د. سعيد اللاوندى : الخطاب حكيم و واضح و تمكن من الكشف عن ما وراء الكواليس .
د.رفعت السعيد : الخطاب استند إلى وثائق , و ضعت الأمور فى نصابها الصحيح .
د.جمال شحاتة : الخطاب جاء متأخر , و الوثائق غير مقنعة , هل يقصدون وضعنا أمام الأمر الواقع ؟!
حسام سويلم : السيسي بصدد مواجهة مع الشعب .
د.محمود علم الدين : الإعلام المصدر الأول للفتن و الصراعات .
تمكن الرئيس ” عبد الفتاح السيسي ” فى لقاءه مع ممثلى الشعب اليوم , و خلال كلمته من طمأنة المصريين على كافة المستويات سواء سياسية , إجتماعية , أو حتى شعبية، و إن كانت الفئة الأكثر احتياجاً لهذه الطمأنة , حيث تحدث عن قضية جزيرتى ” تيران و صنافير ” القضية الأكثر جدلاً و إثارة للرأى العام موضحاً وقائع عديدة فيما يخص الأمر , ربما تعلقت بوثائق معينة تثيت أحقية المملكة السعودية للجزيرتين , مؤكداً على عدم التفريط فى أى ذرة من تراب الوطن, و من الحديث عن الجزيرتين , انتقل السيسي إلى قضية الطالب الإيطالى ” ريجينى ” , مؤكداً خلالها على خطأ الإعلام فى تناوله الأمر , وعدم انتظاره نتائج التحقيقات , و من هاتين المعضلتين , تحول أيضاً الرئيس لتناول الأوضاع الإقتصادية المصرية , مشدداً على ضرورة الانتظار و التكاتف حتى تأتى الثمار المرجوة ……الخطاب فى مجمله – و طبقاً للعديدين و المحللين للأوضاع – جاء مرضياً , لا سيما فيما احتواه و تناوله , بالإضافة إلى توقيته و آنيته – و إن اختلف الكثيرون فيما يخص التوقيت …… لكنه أيضاً جاء ليثير تساؤلات عدة …. فهل تمكن الخطاب من الوصول للفئة الأصيلة و القلقة بشأن الوطن و ترابه , و هل الشفافية و حدها كفيلة بإنها الأمر ؟! و الأهم هل تأخر الرئيس فى الإفصاح عن كواليس قضية الجزيرتين ؟! ……
خطاب حكيم
فى البداية قال د. ” سعيد اللاوندى ” المحلل السياسى بالأهرام الإستراتيجى الخطاب حكيم , و لا شك تمكن من إرضاء المصريين بمختلف فئاتهم , السيسي كان واضحاً و كأنه يتحدث مع نفسه , فسر العديد من الألغاز , أوضح أمور عدة , و تحديداً فيما يخص عودة الجزيرتين للسعودية , و قالها بصراحة لم أفرط فى ذرة من تراب الوطن , و تساءل ” اللاوندى ” كيف لعسكرى – و يقصد السيسي بخلفيته العسكرية – أن يساوم على شبر من أرضه ؟! , و عن توقيت الخطاب , أوضح ” اللاوندى ” التوقيت مناسب و جاء فى الوقت و الذى أثيرت فيه المناوشات , و إن كان لا داعى من كل هذه المهاترات و التساؤلات و التى أثيرت , و خلقت بلبلة غير مقبولة , لا سيما فيما نمر به من ظروف. تابع ” اللاوندى ” من المهم أيضاً ما تناوله السيسي فى الحديث عن زيارة الرئيس الفرنسى ” أولاند ” فبين مصر و فرنسا إتفاقيات و مذكرات عدة , ربما أشهرها اتفاقية طائرات ” الرافال ” , و ربما الحديث عن فرنسا يذكرنا بموقف السعودية , إبان ثورة يونيو 2013 , و كيف وصفتها باريس بالانقلاب, و وقتها تدخل وزير الخارجية السعودى ” سعود الفيصل ” موضحاً لأمر لباريس مطلعاً إياها على الحقائق , لذا لا داعى من التشكيك فى النوايا , و علينا النظر إلى حجم الاستثمارات و المتوقعة بين مصر و السعودية و عوائد هذه الاستثمارات .
وثائق هامة
و فى السياق ذاته أوضح د. ” رفعت السعيد ” المفكر اليسارى الخطاب استند إلى وقائع و وثائق , و ضعت الأمور فى نصابها , تم الإعلان عنها , و يعود تاريخها إلى 1990 م , ربما وقتها كان لم يكن للسيسي أى تدخل فى الأوضاع , و لم يملك و لم تكن بسلطته سوى رتبته العسكرية , و حينما جاء الوقت لعودة هاتين الجزيرتين الرجل لم يتأخر , و رد الحقوق لأصحابها , لكن هذا لا يمنع كوننا نعيش كارثة إعلامية , اعتادت النفخ فى النيران و فى ظل المؤامرات الإخوانية اكتملت الصورة و تُرجمت فيما نعاصره من مناوشات و مهاترات و فتن داخلية , و مراراً و تكراراً نؤكد على أن ثمة أجهزة معدة و مخصصة من أجل اشعال مصر من الداخل , و مع ذلك لا حياة لمن تنادى , علينا الانتباه , و عن قضية ريجينى , أضاف ” السعيد ” بقوله كنت أدرس بالجامعة الأمريكية , و كان أمثال ريجينى كثيرين , فمنهم من كان يأتى إلى مصر فعلاً من أجل العلم , و منهم أيضاً من كان يأتى مسخر من أجل جهات غربية للتصنت و ترقب الأوضاع الداخلية , أذن فيما يخص القضية , لا بد من الانتظار حتى نهاية التحقيقات , ربما يكون ثمة أى من هذه الأجهزة و التى تسخره هو و أمثاله , تخلصت منه , رغبة فى عرقلة العلاقات المصرية الإيطالية و و إحراج الجانب المصرى , و اختتم ” السعيد ” عن شخصى مطمئن بخصوص الأوضاع المصرية , لكن المشكلة فى الطبقة البسيطة !! , و هو ما أشارت إليه فى أكثر من لقاء مع السيسي , و معى كثير مما يسمونهم بالنخب , و قلت له ” يا ريس الناس بتصدقك , و مش بتصدق الحكومة , أخرج عليهم و كلمهم “.
الأمر الواقع
و فى موقف مختلف و إبان تعليقه على آنية الخطاب , أضاف د. ” جمال شحاتة ” أستاذ علم الاجتماع السياسى بقوله كنا نحتاج مثل هذا الخطاب , خلال المباحثات و التى جرت مع السعودية و منذ العامين الماضيين , فلا يصح أن يكون الشعب آخر من يعلم و بعد أن يتم الانتهاء من الأمر برمته , فهل “يقصدون وضعنا أمام الأمر الواقع “؟! , فأبسط الأعراف القانونية , تؤكد حق مصر فى هاتين الجزيرتين , من الخمسينيات و تخضعان للحماية المصرية , فماذا جد ؟! و لماذا فى هذا التوقيت , ترغب السعودية فى استردادهما ؟! , و هل الجزيرتين مقابل الجسر الجديد ؟! , أم مقابل استثمارات و مساعدات ؟! أما أنه أُكتشف بها المعادن , و النفط ؟! , و بالحديث معه عن الوثائق , أكد ” شحاتة ” ما تم استعراضه لم تكن وثائق بالمعنى المتعارف عليه , إنما مجرد خطابات كانت ترسل بين الرؤساء و القيادات , و ليست كفيلة بإثبات أحقية السعودية فى الجزيرتين , كما أن الحكم فى هذا الأمر هى الخرائط , أين الخرائط ؟! لم نطالع على خريطة بعينها , رغم حجم الإثارات و المتصدرة المشهد , و اختتم ” شحاتة ” الخطاب جاء متأخر , و الوثائق المعلنة ليست مقنعة .
مواجهة الشعب
و أوضح ” حسام سويلم ” الخبير العسكرى و الإستراتيجى أن خروج الرئيس على الشعب لتوضيح الأمر و كشف النقاب عن الكثير من الأمور , جاء فى وقته , و لا شك يحتاجه المصريون , فى ظل ما تعاصره مصر من مؤامرات داخلية و خارجية , و حتى تسد الأفواه , أيضاً ثمة قضايا إيجابية , تطرق إليها السيسي فى خطابه , و فى مقدمتها تعهده بعدم رفع الأسعار , و إن كنا نحتاج إلى حلول إقتصادية عدة فيما يخص أزمة الدولار و ارتفاع سعره , و الاستفاضة عن الجزيرتين , أوضح ” سويلم ” تخصان السعودية , و خضعتا لمصر , و قت أن كانت السعودية تفتقر لقوات بحرية , و بالفعل تمكنت القوات المصرية من حمايتهما , لكن ما نحن بصدده ليس سوى فرقعات إعلامية , و مواقع تواصل إجتماعى مرتاديها غير مقدرين للظروف و الأوضاع , و بالمناسبة كافة الدول و التى نجحت مؤخراً , تمكنت من غلق هذه المواقع , الصين و الكوريتين و مؤخراً إسرائيل , و اختتم ” سويلم ” السيسي بصدد مواجهة مع الشعب , و كان الله فى عونه.
تصدر الإعلام
و عن الحجم و الذى يشكله الإعلام فيما تعيشه مصر من فتن , أشار د. ” محمود علم الدين ” أستاذ الإعلام جامعة القاهرة إلى تصدر الإعلام المصرى و مواقع التواصل الإجتماعى مشهد الوضع الكارثى و الذى تعيشه مصر , و إلى اعتباره السبب الرئيسى فى إشعال الفتن و التربص بالقيادات , و إن كان هناك منابر محترمة , و لكن الأكثرية هم من يروجون للأقاويل و الإثارات , مشدداً على ضرورة وضع القوانين المنسقة و الحاكمة لأساليب تناول الموضوعات و القضايا .
آراء الشعب
تمكنت وطنى من رصد بعض ردود الأفعال من جانب الواطنين و التى جاء معظمها إيجابياً و متفاعلاً مع الخطاب , حيث قال ” ى.س ” – رفض ذكر الإسم – _ مدير بإحدى الشركات _ إن الخطاب جاء متوافقاً و توقعات , و إنه تمكن من الرد على العديد من الأسئلة , و طالب الرئيس بالشفافية الدائمة فى كافة المواقف و القضايا , حتى يسد الطريق على الأبواق الإعلامية , و التى اعتادت تأجيج الصراعات و الفتن .
أما ” رانيا محسن ” _ صيدلانية _ فأعربت عن تخوفاتها فيما يخص قضية الجزيرتين , و تحديداً الآنية و التى رغبت فيها السعودية سترداها الجزيرتين , و تساءلت لماذا يحدث الان ؟! , و هل بعدما فرحنا بمجيئ الملك سلمان , تكون زيارته مخصصة من أجل جزر , قد تكون ملكية مصرية , الأمر غير مقبول بالنسبة لى , و عن خطاب الرئيس أختتمت بقولها أمتدح فى الرئيس خروجه على الشعب و الحديث معه و حتى و إن ظلت التخوفات .
السيسي , الرأى العام