انطلقت اليوم الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير .. تلك الثورة المجيدة التى انتفض حيالها الشعب المصرى لتخرج التظاهرات لشوارع و ميادين كافة المحافظات المصرية لتحرير الوطن من قبضة نظام فاسد استمر طيلة 30 عاما , مطالبين بالعيش و الحرية و الكرامة الانسانية و العدالة الاجتماعية و حينما تم اختطاف الثورة كان لابناء الشعب المصرى دور حيوى فى تصحيح مسار ثورة 25 يناير لاسترداد وطنهم المختطف ” مصر ” فى ثورة 30 يونيه كى يستعيد طموحاته و آماله المستحقة لتتحول مصر من وطن لجماعة إلى وطن للجميع كما ذكر الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير .
سادت الاجواء داخل منطقة شبرا هادئة منذ صباح اليوم خالية من اى احتفالات أو تنظيم تظاهرات داخل ميادينها فى ظل فرض تكثيف امنى مشدد على الاماكن الحيوية و العمل على تأمين المنشأت الحيوية الى جانب مرور دوريات مستمرة للشرطة على مدار الساعة داخل شوارع شبرا الرئيسية و الجانبية لضبط الحالة الامنية و استقرارها لتصبح شبرا فى حالة استنفار امنى تحسبا لوقوع اى تجاوزات او احداث اى اعمال شغب أو فوضى من شأنها عرقلة الاحتفال بذكرى الثورة المجيدة لما قد يحاوله البعض باشاعة الفوضى و ربما استخدام العنف لترهيب الاهالى , و يأتى ذلك كنتيجة طبيعية للتحذيرات السابقة التى اعلنت عنها الحكومة خلال ايام ماضية بكونها لن تتسامح مع أى مظاهرات كما ان وزارة الداخلية ستستخدم الرصاص الحى فى حال القيام باى مخالفات للتعامل مع الخارجين عن القانون . فيما شهدت المحاور المرورية حالة من السيولة و الانتظام حتى الان بعدم حدوث اى مخالفات .
وربما يرى بعض المعارضون ان مثل هذه التدابير و الاجراءات تستهدف بالاساس منع التظاهر فى ذكرى الثورة و ان النظام الحالى يعيد تأسيس نظام الدولة البوليسية مثلما كان الوضع عليه فى عهد نظام الرئيس الاسبق مبارك حيث استخدام القوة المفرطة من باب اسكات صوت المعارضة لتمارس الدولة أقبح اشكال الارهاب بتسترها خلف ادعاء تحقيقا لسلامة و امن الصالح العام غير ان الحقيقية تؤكد ان مواجهة الارهاب لا تبرر عودة الدولة البوليسية و من يدعى ذلك يستهدف تشكيك الشعب و اضعاف ثقته فى الجيش و الشرطة لحدوث فجوة تعمل على تفتيت التلاحم بين الشعب و الجيش , و للاسف لازال هناك البعض و ان كانت قلة يتأثرون بتلك الادعاءات لنجدهم يعبرون عن تخوفهم بعبارات تتخذ شكل اكبر من حجمها منها ” احنا هنرجع لايام مبارك تانى ” و غيرها و من ثم علينا جميعا كشعب واعى التيقظ لتلك للحملات المتبعة .
توحى التزام اهالى منطقة شبرا بالهدوء و السكينة منذ الصباح الباكر بمدى الوعى السياسى لديهم و حرصهم الشديد على مضى الوطن نحو الاستقرار لاسيما بعد انتخاب مجلس النواب و استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق و بناء مصر الحديثة , و لعل الامر لا يدعنا اغفال ان منطقة شبرا تعد اكبر تجمع جغرافى للاقباط و بالتالى تظل بمنأى عن حدوث اى مناوشات مثلما يمكن حدوثها بمناطق اخرى من انحاء الجمهورية لاسيما داخل المناطق العشوائية .
كما يأتى موقف اهالى منطقة شبرا من منطلق تحيزهم الكامل لشخص الرئيس السيسى لما يشعرونه بان رئيس لكل المصريين دون تفرقة و من ثم موقفهم جاء انحيازا لمن يتوسمون فيه القدرة على مواجهة المرحلة العصيبة التى يشهدها الوطن وسط اجواء تسعى بكل طاقتها قوى الظلام ضرب الوطن و هدمه .
الواقع العملى يشهد انه رغم وجود اوضاع محتقنة للغاية وغير مستقرة للبلد الا ان ادراك المصريين و وعيهم السياسى و عزيمتهم القوية و حرصهم على بناء الوطن بالشكل الذى يأملونه تجعلهم يتصدون للمحاولات الارهابية و يفسدون على القائمين عليها فرصة انجاح مخططهم الارهابى و التخريبى لهدم الوطن , لتجدهم يحرصون على القيام بواجبهم نحو الوطن و نصرته فى وجه من يتربصون به و يريدون دماره و تخريبه .
يذكر ان منح الحكومة اجازة رسمية للعاملين بالحكومة و القطاع الخاص من منطلق الاحتفال بالذكرى الخامسة لثورة 25 يناير فى المقابل حالة الطقس المتردية بانخفاض درجات الحرارة , ساهم بشكل كبير فى نزول الاهالى للشوارع من باب تنظيم الاحتفالات بما يليق بثورة 25 يناير كما ينبغى .