*بلجيكا…جولة في عاصمة الاتحاد الأوربي
*لندن…الإعلام ومدينة الضباب
*باريس..مدينة الفن والجمال
توجد حضارة واحدة ولكن لها وجوه متعددة..وإيمانا بهذه القضية قام صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة بتنظيم برنامج زمالة لتحالف الحضارات بالتعاون مع برنامج تحالف الحضارات بالأمم المتحدة والمجلس الثقافي البريطاني وجامعة الدول العربية ومؤسسة الثقافة والعلوم الإسلامية بإطلاق أول زمالة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا باختيار 12من الصحفيين والنشطاء في الشرق الأوسط لزيارة أربع دول هي بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في برنامج مكثف للحوار المشترك والتقارب بين الحضارات والذي ينفذه صندوق مارشال الألماني-مؤسسة أنشئت عام1972 من خلال منحه ألمانية -من خلال 7مكاتب أوربا هي:برلين,براتيسلاما وباريس وبروكسل وبلجراد وأنقرة وبوشارست بجانب المقر الرئيسي في واشنطن.
من جانبه قال جورج سامبسو المدير التنفيذي لتحالف الحضارات إن الزمالة أتاحت تبادل الأفكار والثقافات والقيم,وخلق شبكات اتصال وتبادل للخبرات بين القادمين من الشرق الأوسط ونظرائهم في الولايات المتحدة وأوربا وأن وفدا قادما من أمريكا وأوربا قام بزيارة مصر والمغرب وقطر,وكانت تقودهم لمين خليلوفا مديرة البرامج ودينا مو صندوق؟ مارشال الألماني.
قبل الحديث عن الرحلة للقارة العجوز لابد من الإشارة إلي مشقة الحصول علي تأشيرة الدخول لتلك البلاد خاصة أنه ثم إبلاغنا بالاشتراك قبل شهر تقريبا, وكان التعامل مع ثلاث سفارات للدول المملكة المتحدة والولايات المتحدة وبلجيكا التي واجهنا صعوبات في التعامل معها جعلتنا لآخر يوم قبل السفر لا نعلم هل سنحصل علي التأشيرة أم لا؟
أما عن الرحلة والتي بدأت يوم السبت 27مارس فقد وصلنا بلجيكا في ظل طقس بارد واستقبال حار من البلجيكيين,وأثناء انعقاد منتدي بروكسل الذي يجمع مثقفي وخبراء العالم في كل المجالات لمناقشة قضايا الكرة الأرضية,وكان أكثرها جدلا قضية التغيرات المناخية ومطالب الدول النامية من الدول المتقدمة بخفض الانبعاثات الحرارية وسط اعتراض الولايات المتحدة من وقت لآخر.
تقع مملكة بلجيكا بين فرنسا وهولندة,ويبلغ عدد سكانها وفقا لتقدير الأمم المتحدة 10.5 مليون نسمة في عام2008, ويتحدث مواطنوها الهولندية والفرنسية والألمانية,وببروكسل العاصمة يقع مقر المجلس الأوربي والبرلماني الأوربي,مقر حلف شمال الأطنطليالناتو وتشتهر بتصنيع المعدات والأجهزة الإلكترونية والكيميائية والسيارات,وتعتبر بروكسل عاصمة الاتحاد الأوربي,وهي تجمع بين مزايا المدنية الحديثة وكذلك توجد المدنية القديمة,والأقل في معدلات التطور والحداثة,والتي لا تختلف مدن أوربا في العصور الوسطي حيث القلاع والكنائس العتيقة.
وفي بروكسل حضرت أحد الشعانين حيث يستخدم البلجيكيون الورود ونباتات خضرا,كما نستخدم السعف في مصر وهو نبات أشبه بالنعناع.
وفي نفس توقيت وجودنا قرر البرلمان البلجيكي حظر النقاب في الأماكن العامة…ولكن الأمر لم ينته لأن القرار سيعرض علي المحكمة الأوربية.
في أثناء الزيارة لبلجيكا ألقي رونالد فرد ستد كبير الباحثين في مركز الدراسات الأوربية محاضرة عن التاريخ والتنمية في أوربا وأهمية الاتحاد الأوربي,ثم عقدنا لقاءات مهمة داخل البرلمان الأوربي ومقر الاتحاد والمجلس الأوربي.
بعد انتهاء برنامج الزيارات في بلجيكا استخدمنا القطار الدولي من بروكسل مباشرة إلي لندن مدينة الضباب,وبعد الوصول مساء ذهب مع مجموعة من الأصدقاء لاستكشاف المدينة الساحرة والتي لم يمنعنا برودة الطقس أو الأمطار من التجوال حتي منتصف الليل لرؤية ساعةبينج بينالشهيرة والمسارح والمتاحف والكنائس,وأشد ما لفت انتباهنا الاحترام للقوانين والقواعد الصارمة للمرور,وقال لي سائق تاكسي أن هناك أنواعا من وسائل المواصلات يتطلب أن يقضي السائق خمس سنوات تحت الاختبار.
حتي يكون وقتها علي علم تام بكل الشوارع والميادين والفنادق.
وكان المثير في لندن التعرف علي وسائل الإعلام الإنجليزية والشهيرة وعلي رأسها البي بي سي من خلال جولة بالإذاعة والتليفزيون والبي بي سي العربية,ثم كانت الزيارة الأخري للمجلس الثقافي البريطاني وهو شريك في الزمالة,وكان المجلس البريطاني الأكثر اهتماما بسماع آرائنا,وطلب التعاون معنا خاصة أن فرع المجلس في مصر من أقدم الفروع في العالم.
باريس مدينة الفن والجمال
وباستخدام القطار الدولي وتحت بحر المانش رحلنا من لندن إلي باريس مدينة الثقافة والجمال حيث برج إيفل والمسلة المصرية وأضواء شارع الشانزليزيه,وكنيسة نوتردام العتيقة التي تعد تحفه فنية رائعة وكان الفندق قطعة فنية وسط مدينة الفنون وكان الغالب علي المناقشات في باريس الحديث عن الحجاب والعلاقة مع المهاجرين والإسلام,وكذلك الحريات السياسية والدينية في بلادنا,وبعد ذلك عقد لقاء مع مستشار وزير الخارجية الفرنسي بمقر الوزارة,وكان الحديث دبلوماسيا يغلب عليه المجاملة والعلاقة الطيبة مع الدول العربية خاصة مصر,ونجاح مؤتمر الأورومتوسطي والذي قادته مصر وفرنسا وكانت زيارة مقر قناة فرنسا,24 ساعة من أهم الزيارات حيث التعرف علي فريق عمل القناة الجادين جدا والمهتمين بقضايا الشرق الأوسط,وفي يوم الجمعة كانت البداية بمعهد الثقافة الإسلامية,وتحدثت فرونيكا رايفل عن مهمة المعهد للتعرف علي الثقافة الإسلامية,وتم عرض أفلام وحفلات إسلامية وعربية خاصة في ليالي رمضان,وأكدت أن مقر المعهد يقع في منطقة يتعايش فيها مواطنون من70 جنسية مختلفة.
وكان مسك الختام زيارة معهد العالم العربي,ذلك الصرح العظيم علي ضفاف نهر السيت والذي يحتل موقعا من أفضل الأماكن في باريس,والذي أنشئ لتحسين العلاقات بين فرنسا والبلدان العربية سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي والثقافي,وذلك بموجب اتفاقية دولية بين فرنسا والدول العربية,وتم إشهاره بوصفه مؤسسة ذات منفعة عامة,بموجب المرسوم الصادر بتاريخ 14 أكتوبر عام1980,ويدير المعهد رئيس فرنسي هو دي بوشارو مدير عام عربي ناصر الانصاري,ويشرف علي إدارته مجلس إدارة من 12عضوا,نصفهم عرب ونصفهم الآخر فرنسيون,وهناك ما يقارب من 170 شخصا يحملون 12 جنسية يعملون فيه منهم 75 من العاملين في مجال الثقافة و83 موظفا إداريا.