ودعنا اليوم علي رجاء المجد الابدي معلمنا المبارك دكتور نصحي عبد الشهيد اشهر واقدس مكرسي هذا الجيل … عرفته منذ نعومةاظافري رائدا وايقونة للتكريس البتولي .. علما من اعلام التربية الكنسية في كل كورة مصر ، نصحي عبد الشهيد معلم من معالم الدراسات الباترولوجية في الكرازة المرقسية وهوصاحب الفضل في اكتشاف كنوز اباء الكنيسة وله السبق في ترجمة كتاباتهم وسير حياتهم واقولهم واعمال سيرتهم ، وقد دخلنا علي تعبه وسهره وريادته . كان ياتي الينا في عذراء محرم بك شهريا ودوريا منذ السبعينيات في مواعيد ثابتة لتلتف حوله خليه العسل تمتص الرحيق وتمتثل العسل الصافي ، وكان يهرع اليه المتخصصون ليطلعواعلي امهات الموسوعات والمراجع ، واماكن مكتباتها وامكانية الحصول عليها . كان رفيقا لدرب كوكبة من خيره انبل واعظم خدام وعلماء كنيسة القرن العشرين : القمص ميخائيل ابراهيم والقمص مرقس داود والقمص بيشوي كامل والقمص تادرس يعقوب والدكتور موريس تواضروس والدكتور سليمان نسيم والفارس كمال حبيب ( انبا بيمن ) والارشي رمسيس نجيب والدكتور هيب عطالله ( انبا اغريغوريوس ) والدكتور صمويل عبد السيد استاذ اللغة اليونانية والدكتور وهيب قزمان بولس ، وكان رفيقا ايضا لزملاء بيت التكربس بحلوان . ولا يمكن ابداالاحاطة بدوره في مشاركاته العلمية ومقالاته وترجماته ، وايضا لا يمكن حصر اعماله وما انتجه من زخم وموروث لوديعة الكنيسة التفسيرية واللاهوتية والابائية ولمسيرة خدمة بذور وجذور التعليم و التكريس العامل . لايفوتني ايضا ، ذكر صداقاته وانفتاحه علي علماء الارثوذكسية العالمية ، امثال الاب ليف جيلله والاب لعازر مور و الاب الكسندر شميمان وتوماس هوبكو وبروفسور سباستيان بروك ودكتور جورج دراجاس وبروفسور بابا دوبلوس من اللاهوتيين الارثوذكسيين المسكونيين الذين يعرفون مجد الكنيسة القبطية ودورها . انه مثال نادر وفريد تعرفه كنائس المسكونة كلها . وباقة زهور تركها لتشيع الرحيق الطاهر في الاجواء ، وقارورة طيب انسكبت بالقول والعمل فيتثبت اريج ناردينها في كنيستي البهية فخر الكنائس .. فليضع الله سيرته علي منارة بعد ان حرص هو علي الانزواء ونكران الذات ، وليغنينا الله بمسيرته التي لم يحمل فيها لا زادا ولا زوادا معوزا مكروبا ولم يكن العالم مستحقا له ، وليصبغ علينا الهنا روح النسك والفقر والمسكنة ومعرفة اللاهوت التي حفظها اباء القبط الاولين . امضي بسلام معلمنا الخادم نصحي عبد الشهيد الله يعيننا كما اعانك.