لايمكن أن نتحدث عن صورة الجيش فى السينما .دون أن نكتشف أن الكوميديا هى التى تغلف معظم هذه الأفلام .وعلى رأسها سلسلة أفلام إسماعيل يس والتى منها إسماعيل يس فى الجيش وإسماعيل يس فى الطيران وإسماعيل يس فى الأسطول الخ وهى سلسلة من الأفلام التى طلبت القيادة السياسية من النجم الشهير تقديمها لجذب مزيد من المصريين المتطوعين إلى فروع الجيش المختلفة وهى أفلام ساذجة فى فحواها .وتتضمن توابل الفيلم المصرى الشهيرة من رقص وغناء و “إفيهات” وصراع بين الخير والشر ينتصر فيها الخير دائما سواء أكان الشر متمثل فى المصارع محمد فرج – مقانص – أو محمود المليجى – عباس الزفر- أو الشاويش القاسى الملامح طيب القلب –رياض القصبجى – أو الشاويش عطية .وهذه السلسلة الكوميدية تم تحديثها بشكل أوباخر وتم فيها المحافظة على السطحية فى التناول ووجود التوابل مثل فيلم عبود على الحدود لعلاء ولى الدين وعسكر فى المعسكر لمحمد هنيدى
أما المجموعة الثانية من الأفلام فهى أفلام تمجد الجيش ومنها فيلم ( شيطاين الجو ) الذى يقدم قصة عن انتصار القوات الجوية على العدو الصهيونى .ويمكن أن تضم أفلام حول نصر أكتوبر وهى أفلام أيضا لم تصل إلى العمق فى هذه الحرب مثل أفلام (الرصاصة لاتزال فى جيبى ) لمحمود ياسين ويوسف شعبان وفيلم ( العمر لحظة ) لماجدة واحمد ذكى ( والوفاء العظيم )ولعل أهم هذه الأفلام على الاطلاق فيلم (ابناء الصمت ) الذى شارك فيه محمد صبحى والسيد راضى وسيد زيان وغيرهم وقدم قصص انسانية عميقة عن هولاء الجنود وأثر النكسة فى حياتهم يليه فى الأهمية فيلم ( أغنية على الممر ) الذى شارك فيه محمود مرسى وأحمد زكى الذى يدور حول جنود فى أيام النكسة يقومون بلا وجود إمددات بحماية ممر ضد قوات العدو .
وهناك أيضا أفلام عن حرب الإستنزاف تمجد الجيش المصرى منها (الطريق إلى إيلات ) و ( يوم الكرامة )وهما فيلمان ماخوذان عن واقعة تفجير مدمرة وميناء إيلات الاسرائيلى ويمتاز الطريق إلى إيلات بفنيته العالية والأداء الصادق من الممثلين ومنهم نذكر عزت العلايلى و نبيل الحلفاوى ومحمود عبد الله وغيرهم
وعن بطولات جنود الحدود قدم الفنان نور الشريف فيلم ( عيون الصقر )الذى يدور عن جندى متطوع بالجيش يعمل فى حرس الحدود ورغم فقره يرفض رشوة تجار المخدرات ويتحدى كل نفوذهم مضحيا بكل غالى ونفيس فى سبيل أداء واجبه
أما الأفلام التى انتقدت الجيش فهى أيضا قليلة وسطحية ومنها فيلم ( ملف سامية شعراوى )بطولة نادية الجندى وعبدالله غيث و فاروق الفيشاوى وتعرض لأجواء الجيش قبيل نكسة 1967 من خلال التلميح لنزوات بعض قيادات الجيش وتعرض الفيلم لمحاولة هؤلاء القيام بإنقلاب والإستيلاء على السلطة ولكن محاولاتهم تفشل .ويتحول الفيلم لمطاردة عصابات للحصول على الأموال التى كان سوف يتم استخدامها لتحقيق الإنقلاب
أما الفيلم الوحيد الذى تعرض لنقد سلاح الأمن المركزى الذى يتم تجنيد المصريين الذين يعانوا الأمية فيه كجزء من الداخلية هو فيلم ( البرئ) لأحمد زكى وممدوح عبد العليم ومحمود عبد العزيز وقدم صورة ماساوية لهؤلاء الجنود الذين يتم معاملتهم كأنهم بشر بلا عقل يقودنهم كالدواب من خلال تجنيد الشاب البرئ احمد سبع الليل ويتم إقنعه أن المعارضين هم أعداء الله والوطن لدرجة انه يخنق كاتب بيديه – صلاح قابيل – عندما يحاول الهروب من المعتقل الذى يقوم أحمد بحراسته .ولكن المفارقة تحدث عندما يتم القبض على صديق أحمد الذى كان قد حفظه القران وعندما يرفض أحمد تعذيبه يتم سجنه معه وبعد أن يقتل صديقه ينفجر هذا البرئ المسكين ويطلق الرصاص على كل من فى المعتقل .ومن أكثر الشخصيات المتناقضة التى عرضها فيلم البرئ شخصية العقيد قائد المعتقل – محمود عبد العزيز – الذى يلهو كطفل برئ مع ابنته وأصدقائها ويتحول إلى كائن شرس بلا رحمة فى المعتقل