تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأثينا أهمية خاصة في ظل التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، مما يتطلب تنسيق المواقف والتعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص ، من خلال القمة الثلاثية التى جمعت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس القبرصى نيكوس أنيستاسيادس، والرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس في مقر إقامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، على هامش الزيارة وقال الرئيس القبرصي ، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي خاصة في مجالات السياحة والنقل والطاقة، فضلا عن تنسيق والتعاون في المنظمات الدولية والإقليمية .
كما حضر “السيسي” الجلسة الختامية لمنتدى رجال الأعمال المصرى اليوناني، بمشاركة رئيس الوزراء اليونان اليكسيس تسيبراس، ومجموعة من أبرز ممثلى مجتمع المال والأعمال اليونانى والعديد من الشركات اليونانية والمصرية، أكد على أهمية البعد الاقتصادى في تعزيز أواصر التعاون والصداقة بين الشعبين المصرى واليونانى، مشيراً إلى أهمية الدور الذى يضطلع به رجال المال والأعمال والصناعة فى تنفيذ مشروعات مشتركة تعود بالنفع على البلدين. كما نوه إلى حرص مصر على توفير كافة أشكال الدعم لتلك الشراكة الاقتصادية وإزالة ما قد يقف أمامها من عقبات إجرائية، موضحاً أن اكتشافات الغاز الأخيرة فى المياه الإقليمية المصرية تتيح المزيد من الفرص للتعاون والتكامل بين البلدين فى مجال الطاقة، فضلاً عن مجالات التعاون الأخرى كالنقل البحرى والبرى والسياحة.
واستعرض الرئيس ملامح برنامج إصلاح الاقتصاد المصرى وما يتضمنه من إجراءات لتحسين مناخ الإعمال، بالتوازى مع مخطط شامل للتنمية العمرانية وتأمين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة للوفاء بمتطلبات التنمية، فضلاً عن إطلاق عدد كبير من المشروعات العملاقة، ومن أبرزها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، الذى يضم عدداً من المشروعات الصناعية واللوجستية التى ستساهم فى تحفيز الاقتصاد ودفع عملية النمو قدماً. كما أشار سيادته إلى أن تحسين تصنيف الاقصاد المصرى من قبل مؤسسات التمويل والتصنيف الائتماني الدولية يعكس حجم الثقة المتزايدة في مؤشرات أداء الاقتصاد المصري.
وألقى رئيس الوزراء اليوناني كلمة أشار فيها إلى أن علاقات الشراكة بين مصر واليونان تشهد نقلة نوعية فى كافة المجالات بما يساهم فى تلبية تطلعات شعبىّ البلدين فى التنمية والرخاء. وأشاد رئيس الوزراء بمسيرة التنمية الاقتصادية فى مصر لاسيما بعد الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة الذى شارك فى افتتاحه، فضلاً عما يتيحه الاقتصاد المصري من فرص واعدة للتعاون والاستثمار والربط التجارى بين البلدين كبوابة عبور بين الأسواق الأوروبية والعربية والأفريقية.
وتطرق رئيس الوزراء إلى أهمية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص كنوذج يحتذى به للتعاون الإقليمى الذى يهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق التعايش السلمى ودون الإضرار بأحد، مضيفاً أن هذا التعاون يكتسب بعداً إضافيا فى ضوء التطورات الإقليمية والدولية، كما أن ما تحظى به الدول الثلاث من موارد وثروات، لاسيما فى مجال الطاقة، يدفعها إلى تحقيق المزيد من التقارب والتكامل الاقتصادى لاستغلال تلك الثروات ونقل المعرفة التكنولوجية فى العديد من المجالات الاقتصادية الواعدة.
كما اجتمع الرئيس السيسي مع رئيس قبرص”نيكوس أنستاسيادس مؤكداً على أهمية مواصلة التشاور السياسي بين الجانبين، وتكثيف تبادل الزيارات لمتابعة وتنفيذ ما يتم التوصل إليه من أطر للتعاون في مختلف القطاعات. كما وجه السيد الرئيس الشكر للرئيس القبرصي على مواقف بلاده المساندة لمصر داخل الاتحاد الأوروبي وقيامها بشرح حقائق التطورات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية. وأكد السيد الرئيس ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضية القبرصية في المحافل الإقليمية والدولية.
كما شهد اللقاء شهد تباحثاً حول سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات النقل البحري، والتبادل التجاري، واستكشاف واستخراج الثروات الطبيعية، وإمكانيات الاستفادة من البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال وتسييل الغاز القبرصي. كما تم أثناء اللقاء التباحث حول تطورات الأوضاع في المنطقة وتنسيق المواقف السياسية بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والأزمتين السورية والليبية.
وذكر تقرير لسفارة اليونان بالقاهرة أن اليونان ترتبط منذ القدم بعلاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع جميع شعوب الشرق الأوسط، وهي تعد ركيزة أساسية وأحد أولويات السياسة الخارجية لليونان”، مؤكدا على أهمية التي توليها اليونان للتعاون مع مصر في إطار المصلحة والمنفعة المتبادلة، في ضوء رغبة أثينا أن تصبح جسرًا لمرور شبكات الطاقة والنقل والتجارة بين أوروبا من جهة وبلدان الشرق الأوسط وآسيا من جهة أخرى.