فى يوم سبت النور ( اليوم الذى يسبق مباشره عيد القيامه ) يخرج نور عظيم من قبر الرب يسوع المسيح بكنيسه القيامه بأورشليم هذا النور يضئ شموع زوار الكنيسه ، يضيئها فى شكل رائع جدير بالمشاده ، ويتحول بعدها إلى نار … تعالوا نقرأ معاً تفاصيل هذه المعجزه العظيمه والشواهد التى تبرهن على صحتها ، ومعجزه إنشقاق عمودين مختلفين فى كنيسه القيامه .
+ تحضير القبر المقدس :
فى صباح يوم السبت وقبل مراسم خروج النور المقدس من قبر الرب يسوع المسيح ، يتم فحص القبر والتأكد من عدم وجود أى سبب بشرى لهذه المعجزه ، ويبدأ الفحص فى الساعه 10 صباحاً وينتهى الساعه 11 صباحاً بعد التأكد من خلو القبر المقدس من أى ماده مسببه لهذه المعجزه ويتم وضع ختم من العسل الممزوج بالشمع على باب القبر .
+ خروج النور المقدس :
تحدث مراسم النور المقدس فى الســـــــــــــــــــــاعه 12 وتتكون من ثلاث مراحل هى :
+ يدخل بطريرك أورشليم ( القدس ) للروم الأرثوذكسى ومعه رؤساء الاساقفه والكهنه والشمامسه وبطريرك الأرمن .
+ تضرب الأجراس بحزن حتى يدخل البطريرك ويجلس على الكرسى الباباوى ، وتتجمع الطوائف المسيحيه من أرمن وأقباط أرثوذكس ثم يدخل الجميع أمام القبر ويظل القبر مُقفل ومختوم ، يقوم بطريرك الروم الأرثوذكس بالدخول إلى القبر ، وقبل أن يدخل إلى القبر يتم تفتيشه للتأكد من عدم وجود أى مصدر للنار أو للنور معه ويخلع الملابس السوداء ويقف بالملابس البيضاء ، ويكون هذا التفتيش على يد كل من حاكم القدس ، ومدير شرطه القدس وهم بالطبع ” غير مسيحيين ” – بجانب أخرين من الكهنه ، ويتم هذا التفتيش أمام الجميع ، ثم يدخل البطريرك فى القبر المقدس وهو يحمل شمعه مطفئه .
ومن حقوق الأقباط أنهم فى أحتفالات النور المقدس التى تقام فى سبت النور فأنهم يدورون حول القبر المقدس ثلاث دورات وذلك بعد الروم والأرمن وهم ينشدون ألحانهم القبطيه الشهيره ويتكرر هذا الأحتفال مره ثانيه فى الساعه الرابعه من صباح ( فجر ) أحد الفصح .
+ كيف يخرج النور المقدس .
داخل القبر المقدس ، يصلى بطريرك الروم الأرثوذكس وهو راكعاً ويذكر الطلبات الخاصه التى تطلب سًّيدنا يسوع المسيح أن يرسل نوره المقدس ويغلف المكان سكون وصمت شديدين لأن الجميع يترقب خروج النور ، بعد صلاه البطريرك يسمع الجميع صوت صفيراً ويخرج برق أزرق وأبيض من الضوء المقدس يخترق فى كل مكان ، كما لو أن ملايين الومضات الفوتوغرافيه تعانق الحاضرين وتنعكس على الحيطان وتضئ كل الشموع من هذا النور فى القبر المقدس ويخرج النور ويضئ الشمعه التى يحملها البطريرك ويبدأ الحاضرين فى الهتافات والصلاه بينما تنساب دموع البهجه والأيمان من عيون الناس .
ولأنه نور وليس نار فهو لا يحرق فى الدقائق الثلاثه والثلاثون الأولى لاشتعاله ( وهى عدد سنين حياه الرب على الأرض ) .
+المعجزتان العظيمتان :
المعجزه الأولى :
معجزه النار المقدسه ، القدس ، 1549 م دفع جماعه من الأرمن الاغنياء إلى السلطان العثمانى وحاكم مدينه القدس مبالغ ماليه ضخمه كرشوه لكى يخلوا الكنيسه من المسيحيين الارثوذكس سكان القدس الفقراء ، للأسف المال هو الشيطان الذى يعمى العقول ، ووافق بالطبع الحاكم لمدينه القدس والسلطان العثمانى على مطلبهم ، وأخلو الكنيسه من الحجاج المسيحيين وسكان القدس الأصليين ، ودخل الأرمن الأغنياء إلى الكنيسه وأغلقوا الابواب على أنفسهم وجلس عامه الشعب خارج الكنيسه وأمامهم جنود الجيش التركى يمنعوهم من الدخول .
ومرت الدقائق كالساعات ، لا يقطعها الا الصلوات التى من الأرمن الاغنياء داخل الكنيسه وبكاء عامه الشعب والحجاج خارجها ، فأملهم الوحيد هو مشاهده النور المقدس الذى ينبعث من قبر السيد المسيح , وها هم قد مُنعوا منه ، وجاء موعد أنطلاق النور ولم يحدث شئ داخل الكنيسه … أخذ يصلى الارمن بداخل الكنيسه … ولكن بلا أستجابه … وهنا أعلن السيد المسيح أن رسالته إلى خدامه وأبنائه المتواضعين … فخرج النور يشق العمود الشمالى للكنيسه ويغرق كل الحاضرين خارج الكنيسه !!
أمن العديد من الحاضرين – من الجنود غير المسيحيين – ولعل كان أبرزهم الجندى الذى كان يحرس بوابه دير القديس ابراهيم فصرخ مردداً .. ” أؤمن بالله واحد ” … وسقط من أعلى البوابه من أرتفاع اكثر من 35 قدم … فهبطت أقدامه على الرخام الصلب ولكنه أقتص سقوطه وكأنه شمع … فغرزت رجل الجندى وهو كان يردد عبارات الأيمان ، وأنطبعت أثار أقدام الجندى فى الرخام بل أنه أخذ سلاحه ودفعه فى الحجاره كما لو أنه فى الشمع الناعم .
وبدأ بتمجيد السيد المسيح بشكل متواصل ، وهذه القطعه من الرخام موجوده حتى الأن وتستطيع أن تشاهدها ، بل وتحسسها بيدك لتتأكد من أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد . وكان العقاب من الاتراك العثمانيين لهذا الجندى المرتد هو قطع رأسه وأحراق جسده ، وقد تم وبعدها جمع المؤمنيين رفات هذا الجندى وكفًّنوها ووضعوها بدير القديس ( بأناجيل العظيم ) Pamagia) ) – حيث يخرج عطر من رفات الجندى القديس حتى الأن – وظل العمود المشقوق دليلاً على أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد وأن هذه المعجزه حقيقيه وزمن حدوث هذه المعجزه هو عام 1579 م – أى فى القرن السادس عشر !!!
+ المعجزه الثانيه الموجوده فى السنكسار
مكتوب فى سيره حياه القديس القبطى الأنبا صرابامون ( يوم 28 برمهات ) حدثت حادثه النور المقدس الشريف – فقد حدث أن الأمير ابراهيم باشا نجل محمد على باشا بعد أن فتح بيت المقدس سنه 1832 م أنه دعا البابا بطرس السابع لزياره القدس الشريف ومباشره خدمه ظهور النور فى يوم سبت الفرح من قبر السيد المسيح بأورشليم كما يفعل بطاركه الروم فى كل سنه ، فلبى البابا الدعوه ولما وصل فلسطين قوبل بكل حفاوه واكرام ودخل مدينه القدس بموكب كبير وأحتفال فخم أشترك فيه الوالى والحكام ورؤساء الطوائف المسيحيه . ولما رأى بحكمته أن أنفراده بالخدمه على المقدس يترتب عليه عداوه بين القبط والروم ، أعتذر للباشا لإعفائه من هذه الخدمه فطلب إليه أن يشترك مع بطريرك الروم –على أن يكون هو ثالثهم لأنه كان يرتاب فى حقيقه النور … وفى يوم سبت النور ، غصت كنيسه القيامه بالجماهير حتى ضاقت بالمصلين ، فأمر الباشا بأخراج الشعب خارجاً بالفناء الكبير ، ولما حدث وقت الصلاه دخل البطريركان مع الباشا إلى القبر المقدس وبدأت الصلاه المعتاده ، وفى الوقت المعين أنبثق النور من القبر بحاله أرتعب منها الباشا وصار فى حاله ذهول فأسعفه البابا بطرس حتى أفاق … أما الشعب الذى فى الخارج فكانوا أسعد حظاً ممن كانوا بداخل الكنيسه ، فأن أحد أعمده باب القيامه الغربى أنشق وظهر لهم منه النور ، وقد زادت هذه الحادثه مركز البابا بطرس هيبه واحتراماً لدى الباشا وقام قداسته بأصلاحات كبيره فى كنيسه القيامه .
+ شهاده التاريخ
( فى سنه 1187 م ) – بعدما أحتل صلاح الدين الأيوبى القدس فى تلك السنه وقرر أن يحضر بنفسه أحتفال المسيحيين بعيد القيامه – فذهب فى يوم السبت ( سبت النور ) إلى الكنيسه – وقد يخبرنا ” جاوتير فينسوف ” – عند وصول صلاح الدين الايوبى نزلت نار من السماء تضى شموع الكنيسه ، وبدأ المسيحيون فى تمجيد الله وقال المنافقين لصلاح الدين أن هذا الذى حدث فهى بمثابه خدعه – لذلك أمسك صلاح الدين شمعه أشتعلت من النار التى نزلت من السماء ، وحاول أن يطفئ هذه الشمعه – حيث كلما حاول أن يطفئها أنطلقت النار المقدسه منها مره أخرى ومره ثانيه ، ومره ثالثه حتى تيقن أنها معجزه –حتى أنهار وبكى وقال ( قريباً سأموت .. أو أنا سأفقد الفرس ) … وقد تحقق كلامه ومات فى بدايه الصوم الكبير التالى ” .
كيف يفيض النور المقدس من قبر المسيح على لسان بطريرك أورشليم الارثوكس ثيوذوروس:-
قال شارحاً ما يحدث داخل القبر المقدس .. أننى اركع أمام الحجر الذى وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى ، واواصل الصلاحه بخوف وتقوى ، وهى صلاه كانت ولا تزال تتلى ، وعندها تحدث أعجوبه فيض النور المقدس ( النار المقدسه ) من داخل الحجر المقدس الذى وضع عليه جسد المسيح الطاهر ، ويكون هذا النور المقدس ازرق اللون ومن ثم يتغير إلى الوان عده وهذا لا يمكن تفسيره فى حدود العلم البشرى ، لان فيضه يكون مثل خروج الغيم من البحيره ويظهر كأنه غيمه رطبه ولكن نور مقدس . ظهور النور المقدس يكون سنوياً بأشكال مختلفه وهو يملأ الكنيسه التى يقع فيها قبر المسيح المقدس وأهم صفاته أنه لا يحرق . ويقول أيضاً البطريرك الأورشليمى . أستلمت هذا النور المقدس سته عشر سنه ولم تحرق لحيتى … يظهر كعمود منير ومنه تضاء الشموع التى أحملها ومن ثم أخرج وأعطى النور المقدس لبطريرك الارمن والاقباط وجميع الحاضرين ..
ومتى ظهر أول وصف لهذه الاعجوبه :
أول كتابه عن فيض النور المقدس فى كنيسه القيامه – ظهرت فى أوائل القرن الرابع وهناك مؤلفون ذكروا حوادث فيض النور فى اوائل القرن الميلادى الاول منهم القديسان يوحنا الدمشقى والقديس غريغريوس النيصصى اللذان يرويان كيف أن الرسول بطرس الرسول رأى النور المقدس فى كنيسه القيامه وذلك بعد قيامه المسيح سنه 34 ميلادى .
متى وأين تحدث أعجوبه ( النار المقدسه ) سنوياً :
هذه الاعجوبه التى تبهج جميع المسيحيين وتنعش أيمانهم تحدث فى كنيسه قبر القيامه المقدسه فى مدينه القدس . أعجوبه فيض النور المقدس من القبر المقدس ، تحدث سنوياً فى نفس الوقت والمكان منذ قيامه المسيح فى عيد الفصح الشرقى الارثوذكسى فى كنيسه القيامه – أقدس مكان فى العالم كله – حيث صلب المسيح ومات بالجسد ودفن وقام من القبر فى اليوم الثالث ساحقاً قوه الجحيم … ومن مباهج سعاده حجاج القبر المقدس أنهم يغنون مبتهجين قائلين ” أستنيرى … أستنيرى … يا أورشليم لأنه جاء نورك ومجد الرب قد أشرق إليك ..” وها هم أولادك يارب يفرحون بالنور المقدس ….
هناك شهادات وكتابات من كتاًّب عظماء ذكروا فى كتابتهم عن هذا النور العظيم ومنهم على سبيل المثال :