لقاء وطنى مع الرئيس السيسي .. و كنسى مع البابا تواضروس .. و دينى مع شيخ الازهر
الاحتفال بمئوية كنيسة مار مارون بمصر الجديدة و تدشين مقراً للمطرانية و زيارة لمزار البابا شنودة
■ فى حوار خاص مع “وطنى”:
● الرئيس السيسي أعرب لنا عن ثقته في وعي الشعب اللبناني على صون وحدته
● البابا تواضروس ادخل الفرحة الى قلوبنا بمشاركته مئوية مارونية مصر الجديدة
.. و لقاءنا بشيخ الازهر جاء فى وقته
● صوت الكنيسة لن يصمت سنظل نطالب بالعادالة و السلام و احترام حقوق الانسان
● ما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة والمسيحيين من هذا المشرق
يفتخر بالانتماء إلى العالم العربي .. عرف بمواقفه العروبية .. يدعو إلى أن تشبك الاسرة العربية أيديها أكثر فأكثر و تتعاون بعضها مع بعض لكي ينتصر كل بلد من بلداننا وينمو و نصبح أسرة عربية واحدة .. انه غبطة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعى بطريرك الموارنة لانطاكيا و سائر الشرق الاوسط الذى جاء فى زيارة لمصر فى الفترة من 10 ديسمبر حتى 14 ديسمبر الجارى، زيارة راعوية .. كنسية .. وطنية، راعوية حيث احتفل غبطته بمئوية كنيسة مار مارون بمصر الجديدة بمشاركة قداسة البابا تواضروس الثانى، و احتفل ببدأ سنة الرحمة الالهية بالكاتدرائية المارونية بالظاهر، و قام بزيارة لكنيسة مارجرجس للموارنة بشبرا، كما دشن مقرا للمطرانية وعلى الصعيد الكنسي تخلل الزيارة ما هو عزيز جدأ على قلبه وهو لقاء قداسة البابا تواضروس بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية و على طريق حوار الاديان التقى مع فضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، وبلغت الزيارة ذروتها مع لقاء الرئيس المصرى عبد الفتاح سيسي.. حول زيارته التاريخية لمصر و الاوضاع اللبنانية و أحوال مسيحيين الشرق الاوسط كان لقاء “وطنى” مع غبطته و التى تحملها السطور القادمة …
■ فى البداية نريد ان نتعرف من هم الموارنة؟
●● الموارنة هم المسيحيون الذين تجمعوا حول كاهن يدعى مارون وتبعوا نهجه في الحياة.. عاش مارون في جوار إنطاكية في أواخر القرن الرابع وكانت الكنيسة آنذاك عرضة للانقسامات فكان الذين يقولون إن السيد المسيح هو اله والذين يقولون انه انسان، والذين يقولون إن له مشيئة واحدة والذين يقولون إن له مشيئتين.. وكانت الخلافات على أشدها في المدن والقرى وفي البيت الواحد فترك مارون المدينة وصعد إلى جبل، ليكون في مأمن من المنازعات اللاهوتية ويعبد الله، وعرف مارون في خلوته على الجبل إن دعوته هي أن يكون مع الشعب فعاد إلى الرعية و ذهب يعلّم فكثر تلاميذه ودعوا باسمه، موارنة.. مات مارون سنة 410 و لكن تلاميذه تابعوا المسيرة و كان اللبنانيون في جبل لبنان قد اهتدوا، في أواخر القرن الخامس، إلى المسيحيّة على يد بعض من تلاميذ مارون وأصبحوا موارنة، فرحبوا بإخوانهم القادمين إليهم من جوار إنطاكية، وتابعوا معهم المسيرة ولما استتب الأمر نهائياً للعرب في المنطقة، وتعذّر الاتصال ببطريركية القسطنطينيّة بصورة منتظمة، اضطر الموارنة إلى أن ينصبوا، في سنة 687، بطريركاً عليهم هو مار يوحنا مارون.. كان ملك بيزنطية بمثابة ملك الكنيسة يعين بطاركتها ويتدخل في شؤونها، وكان المسيحيون يرجعون إليه في كل أمر ولما نصب الموارنة بطريركاً عليهم، غضبت بيزنطية وفي أثناء غزوة شنتها على المنطقة، حصل اصطدام بين الموارنة والجيش البيزنطي في أميون، كانت الغلبة فيه للموارنة وسكن البطريرك بلدة كفرحي، جاعلاً كرسيه الأسقفي فيها كرسيّاً بطريركيّاً.. ونسي الموارنة سني الشبع وحصنوا نفوسهم لسني الجوع فأقبلوا على الصخور يحولونها تربة يزرعون فيها القمح والشعير والزيتونة والكرمة والتوتة… وجعلوا رجاءهم في الله وأضافوا إلى صلواتهم هذه الصلاة الرائعة: “أبعد يا رب بصلوات أمك عن الأرض وسكانها ضربات الغضب. لاش الأخطار والفتن، وامنع الحرب والسبي والمجاعة والوباء. تحنن علينا نحن الضعفاء. افتقدنا نحن المرضى. ساعدنا نحن المظلومين. أرح الموتى المؤمنين الذين انتقلوا من بيننا. وأهلنا جميعاً إلى مصير امين، لنرفعن إليك المجد إلى الأبد”.
■ ماذا عن الاوضاع على الساحة اللبنانية خاصاً انتخاب رئيساً للبلاد؟
●● لبنان يشكل نموذج العيش معًا، بالمساواة بين المسيحيين والمسلمين، في نظامٍ يفصل بين الدين والدولة، مع حفظ الإجلال الكامل لله ولشرائعه واحترام جميع المكوِنات الدينية المتنوعة، وضمانة أحوالها الشخصية، وفي نظام ديموقراطي برلماني يتيح للمسيحيين والمسلمين، على تنوع طوائفهم، المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، على أساس الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية ووثيقة الوفاق الوطني التي دخلت مبادئها في الدستور الجديد سنة 1990.. ولبنان بتعبير القديس البابا يوحنا بولس الثاني: “قيمة حضاريّة ثمينة، وهو أكثر من بلد، بل هو رسالة حرية، ونموذج في التعددية والعيش معًا، للشرق كما للغرب، وصاحب تقاليد غنية وعريقة في التعاون بين المسيحيين والمسلمين، وفي الحوار والتوافق من أجل خدمة الإنسان وهذه شروط للحرية والسلام واحترام الآخر”.
أما بخصوص انتخاب رئيساً.. الرئيس هو حجر الزاوية في العمارة الوطنية، بأبعادها التاريخية والمؤسساتية، لذلك ينبغي أن يأتي انتخابه عن تبصر عميق في أهمية هذا الموقع ودوره الأساسي، دعنى أقول لك ان الدستور يقول إنه فور خلو منصب رئيس الجمهورية يتولى فورا المجلس النيابى انتخاب الرئيس، وإلى حين انتخابه تتولى الحكومة مهام الرئيس، لكن ليس من المعقول أن تتولى الحكومة مهام الرئيس لكل هذه المدة و لكنى ارى انه يتواصل مع كل المعنيين من أجل الخروج من أزمة الفراغ الرئاسي المستمرة .. فأن الهم الأساسي يجب أن يكون حماية الجمهورية والمؤسسات وتأمين الخير العام، فالتوافق يقتضي مسيرة مشتركة من أجل الخروج من الأزمة، كما ان الباب فتح للمبادرة التي أطلقت كي يتحدث الأفرقاء من أجل الوصول إلى حل، فيجب أن نسمع الجميع ونحن يهمنا أن يكون هناك توافق ونصل لخير لبناني.. أننا نريد رئيساً لكل لبنان ونحن نطالب دائماً بأن يشارك النواب في الجلسات وانتخاب الرئيس الذي يريدونه.. و أقول لكم ان المبادرة الرئاسية هي جدية وليست صادرة عن فرد، فكل اللبنانيين يتطلعوا اليها حتى يصبح القرار وطنيا بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ما نحن دعونا اليه، وندعو اليه باستمرار، ولكن المهم هو ان المبادرة جدية ويجب على اللبنانيين الإستفادة منها واتخاذها بجدية.. و أدعو الكتل السياسية اللبنانية للتلاقي من أجل دراسة جدية لمبادرة ترشيح النائب اللبناني سليمان فرنجية والتحاور والتشاور بشأنها وجها لوجه.. فالبلاد لا تستطيع تحمل أي تأخير في تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، والدولة مهددة اقتصاديا واجتماعيا وامنيا..لذا يجب انتخاب رئيس للجمهورية حتى تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية والعامة، وتجرى الإصلاحات السياسية والإدارية اللازمة، وتتشدد مكونات الدولة القوية والقادرة والمنتجة.. و عندها يستطيع لبنان أن يقدم إسهامه في الحلول السلمية للنزاعات والحروب وممارسة العنف المتبادل، التي لا نتائج لها سوى المزيد من الهدم والقتل والتهجير.
■ كيف ترى غبطتكم أحوال مسيحيي الشرق الاوسط؟
●● يتساءل كثيرون عن مصير مسيحيي الشرق الأوسط، وكأنهم في خطر الزوال أما أنا فأقول: المسيحيون اليوم هم حاجة بلدان الشرق الأوسط الملحة والقصوى فهم كانوا في أساسها، إذ يرقى وجودهم في هذا المشرق إلى ألفي سنة، وهم من أرسوا على أرضه الثقافة المسيحية قبل ظهور الإسلام بـ600 سنة، ايضا لم يكن حضورهم مجرد انتماء سوسيولوجي أو نجاح اقتصادي وتجاري، بل كان حضور إرسالٍ إلهي .. التزموا بموجبه إعلان الإنجيل ونشر ثقافة المحبة والأخوة والسلام.. حضور المسيحيين كان وسيظل، أن التقوقع يلغي رسالتنا، والذوبان يقضي على هويتنا.. أليس في هذه المنطقة تجسد ابنُ الله، السيد المسيح، لفداء الجنس البشري وخلاص العالم؟ أليس فيها أسس كنيسته لكي تواصل عمل الفداء والخلاص؟ إذن، ما من أحد يستطيع اقتلاع الكنيسة والمسيحيين من هذا المشرق، لأن الله زرعها وزرعهم في أرضه وبالتالي يبقى النهج المسيحي نهج حبة الحنطة “الموت والقيامة” فدمُ الشهداء بزار المسيحيين، على ما كان يردد آباء الكنيسة وهذا ما نعرفه بالاختبار من مجرى التاريخ ولذلك الحضور المسيحي في بلدان الشرق الأوسط حاجة وضرورة وبدل السؤال عن مصير المسيحيين، ينبغي أن يتساءل العالم العربي عن مصيره بدون دور فاعل للمسيحيين.
■ ماذا عن زيارتكم التاريخية لمصر؟
●● زيارتى بدعوة من راعي ايبارشية مصر والسودان نيافة المطران جورج شيحان، و قد توجهت فور وصولى لمقر المطرانية بمصر الجديدة و اطلعت على اعمال الترميم و التجديد و قمنا بتدشينها، بعد ذلك زرت السفير البابوي في مصر المونسينيور برونو موزارو في مقر سفارة الكرسي الرسولي في الزمالك، حيث عقد لقاء ضم رؤساء الكنائس الكاثوليكية في مصر
وناقشنا سوياً اوضاع الكنيسة الكاثوليكية في لبنان ومصر و اوضاع المسيحيين في الشرق.
●● بدأت اليوم الثانى بمصر بلقاء عزيزاً جداً إلى قلبى و هو لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية .. كان استقبالا حبريا حاشدا مهيباً تقدمه قداسة البابا يحيط به أساقفة الكنيسة والكهنة والاكليريكيين وحشد من المؤمنين، وفي صالون البطريركية كان للبابا تواضروس كلمة ترحيب و أكد لنا ان الاقباط فى مصر يعيشون بكل محبة مسيحيين مع المسلمين رغم كل الصعوبات والظروف ولاسيما كتلك التي عاشوها في السنوات القليلة الماضية حيث كانت الظروف القاسية و الصعبة و لكن هذا أدى الى تضامن المصريين اكثر فاكثر و قال قداسته لنا ان المصريين يحبون الدين كثيرا، مسيحيين ومسلمين لكنهم لا يقبلون باي حكم باسم الدين.. و قد تحدثت مع قداسته عن نموذج العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين حيث فصلوا بين الدين والدولة مع احترام لبنان لكل المكونات الروحية والدينية والوطنية فالفسيفساء اللبنانية وان اهتزت احيانا فهي ستبقى متماسكة وثابتة ولن تقوى عليها أية مخططات و الكنائس في بلدان الشرق الاوسط هي ضمانة لهذه البلدان وليست ضمانة للمسيحيين فقط و الكنيسة القبطية تنمو وتكبر وتنتشر بفعل المحبة والتضامن و تقوى على العواصف هي كأرز لبنان صامدة لانها عصية على الظروف القاسية، فالارز ينمو في أعالي الجبال ويجابه عصف الرياح وقساوة الثلوج، ولكن خشب الأرز هو الاصلب والأقوى وله الصمود والخلود والكنيسة القبطية كارزنا، تعرضت للرياح ولكن الكنيسة والشعب هبا في وجه العواصف المتطرفة وصمدا فصمدت مصر.. فالحقيقة سعدت جداً ان نكون هنا فى مصر و مع قداسة البابا تواضروس نشهد للمسيح معاً.. و بعد لقاءنا اصطحبنى البابا لمزار مارمرقس كاروز الديار المصرية و مزار القديس البابا اثناسيوس الرسولى.
●● بعد هذه الزيارة ذهبت للكلية الاكليريكية للأقباط الكاثوليك بالمعادى حيث التقينا بأخونا غبطة البطريرك الانبا ابراهيم اسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك و رئيس مجلس البطاركة و الاساقفة الكاثوليك بمصر مع لفيف من الاباء المطارنة والكهنة والاكليريكيين تشاورنا سوياً عن تعميق العلاقات وتوسيع التواصل بين كنيستينا، لان في ذلك غنى متبادل، فنحن كنيسة كاثوليكية واحدة على مستوى العالم كله، ونتطلع إلى تعاون اكبر على صعيد الشرق الاوسط من اجل استعادة دورنا بشكل افضل، و زيارتنا جاءت لتؤكد ذلك ولتؤكد ان الكنيسة الكاثوليكية بتنوعها في العالم قوية وغنية وحاضرة.
●● في مساء ذات اليوم كان احتفالاً تاريخياً شاركنا فيه بكل محبة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية و بطريرك الكرازة المرقسية حيث دشنا كنيسة مار مارون بمصر الجديدة بعد اعمال الترميم والتجديد التي اجريت عليها احتفالاً بمرور مائة عام على تأسيسها و هذا أمراً يسعدنا أن نحتفل بهذا الحدث التاريخى.. هذه الكنيسة تضم اليوم بيت الآباء الكهنة و قاعات رعائية و مدرسة و مستشفى، تابعة للرهبانية المارونية المريمية.. و احتفالنا بإعادة تكريسها بعد الترميم الذي أعاد إليها رونقها وجمالها، و أرى مع كل تدشين لكنيسة دعوة لنا جميعاً بأن نعيد تكريسنا الشَّخصي الذي نلناه بالمعمودية والميرون، ونرمم هويتنا المسيحية بعد أن تشوهت بالخطيئة والنقص والإهمال، لكي يكون كل واحد منا هيكلًا للروح القدس، ونكون معًا ككنيسة هيكلًا روحيًّا لله .. فنحن بهذا المفهوم موجودون في مصر ولبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين وسائر بلدان الشّرق الأوسط، منذ ألفَي سنة و أبناء كنائسنا وبناتها متأصلون كواطنين أصليين وأصيلين وهم أصحاب ثقافة تفاعلت مع الثقافة الإسلامية، فألفوا معًا ثقافة وهوية ووطنية مشتركة وحضارة شرق أوسطية .. و بصفتى الشخصية أصلى دوماً من أجل مصر العزيزة دولة وكنيسة، رئيسًا وشعبًا، راجين لها دوام التقدم في خظ الاعتدال والنمو الانساني والاقتصادي والاجتماعي، بفضل وحدة شعبها وصموده.. فمصر “أم الدنيا”.
●● بدأت اليوم الثالث من زيارتى لمصر من كنيسة مار جرجس المارونية بشبرا.. وهي أول رعية مارونية في القاهرة وكانت تقوم بخدمتها الرهبانية المارونية المريمية، وهي اليوم بعهدة جمعية مار منصور دي بول، و تفقدت هناك مشروع ترميم الكنيسة وانشاء مركز صحي بجانبها و حين اطلعني الأباتي بطرس طربيه والاستاذ البير الزغبي على المشروع للموافقة، “صفقت له وقلت باشروا فورا بالعمل ولا تخافوا من شيء، يقينا مني انه يشكل اهم عمل يحفظ جمال الكنيسة وتاريخها ورسالتها. والله سيضع يده حتما في هذا المشروع الخيري الذي يخلد ذكر كنيسة مار جرجس التي تعز علي شخصيا وقد زرتها في السابق راهبًا، كما يجسد جمالها الحجري في جمال المحبة التي يهدف المشروع إلى عيشها”.
●● ذهبت بعد ذلك إلى دير القديس الانبا بيشوى بصحراء وادي النطرون فى ضيافة قداسة البابا تواضروس الثانى مرافقته البطريرك الراعي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، بدعوة من قداسته كان فى استقبالنا نيافة الأنبا صرابامون اسقف و رئيس الدير و لفيف من الاباء الرهبان والراهبات و المؤمنين قمنا بزيارة كنيسة الدير الاثرية التي تضم رفاة القديس الأنبا بيشوي و مزار مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث و توجهنا بعد ذلك إلى المقر البابوي بالدير و بحثت مع البابا تواضروس المزيد من التواصل والتعاون بين الكنيستين، و تمنى البابا للبنان العزيز السلام ، وقال نتطلع إلى لبنان لكي يعود لسابق عهده من الازدهار والنمو، ويأخذ دوره المميز بين الدول.
●● فى اليوم الرابع والأخير من زيارتى الراعوية إلى مصر بدأته بالقداس الالهي في المقر الجديد للمطرانية المارونية في مصر الجديدة.. ثم توجهت للقاء فضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف يرافقنى الدكتور خالد زيادة سفير لبنان بمصر، نيافة المطران جورج شيحان مطران مصر و السودان، و الاباتي بطرس طربيه رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية والاب نبيل رفول رئيس الرسالة المارونية في القاهرة والمحامي وليد غياض.. ارى ان هذا اللقاء يأتي في وقته، وسط ما يجري من استغلال للدين ومن عنف باسمه و ممارسة القتل والارهاب فبحثنا سوياً ضرورة تعزيز الاعتدال والحوار الذي يضمن سلام الشعوب.. خلال اللقاء تمنى الامام الطيب ان يخرج لبنان من ازماته المزمنة و قال لنا شيخ الازهر ان هناك مشاكل اصطُنعت بين الأديان من اجل تفريقها علما ان لا وجود لذلك فالاديان ان وجدت فهي من اجل سعادة الانسان ونموه الروحي والاخلاقي و اوضح لنا ان هناك استغلال واضح اليوم لتوظيف اختلاف الأديان لتمرير بعض المخططات التي من مصلحتها التدمير ، وهذا ما نرفضه وما ندعو الى مواجهته بالتعاون في ما بيننا.
●● بلغت زيارتى ذروتها فى اليوم الاخير باستقبال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي لنا بحضور السفير اللبناني بالقاهرة خالد زيادة، والمطران جورج شيحان مطران الموارنة في مصر والسودان، أشادنا خلال اللقاء بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، مثنياً على ما تتمتع به الجالية اللبنانية من ترحيب ومودة من قبل الشعب المصري، حيث يقيم الموارنة في مصر منذ عقود طويلة.. و أشادنا بالتقدم الذي تحرزه مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وأعربنا لسيادته عن خالص تمنياتنا لمصر بكل التوفيق والتقدم والازدهار، و تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري.
و رحب بنا الرئيس قائلاً “اهلاً بكم في وطنكم الثاني مصر”، كما وجه السيد الرئيس السيسي لنا التهنئة على افتتاح الكنيسة المارونية بمصر الجديدة بعد إتمام أعمال تجديدها وأكد الرئيس حرص مصر واهتمامها بالحفاظ على أمن واستقرار لبنان. و أعرب لنا الرئيس عن أهمية مواصلة الجهود الرامية لتحقيق التوافق الوطني اللازم لاختيار رئيس للبنان ، بما يصب في صالح الشعب اللبناني ويساهم في مضي البلاد قدماً على طريق التقدم والاستقرار.. ونوه الرئيس خلال لقاءنا إلى أهمية استثمار التعدد الديني في لبنان كأحد مصادر ثراء المجتمع اللبناني وتنوعه الثقافي والحضاري.. وشدد فى حديثه معنا على ضرورة التنبه لأية محاولات تستهدف زعزعة أمن واستقرار لبنان، لاسيما في ظل الظروف الإقليمية غير المواتية التي تشهدها العديد من دول المنطقة.. وأعرب لنا عن ثقته في وعي وقدرة الشعب اللبناني على صون لبنان ووحدته، منوهاً إلى النماذج المشرفة والناجحة التي يمثلها أبناء الجاليات اللبنانية في كافة دول العالم.