام من صنع البشر
تشارلز داروين: الذي وضع نظرية التطور المخالفة لكل العقائد الدينية و التي ثبت خطأ وها فيما بعد
الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه و الذي أعلن أن الله قد مات و لم يعد له وجود
الطبيب النفسي الشهير سيجموند فرويد و الذي اعتبر أن فكرة وجود الإله هي فكرة خيالية في اللاوعي نتيجة تطلع الإنسان نحو الكمال فابتدع فكرة الإلوهية
و مفكرين آخرين دعموا فكرة الإلحاد و إنكار وجود الله
العصر الحديث:
في العصور الحديثة زاد من تفاقم الإلحاد إحياء العديد من الفلسفات القديمة كالوجودية الإلحادية و التي تعتمد علي أن الذات هي المبادرة في الفعل و مركز الوجدان
الانغماس الشديد في المدنية الحديثة و ظهور العديد من الفلسفات التي تدعم الأفكار الإلحادية و خاصة لدي الشباب
انهيار المبادئ الأخلاقية و ما صحبه من تمرد علي الأديان و أشهر مثال علي ذلك ما حدث من انهيار أخلاقي بعد الحرب العالمية الثانية
حدوث الثورات السياسية التي أجبرت الناس علي ترك الدين و رفضه مثل الثورة الشيوعية علي يد فلاديمير لينين 1917 في روسيا و التي وضع مبادئها كارل ماركس 1844 و الذي وصف الدين بأنه أفيون الشعوب و كان من أهم ما فعلته الشيوعية بجانب تحريم الأديان نشر ما يسمي بسفر الإلحاد في عام 1961
وهذه اللمحة السريعة عن تاريخ الإلحاد تدفعنا لمناقشة ما هي أسباب الإلحاد:
أسباب الإلحاد
أسباب فلسفية نابعة من التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي التي و حسب وصف الملحدين تشير إلى انعدام الأدلة و البراهين على وجود الخالق الأعظم و فكرة الشر أو الشيطان وكونها منافية لقدرة الخالق
أسباب شخصية مصدرها قناعة شخص معين إن حياته ستكون أفضل بدون الدين حسب مقاييس شخصية أو مقاييس فرضت عليه من المجتمع الذي يعيش فيه أو نتيجة تأثره بمجتمع ملحد يعتبره أكثر تحضرا و تقدما ويستشهد هذا التيار عادة بالحروب و المآسي التي حدثت و تحدث بسبب الدين
أسباب نفسية قد تكون مصدرها حالات نفسية مثل الكآبة أو اضطرابات في شخصية الإنسان
أسباب تاريخية بسبب التناقض في رواية أحداث تاريخية معينة في كتب دينية مختلفة يعتقد أتباع كل منها على حدة إن نسختهم هي الحقيقية أو بسبب الأحداث السابق ذكرها
أسباب سياسية : مثل الثورات السياسية التي حرمت أو منعت الأديان كالثورة الشيوعية في روسيا و التي امتد أثرها إلي أوروبا الشرقية و دول أخري
قال الجاهل في قلبه ليس اله فسدوا و رجسوا بافعالهم ليس من يعمل صلاحا
(مز 14 :1 )