ربطت دراسة حديثة بين اختيارات الشخص واليد التي يعتمد عليها لأداء مهامه اليومية، مشيرة إلى أن الإنسان يميل إلى اختيار الأشياء القريبة من يده التي تقوم بغالبية نشاطاته، سواء كان ذلك يتعلق بسلعة سيشتريها أو موظف سيعينه.
واشارت صحيفة بريطانية أن الدراسة التي قارنت بين خيارات الأشخاص، وجدت أن الإنسان يرتاح إلى ما هو موجود على جهة يده التي يعتمد عليها، لذلك يفضل الأعسر كل ما هو على يساره، فيما يفضل الذي يعتمد على يده اليمنى ما هو على يمينه.
واوضح الدكتور الذي أشرف على الدراسة في جامعة «شيكاغو» دانييل كاساسانتو: «لاحظنا هذا التأثير لليد في مجالات عدة، حتى في السياسة».
وافاد: «أجرينا تجربة لمحاكاة عمليات الاقتراع، ووجدنا أن نسبة اختيار مستخدمي اليد اليمنى المرشح الموجود على يمين الورقة أكثر بـ15 في المئة من اختيار المرشح على الجهة اليسرى».
ووافق دكتور علم النفس في جامعة «سيتي» في لندن فيليب كور، على نتائج الدراسة، وقال إنه «من البديهي أن يفضل الانسان المنطقة التي تشهد الجزء الأكبر من نشاطاته، فإن كنت أعسر، سترتاح لما هو على يسارك لأن غالبية نشاطاتك تُنفذ إلى اليسار من جسمك”.
وعلى رغم الدراسات الكثيرة لتفسير اختلاف مسألة اليد بين الناس، إلا أن الأمر يبقى غامضاً، ولا يُعرف حتى الآن لماذا لا يمكن الإنسان استخدام يديه كلتيهما بالمهارة نفسها.
ويعتقد الدكتور كور أن «الدماغ مقسمه إلى جزءين مثل الكرة الأرضية، وحتى يستجيب الجسم ويقوم بإنجاز النشاطات المطلوبة، يجب أن يسيطر أحد النصفين على الآخر، ويكون النصف المسيطر أكثر نشاطاً في إرسال إشاراته لأعضاء الجسم، واختلاف الجزء المسيطر بين الناس هو الذي يشكّل بينهم الاختلاف في اليد التي يعتمدون عليها».
ورأت دراسات سابقة أن أحد الفروق الواضحة بين العسر ومستخدمي اليد اليمنى هو القلق، إذ وجدت دراسة أجرتها جامعة «كوين مارغريت» في «أدينبرغ» أن العسر يخافون أكثر من غيرهم في حال مشاهدة أفلام مرعبة، فيما أشارت دراسة أخرى أُجريت في جامعة «أبرتاي» إلى أن العسر أكثر حذراً من غيرهم، خصوصاً في المواقف الجديدة، ويأخذون وقتاً أطول في اختيار الحلول لمشاكلهم.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن الجانب الأيمن في المخ هو المسيطر لدى الأشخاص الذين يعتمدون على اليد اليسرى، ومن المعروف أن هذا الجانب مرتبط أكثر بخاصية الحذر وتجنّب المشاكل، بينما يرتبط الجانب الأيسر المسيطر لدى من يعتمدون على اليد اليمنى بصفة الاندفاع.