فى إطار التعاون الاستخباراتى و الأمنى , و عقب هجمات ميونخ و التى وقعت منذ قليل , و اسفرت عن ثمانية قتلى إلى جانب 100 محتجز بالمجمع التجارى بمدينة ميونخ الألمانية , تتعاون السلطات الألمانية مع السلطات الأمريكية و الفرنسية من أجل الكشف عن هوية منفذى الهجوم و الالمام بدوافعهم , حيث يأتى الهجوم الثانى و خلال أسبوع بعد هجوم مدينة نيس الفرنسية , و هو الأمر الذى دفع أوروبا للتكاتف المعلوماتى , و توحيد الجهود من أجل محاربة الإرهاب .
و تداخلت التحريات و اتسعت فجوتها , فحتى هذه اللحظة لم تتمكن من الاستقرار على جماعة بعينها ينتمى إليها منفذى الهجوم , فبينما تصرح جهات و مصادر مطلعة أن مرتكب الحادث ألمانى , يؤكد شهود العيان انتمائه إلى جماعة داعش الإرهابية لسماعهم ترديده عباراتهم
يأتى ذلك فى الوقت و الذى دعت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مجلس الأمن لعقد إجتماع طارئ .
تعاون استخباراتى
يقول ” وليد عباس ” _ محلل سياسى بفرنسا _ ألمانيا بصدد إجراءات مشددة عقب هجمات ميونخ , حيث شددت حدودها مع تشيك , و مع فرنسا , و هى إجراءات بديهية عقب أى هجوم إرهابى , مثلما حدث فى باريس عقب هجمات نيس , و ذلك فى إطار طمأنة الرأى العام , و جعله يدرك أن بلاده و قياداتها على قدر المسئولية , و انتقد عباس المواجهات الألمانية مع الإرهاب , كونها مواجهات عسكرية , و أمنية , و لم ترتق إلى المواجهات السياسية , و عن تعاملات ألمانيا مع الملف الخارجى , أضاف ” عباس ” بقوله ألمانيا تسعى دائماً من أجل لعب دور يبرز قدرتها على التعامل مع الملفات الشائكة , فدعمت التحالف الخارجى , و تضامنت مع فرنسا و أمريكا فى مكافحة الإرهاب , و إن كان تضامنها مع فرنسا إستراتيجى , نظراً للهجمات المتشابهة و المتكررة عليهما , بالإضافة إلى التاريخ و الذى يربط علاقاتهما , و اختتم ” عباس ” مؤكداً على استهداف ألمانيا من قبل بعض الجماعات الألمانية المتطرفة , و لا سيما جماعات اليمين المتطرف , لعدم رغبتهم فى قبولها للاجئين .
التحالف الدولى
و يشدد ” عاطف عبد الجواد ” _ المحلل السياسى بالولايات المتحدة _ على ضرورة التعاون الاستخباراتى و المعلوماتى بين ألمانيا و أمريكا , مع تعزيز العمل العسكرى و الأمنى , مضيفاً أن الجناة إما دواعش أو ألمان استلهموا الفكر الداعشى و الأيديولوجية المتطرفة , أو من جماعات اليمين المتطرف بألمانيا , مؤكداً على أن استقبال ألمانيا أعداد هائلة للاجئين جعلها تستقبل بين هذه الأعداد الإرهابيين
وعن تعمد الجهات الألمانية عدم الإفصاح عن بعض المعلومات الهامة أوضح ” عبد الجواد ” بقوله ربما تكون المصادر محدودة و بالفعل لم تتمكن هذه الجهات من جمع المعلومات , و عن استرايجية التحالف الدولى الجديد فى التعامل مع الإرهاب أشار ” عبد الجواد ” إلى رغبة التحالف الجديدة فى ضم البوليس الدولى ” الإنتربول ” ضمن مجموعات التحالف , إلى جانب زيادة المخصصات المالية مضيفاً أن الولايات المتحدة عملت على نشر جنودها و اللذين تخطت أعدادهما 62 ألف مقاتل فى كافة الأنحاء بألمانيا , مع إعطاهما الأوامر و التوجيهات بضرورة التعاون , كما نصحت رعاياها بالابتعاد عن مواقع الهجمات و الالتزام , و بسؤاله عن ملف حقوق الإنسان و أسلوب ألمانيا فى التعامل معه بعد هذه الهجمات الإرهابية , اختتم ” عبد الجواد ” بقوله بديهى لن تخل ألمانيا بتعاملها مع هذا الملف الشائك , و لكنها ستكون قادرة على حفظ الخيط الرفيع بين الإجراءات المشددة و الإدارة اللائقة لهذا الملف .
إجراءات مشددة
و يؤكد” جاسم محمد ” _ رئيس المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب _ ان كافة الخيارات متاحة لتحديد هوية المنفذين سواء كانوا دواعش , أو جماعات يمين متطرف , فالمتحدث بأسم أنجيلا ميركل أكد على عدم التسرع فى الحكم على الأمور , فمن جانب الجهات الأمنية تقوم بواجباتها على الوجه الأكمل فى التأمين و الإجراءات المشددة , إلى جانب تشديد المراقبة على الحدود , و تكثيف المواجهات العسكرية و الأمنية منوهاً إلى أن مثل هذه المواجهات تعد ضمن الخيال المخابراتى و المعلوماتى و الذى تتسم به ألمانيا فى تعاملاتها مع الملفات المختلفة , و لا سيما ملف مكافحة الإرهاب , إلى جانب الإجراءات التقليدية من غلق المطارات و شركات القطارات , و إغلاق الحدود مع بلجيكا و هولاندا , و الأهم وضع قائمة سوداء ضمت بعض الشخصيات و التى تمثل خطراً على ألمانيا , و بسؤاله عن كفاءة ألمانيا فى التعامل مع ملف الإرهاب , لا سيما على خلفية علمها السابق بهذه الهجمات المتوقعة , اختتم ” محمد ” بقوله عجزت ألمانيا عن التعامل مع هذه النوعية من الملفات , و الدليل ما نراه اليوم من هجمات , و ذلك لاعتيادها الإجراءات التقليدية .