** بعد أن كتبت الأحد الماضي عن ابنتنا ماريان التي نحتضنها علي امتداد ربع قرن من الزمان, لم تنقطع طوال الأسبوع الماضي اتثالات أصدائها, صناع الخيرش.. البعض يتذكرها تماما, والبعض يتصل ليسزل عنها ويتعاطف معنا, والبعض يقرأ عنها لأول مرة ويستفسر عن أحوالها متأثرا بقسوة حياتها.
** مع كل المحبة التي تجمعنا بزصدقائنا صناع الخير علي امتداد سنوات خدمتنا تحت مظلة المحطة أدركت من أحاديث هذا الأسبوع أن علاقتنا لا تقف عند خط الصداقة وأن ما يجمعنا ليس فقط المحبة.. أحسست أنهم شركاء معنا في الخدمة.. يتابعوننا ياهتمام, ويشاركوننا ليس بالعطايا فقط ولكن أيضا بالصلوات والمعايشة لكل آلام أحبائنا المرضي الذين نرعاهم في حقل الخير.. ورأيت أن أطلق عليهم من اليوم شركاؤنا في الخدمة.
** صديق أعرفه من قبل أرسل لي علي الواتس آب صورة لباب المحطة المنشورة بعدد وطني 17 ديسمبر 1995 في أول حديث لنا عن الطفلة ماريا ومعها لقطة للأب عاطف سعيد عندما جاءنا يحمل صغيرته بين يديه يحركها كقطعة اللحم.. عيناها تبصران لكان فيما لا تدركه, تفتح فمها لانها لا تتكلم, تبسط يدها لكنها لا تمسك شيئا.. وفي اتصال لاحق قال لي أنه يحتفظ بكل أعداد وطني ويري في باب المحطة صورة للخدمة الأمينة.. وأصارحكم أن عيني ترقرقت بالدموع وأنا أري عم لارب معنا يتجمد.
** حديث صديقي القارئ أعاد لذاكرتي بداية رحلتنا مع ماريان وهي طفلة في الخامسة من عمرها جاءت إلي الحياة بعيب خلقي تسبب في قصور شديد بالقدرات ا لحسية والحركية, وتأخر في النمو البدني والذهني.. وتذكرت أول رحلة لنا معها في عيادة الدكتور مدحت ميشيل استشاري المخ والأعصاب الذي قرر لها يومها مجموعة من الأدوية المنشطة لخلايا المخ تساعد علي نموها بدرجة أسرع..
ورن في أذني صوته وكأنه اليوم وهو يقول هذا العلاج سيرفع درجة نمو خلايا المخ لكن سيبقي التأخر في النمو, إننا نستهدف الوصول بها إلي الدرجة التي يمكنها معها الاعتماد علي نفسها في الحركة وتناول الطعام وقضاء حاجتها.
** ظل صوت الدكور مدحت ميشيل يرن في أذني للحظات ولساني يبتهل بالشكر للرب الذي أعاننا للوصول بالحبيبة ماريان إلي هذا وهي اليوم شابة تجاوزت الثلاثين..
رحلة طويلة قطعناها معها بتشجيع وعطايا أصدقاؤنا صناع الخير.. عفوا أقصد أصدقاءنا شركاءنا في الخدمة.. الحديث عن رحلاتنا مع ماريان مستمر..
إلي اللقاء الأحد القادم.