كالعادة في كل العصور منذ بدء مسابقة الدوري العام لكرة القدم كانت مباراة القمة بين الأهلي والزمالك هي حديث الشارع المصري حتي ولو اختلفت الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية لما يمثله الناديين العريقين من تاريخ طويل ومشرف وقيمة وطنية كبيرة كونهما الأكثر تحقيقا للبطولات المحلية والقارية والعربية مما حقق لهما هذه الشعبية الجارفة والانتماء القوي الذي يصل أحيانا – للأسف- لحد التعصب المقيت وظهر ذلك بوضوح علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي المشاحنات اللفظية بين جماهير الفريقين التي وصلت إلي حد التعبيرات الخارجة عن اللياقة والاخلاق والذوق العام .
توقعنا بعد هزيمة الزمالك من الإسماعيلي وفوز الأهلي علي إنبي زيادة فرص الأحمر في توسيع الفارق الي 7 نقاط واقترابهم من استرداد درع الدوري والسبب ليس فنيا فقط ولكن للثقة والروح العالية جدا التي ظهر عليها لاعبو الأهلي وهذا علي العكس تماما مما كان عليه لاعبو الزمالك ويزاد علي ذلك القرارات الخاطئة التي تسببت في الاستغناء عن لاعبين مهمين في الفريق الفائز ببطولتي الدوري والكأس الموسم الماضي سواء بالاستبعاد أو الإعارة وضم لاعبين ظهروا أقل فنيا من سابقيهم والتغيير المستمر في الجهاز الفني وتشتيت تركيز الفريق بقرارات عدم اللعب في برج العرب ثم التراجع في القرار وبعدها المنظر الغريب الذي ظهر عليه أحد الإداريين وهو يقوم برش المياه علي أرضية الملعب مستدعيا فكر وروح “الخالة نوسة ”
وفي المقابل كان تركيز وترابط واستعداد فريق الاهلي عاليا وحسنا فعل المسئولين ؛ بالثقة في الثعلب المتألق “زيزو ” الذي يثبت يوما بعد يوم تميزه لاعبا ومدربا خاصة أمام المنافس التقليدي وهنا نناشد أصحاب القرار إعطائه الفرصة كاملة وصرف النظر عن التعاقد مع مدير فنى اجنبي .
لفت نظري لاعبان ؛ الأول هو ماليك ايفونا ليس فقط بسبب هدفه الذي كان مثار إعجاب بل وسخرية المتابعين من مدافعي الزمالك ولكن لاصراره علي حجز مكانة في هجوم الاهلي بعد غياب طويل، والثاني هو كابتن الفريق حسام غالي بعدما صرح بعد اللقاء قائلا ” ان الفوز على الزمالك يمنح الفريق دفعة معنوية فى الفترة المقبلة لكن يجب ألا يكون هناك مبالغة فى الفرحة لان اللقاء بثلاث نقاط ومشوار الدورى مازال طويلاً وان لقب الدورى يحتاج مزيداً من الجهد ولم يحسم بعد” وهذا يمثل قمة المسئولية والتعامل مع الانتصارات. ….بروح رياضية.