حرب أكتوبر هي جزء من تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي الذي امتد عقودا مريرة طويلة في سلسلة من الحروب المتتالية منذ صدور وعد بلفور عام 1917 الذي منح اليهود حق الدولة في أرض فلسطين, ثم دارت رحي الحروب في عام 1948, وتلتها حروب الاستنزاف ثم حرب عام 1967, واحتلت إسرائيل فيها مرتفعات الجولان في سورية شمالا, والضفة الغربية لنهر الأردن ومدينة القدس وشبه جزيرة سيناء جنوبا, ووصلت إلي الضفة الشرقية لقناة السويس, وأمضت إسرائيل السنوات الست التي تلت يونية عام 1967 في الإعداد القوي والدقيق لتحصين وتأمين مراكزها الدفاعية في منطقة الجولان وسيناء, وأنفقت مبالغ ضخمة لدعم سلسلة من التحصينات علي مواقعها في قناة السويس فيما عرف بخط بارليف. هذا الخط الذي لم يكن مجرد خط دفاعي عادي بل يعد أقوي خط دفاعي في التاريخ الحديث وكان يبدأ من قناة السويس وحتي عمق 12 كيلو مترا داخل شبه جزيرة سيناء, كما كان أحد أهم المواقع الحصينة الأمامية المتكاملة في العمق التي يمكنها أن تحقق بالفعل أعلي درجة من درجات المراقبة, وتوفير قاعدة آمنة للقوات المدرعة في الجيش الإسرائيلي, وتصور الإسرائيليون أن الجيش المصري لن يتمكن بأي حال من الأحوال من اقتحام هذه التحصينات التي لا يمكن مقارنتها بالخطوط الدفاعية الشهيرة إبان الحرب العالمية الثانية مثل خط سيجفريد, وخط ماجينو الفرنسي الذي أقيم علي الحدود الفرنسية – الألمانية لمجابهة أطماع هتلر. فصرحت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في هذا الوقت قائلة: إن تصور عبور القوات المصرية إلي الضفة الشرقية للقناة يعتبر إهانة للذكاء!!.
وأكد رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي حاييم بارليف, ووزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان: أن خط بارليف سوف يكون الصخرة الضخمة التي تتحطم عليها عظام المصريين, وسيكون مقبرة الجيش المصري, وأن المصريين لا يعرفون أي جحيم سوف ينصب عليهم عندما يضعون أقدامهم علي الضفة الشرقية للقناة, وأجمعت آراء كثير من الخبراء العسكريين الإسرائيليين علي استحالة عبور أقوي نظام دفاعي متكامل التحصين وهو خط بارليف مؤكدين أن اجتياز نقاطه الحصينة الآمنة وتدميره يتطلب قنبلة ذرية لا تمتلكها مصر في الواقع, واتفق القادة الإسرائيليون علي أن الوجود العسكري لجيشهم علي الضفة الشرقية لخط القناة يعد ضرورة استراتيجية حيوية, وتطبيقا حقيقيا لنظرية الحدود الآمنة, فكانت قناة السويس تمثل المانع المائي الطبيعي الممتد علي الجبهة إلي الضفة الشرقية في سينا, وحول المضمون الاستراتيجي الذي اكتسبته نظرية خط بارليف يقول الكاتب والمراسل الإذاعي الحربي خلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973 حمدي الكنيسي في كتاب الطوفان – إصدار عام 1974: فعلي امتداد الضفة الشرقية للقناة كان الخط الأول والرئيسي, وبعده يمتد علي مسافة تتراوح ما بين 3 إلي 5 كيلو مترات, كان هناك الخط الثاني, ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية, ثم يجئ بعد ذلك وعلي مسافة تمتد من نحو 10 إلي 12 كيلو مترا الخط الثالث الموازي للخطين الأول والثاني, وكان به تجهيزات هندسية أخري, وتحتله احتياطات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية, وكل هذه الخطوط تمتد بطول 170 كيلو مترا علي طول قناة السويس.
ومع ذلك تمكن جنودنا الأبطال من تحقيق ضرب من ضروب المستحيل بأقل الخسائر الممكنة ماديا ومعنويا حين سقط خط بارليف الحصين, وتحقق إعجاز عسكري بكل المقاييس انهارت وتحطمت معه أسطوة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر, تلك المقولة التي أطلقها القادة العسكريون في إسرائيل, حين فشلت إسرائيل في استيعاب الضربة المصرية – السورية المزدوجة لتنطلق فرحة الانتصار العظيم وإعلان عبور القوات المصرية خط القناة واستعادة الأراضي المصرية لتظل هذه اللحظة الحاسمة محفورة في ذاكرة وقلوب جميع المصريين, واعتبارها حقا رمزا مجيدا لانتصار الإرادة واستعادة الكرامة, وستبقي هذه اللحظة وساما علي صدر كل مقاتل مصري اشترك في القتال أو ساعد في تنفيذ هذه العمليات العسكرية.
* تفاصيل خطة الهجوم
أما ما حدث تفصيليا في هذا اليوم فهو عملا إعجازيا يستحق الدراسة المتأنية من جانب العسكرية لاستيعابه وتحقيق أقصي استفادة ممكنة مما أنجزه الجيش المصري آنذاك. فبعد وفاة الرئيس عبدالناصر في سبتمبر عام 1970, تولي مقاليد الحكم بعده الرئيس الراحل أنور السادات, وتسبب رفض إسرائيل لتنفيذ مبادرة روجرز في نفس السنة, والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 إلي لجوء الرئيس السادات إلي الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها الشعب المصري في حرب عام 1967. كانت الخطة ترمي للاعتماد علي جهاز المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب, وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية, ومفاجأة إسرائيل بهجوم موحد ومزدوج في وقت واحد من كلا الجبهتين المصرية والسورية, وتقرر أن يتم اختيار يوم السادس من أكتوبر والذي وافق عيد الغفران اليهودي, فهاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان, بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء. ففي تمام الثانية ظهرا انطلقت أول ضربة جوية تشكلت من نحو 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة في وقت واحد علي ارتفاع منخفض للغاية, واستهدفت محطات الإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخري ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة, وكانت عبارة عن ضربتين متتاليتين, قدر الخبراء الروسي نجاح الأولي منها بنحو 30% وخسائرها بنحو 40%, ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولي والبالغ نحو 95% وبخسائر نحو 25% تم إلغاء الضربة الثانية, وكان الطيارون المصريون يفجرون طائراتهم في الأهداف المهمة والمستعصية لضمان تدميرها, وبالفعل تم إهدار ألف مدفع وكانت عشرات القوارب المصرية قد عبرت القناة للشاطئ الشرقي, وانطلقت العديد من المعديات تجوب صفحة القناة حاملة الجنود والمعدات والسلاح والذخيرة الموجهة إلي قواتنا المصرية شرق قناة السويس, وامتدت بعد ذلك عشرة كبار ليلا علي القناة تتدفق عليها أرتال الدبابات والعربات, واستمرت المعركة إلي أن بسطت القوات المصرية قبضتها علي قناة السويس وشريط شرقها بعرض 30 كيلو مترا, وانتصرت علي عدو لم يعرف الهزيمة من قبل فخلال ما يقرب من ست ساعات فقط من بداية اشتعال المعركة الشرسة تمكنت القوات المصرية من إلحاق القوات الجوية الإسرائيلية بخسائر فادحة ومنعت القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة, وتم استرداد قناة السويس وجزء من أرض سيناء, وأجبرت إسرائيل علي التخلي عن العديد من أهدافها الاستعمارية مع مصر, ولولا التدخل المباشر للولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في المعارك مع الجبهة المصرية بجسر جوي لإنقاذ الجيش الإسرائيلي بدءا من اليوم الرابع للقتال لمني الجيش الإسرائيلي بهزيمة ساحقة علي أيدي القوات المصرية. فعلي الفور تم إصدار اتفاقية فصل القوات الحربية طبقا للقرار رقم 338 الذي ينص علي وقف إطلاق النار, وإنهاء كافة الأعمال الحربية ما بين الأطراف المتنازعة بداية من يوم 22 أكتوبر عام 1973, وأقرت مصر بقبول التوقيع ونفذته بالفعل اعتبارا من مساء نفس اليوم, إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار, فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر عام 1973 يلزم فيه جميع الأطراف بسرعة وقف إطلاق النار.
* اختلاط الدماء المصرية
وخلال هذه الحرب المجيدة اختلطت دماء المصريين جميعا مسلمين وأقباطا علي أرض القتال في سيناء, فأسهم الأقباط مع إخوانهم المسلمين في تنفيذ هذه العمليات. حيث استعانت قيادات الجيش المصري بعالم كيمياء الأسمنت الراحل الدكتور رؤوف شاكر ميخائيل لمساعدتهم في تطوير الأسمنت المصري ليصبح سريع الشك بهدف استخدامه إبان الحرب في عمليات سد فوهات مواسير خزانات المواد القابلة للاشتعال التي كانت إسرائيل تخطط مسبقا لإلقائها في القناة حال حدوث أية محاولة لعبور القوات المصرية لتحولها إلي لهيب نار يصعب التحكم فيه أو إخماده بأي وسيلة, لذلك كان تدمير هذه المخازن أمرا مستحيلا نظرا لعمقها علي مسافات بعيدة جدا تحت الأرض, كما أن تدميرها بالمدفعية أو القنابل كان من شأنه أن يفجرها فتعوق نيرانها عمليات العبور بعد ذلك حتي لو لم تنزل مياه القناة.
إلا أن المصريين قاموا فعلا بالاعتماد علي هذا النوع من الأسمنت بسد الفوهات حيث تمت عمليات دراسة دقيقة لاتجاهات حركة مياه القناة, وحركات المد والجزر لتحديد موعد العبور بأسرع وأسهل الطرق الممكنة, وتم دفع آلاف الجنود في قوارب مطاطية ليبلغوا الضفة الشرقية للقناة, وكانت نيران سلاح المدفعية قد دكت المواقع الحصينة قبل عبورهم, كما تمكن اللواء باقي زكي يوسف أحد ضباط سلاح المهندسين من خلال فكرة التجريف التي قام بتنفيذها في مشروع السد العالي إبان انتدابه هناك من حل المشكلة الأساسية التي واجهت الجيش المصري وهي فتح ثغرات في خط بارليف لمساعدة الدبابات والمدرعات في عمليات المرور بطريقة سهلة, وتعتمد طريقة التجريف أو مدافع الماء كما أطلق عليها علي تصويب مياه القناة علي الساتر الرملي بخط بارليف خلال طلبمات مياه ذات ضغط عال, وبهذه الطريقة تم فتح نحو 60 ثغرة في الساتر خلال ثلاث ساعات فقط, وبلغت كمية الرمال والأتربة التي تم تجريفها وانهيارها بحوالي 150 ألف متر مكعب مصر ما بعد العبور – علي محبوب – إصدار عام 2005.
* قالوا عن حرب السادس من أكتوبر
سجل المؤرخ العسكري الأمريكي الجنرال ديبوي رأيه في هذه الحرب قائلا: يكفي أن أقول إن كفاءة الاحتراف في التخطيط والأداء الذي تمت به عملية العبور لم يكن ممكنا لأي جيش آخر في العالم أن يفعل ما هو أفضل منه, وكانت نتيجة ذلك العمل الدقيق من القيادة المصرية, وعلي الأخص عنصر المفاجأة الذي تم تحقيقه هو ذلك النجاح في عبور قناة السويس علي طول الجبهة, وكان العبور المصري هو أعظم إنجازات الحرب. أما الجنرال موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك فانهار غاضبا عندما تم إبلاغه بسقوط أحد الحصون المنيعة في خط بارليف بعد العبور, وبعد أن دمرته القوات المصرية بالكامل واستسلم الجنود الإسرائيليون وصرح ديان بحدة وانفعال شديدين في وجه الجنرال إلياهو زعيرا مدير المخابرات العسكرية قائلا له: إنني أحملك مسئولية ما يحدث, وفي الثامن من أكتوبر أطلقت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية نداءها الشهير أنقذوا إسرائيل, ولأول مرة بدأت تظهر صور الأسري الإسرائيليين في كافة وسائل الإعلام العالمية وقتها.
* تصميم خط بارليف
أما خط بارليف فتم تجهيزه بطريقة هندسية دقيقة يبدأ من خط القناة ويمتد شرقا بعمق 30 كيلو مترا من سيناء, ويشمل سلسلة من الخطوط ومرابض للدبابات. ومناطق قتال للمدرعات وقواعد لشن الهجمات المضادة في اتجاه القناة, إلي جانب ذلك كان هناك خط تحصينات آخر علي مسافة ثمانية كيلو مترات يضم 11 موقعا محصنا ومراكز قيادة تحت الأرض وقواعد صواريخ مضادة للطائرات ومرابض نيران مدفعية ذاتية الحركة, وبعيدة المدي وخصصت لهذه المنطقة الاحتياطات المدرعة والمشاة الميكانيكية والدفاع الجوي.
وفي مقال للدكتور ممدوح حليم تحت عنوان: اقتحم المصريون خط الجحيم واذهلوا العالم – وطني – 2006, يذكر أن خط بارليف يحمل اسم حاييم بارليف رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الأسبق وأنه في 3 نوفمبر 1968 عقدت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اجتماعا برئاسته, واقترح بارليف وضع خطة للدفاع عن سيناء للحيلولة دون وصول الجيش المصري إلي الضفة الشرقية للقناة. تتمثل في إنشاء ساتر ترابي مرتفع ملاصق لحافة القناة الشرقية بطول القناة يمتد من بورسعيد إلي السويس, وعارض الجنرال أرييل شارون هذه الخطة لأن العقيدة العسكرية الإسرائيلية ترفض فكرة الاحتماء خلف خطوط دفاعية ثابتة, بل تقوم علي مبدأ القيام بضربات دفاعية وقائية استباقية تنقل الحرب إلي أرض العدو كما حدث في حرب عام 1967.
كان شارون يري أنه يمكن حماية سيناء بقوات متحركة لكن لم يؤخذ برأيه, وتقرر إنشاء خط بارليف وقد حقق الجنرال بارليف بعد ذلك شهرة واسعة في أوساط الرأي العام الإسرائيلي نتيجة فكرته هذه.
أما تكاليف إنشاء خط بارليف فقد بلغت نحو خمسمائة مليون دولار, وهو عبارة عن ساتر ترابي امتد بطول 160 كيلو مترا وعمقه داخل سيناء نحو 10 كيلو مترات أما ارتفاعه فتراوح ما بين 10 إلي 20 مترا حسب إمكانية العبور من المنطقة المقابلة, وأقيم بزاوية ميل قدرها 80 درجة مما يجعل محاولة تسلقه أمرا صعبا, واحتوي الخط 33 نقطة حصينة تبعد كل منها عن الأخري بمسافة 5 كيلو مترات تقريبا تتكون كل نقطة من عدة طوابق تختفي أغلبها تحت الأرض, وتعلو حتي تصل إلي ارتفاع الساتر الترابي الذي يصل الفراغات التي بينها.
تم تحصين هذه النقاط بالأسمنت المسلح والأحجار الصلبة, بالإضافة إلي قضبان السكك الحديدية المنتزعة من سكة حديد سيناء مع شكائر الرمال مما جعلها تتحمل القصف المباشر بالقنابل حتي عيار ألف رطل, وضمت كل نقطة وسائل استطلاعية لرصد أية محاولات للعبور, بالإضافة إلي أسلحة خفيفة وثقيلة ومدافع مضادة للدبابات والطائرات وغيرها, وكانت تتصل سلكيا ولاسلكيا بالمواقع الخلفية وبعمق إسرائيل.
وأقيمت بخط بارليف خزانات تحت سطح الأرض يسع كل منها نحو 200 طن من النابالم. أو الجازولين, وكانت هذه الخزانات متقاربة ومتصلة بشبكة من الأنابيب تنتهي تحت سطح مياه القناة, وهذه المواد تشتعل وتطفو علي سطح المياه لتصل درجة حرارتها إلي 700 درجة مئوية, ويصل ارتفاع نيرانها إلي نحو متر فوق سطح القناة. أي تتحول القناة إلي أتون ناري.
ومصر شأنها شأن الدول العريقة التي تذكر دائما محاربيها وأبطالها السابقين الذين شاركوا في حروب أعوام 1948, 1956, 1967 أو حرب السادس من أكتوبر عام 1973, فمن هولاء الأبطال من قاتل واستشهد ومنهم من هو مريض متقاعد ترعاه الدولة الآن ويستحق في هذا اليوم كلمة شكر وتقدير لما ساهم به من جهود في تحرير أرض سيناء المجيدة, ومن هؤلاء الأبطال من عاد من أرض المعركة سالما لإعادة بناء الوطن الذي عاني كثيرا في فترات الحروب الماضية علي مصر.
* المراجع:
* مصر بعد العبور – علي محبوب وآخرون – 2005.
* الطوفان – 1974.
* اقتحم المصريون خط الجحيم وأذهلوا العالم – مقال للدكتور ممدوح حليم – وطني – 2006.