تسعى الحكومة الحالية للعمل على تنمية الساحل الشمالى الغربى ، وتعد الكثر من الترتيبات لإعلان تفاصيل المخطط الشامل لهذه التنمية ، لكن من جهة أخرى يرى بعض الخبراء أهمية مواجهة الكثير من العقبات حتى تتوفر كل سُبل التنمية للساحل ، ومنها التخطيط السابق الذى أدى إلى صعوبة النفاذ للشريط الشاطىئى على الساحل الشمالى ، والذى يعوق فرص تحفيز وجذب استثمارات جديدة ، كذلك سُبل ربط الساحل بالمدن ، من خلال تنمية الظهير الصحراوى لهذا الساحل الهام ، والذى يصفه الخبراء بأنه من أجمل مناطق العالم .. وللتعرف على بعض المعوقات التى تواجه تنمية هذا الساحل ، أجرت “وطنى” هذا التحقيق .
أفضل مناطق العالم
فى البداية ترى الدكتورة بسنت فهمى الخبيرة المصرفية وأستاذة البنوك بالجامعة الفرنسية أن التنمية المنشودة للساحل الشمالى تتطلب وجود رؤية ومخطط للتنمية وليس مجرد الحديث عن مدينة واحدة فقط على الساحل الشمالى ، مؤكدة على وجود خطأ فادح من جانب صانع القرار فى النظام السابق فيما يتعلق بخطط المشروعات السياحية والسكانية على طول الساحل الشمالى . وأضافت : كان لا يجب غلق طول الشريط الساحلى كما حدث ، وبالتالى هذا يضع الحكومة الحالية فى مأزق وجوب فتح الساحل بعد وضع مخطط شامل يحدد مناطق الاستزراع ونوعيات الزراعات المناسبة لهذه المناطق وبالتالى تحديد الصناعات الغذائية التى يُمكن إقامتها على طول هذا الساحل العظيم الذى هو بمثابة الجنة التى لا تضاهيها أى منطقة أخرى فى العالم سواء فى أوروبا أو أمريكا . مؤكدة أن طول الشاطىء الساحلى هو ملك لكل المصريين وليس لمليوناً فقط من المواطنين ، قائلة : بالتالى فأين نصيب ال89 مليوناً من المصريين الذين حُرموا من المشاركة فى التواجد على طول الساحل ، منوهاً أن كل الدول المُطلة على البحر التموسط لم تفعل كما فعلت مصر على طول شواطئها .
وأضافت الخبيرة المصرفية وأستاذة البنوك بالجامعة الفرنسية قائلة : إن الحديث عن تنمية الساحل الشمالى منقوصاً نظراً لعدم الإعلان عن مخطط شامل للتنمية الزراعية والصناعية والسياحية يتضمن قوانين جديدة للتعامل مع الوضع القائم . مؤكدة أن هذا الوضع الحالى لن يشجع كثيراً للإستثمار هنلك لأن المشاريع الجديدة خاصة السياحية والترفهية ستجد أن طول الشريط الساحلى أصبح مُغلقاً وليست به مجرد منافذ جديدة للوصول للشواطىء . أما بالنسبة للتنمية الصناعية المنشودة فى الساحل الشمالى فترى الدكتورة بسنت أن فرصها محدودة بإستثناء الصناعات القائمة على المزروعات التى ستتم هناك ، مُشيرة إلى أن هذه المنطقة تعد أجمل مناطق العالم بحراً و جواً ، وهذا فى صالح التنمية السياحية والعمرانية بصفة عامة ، أما الصناعة بمعناها الواسع فهذه لها المناطق التى تناسبها مناخياً كالعاشر من رمضان مثلاً . وقالت : إذا أرادنا إحداث تنمية حقيقية للساحل الشمالى فعلينا أن نتمسك برؤية بعيدة المدى ، إذا كان لدينا مثلاً تطلعاً لإستضافة ” مونديال 2026 ” فيُمكننا أن نخطط لذلك منذ الآن ، على أن نقوم بالتخطيط الجيد لإقامة استاداً عالمياً بإحدى هذه المناطق ، و على أن يُمثل هذا المخطط مسألة التوسع فى إقامة الملاعب الرياضية المختلفة والمنشآت السياحية والفندقية ، جنباً إلى جنب المواق السكانية .
دول البحر المتوسط سبقتنا
وحول الفرص الاستثمارية فى المجال السياحى بالساحل الشمالمى أوضح ناجى عريان نائب رئيس غرفة المنشآت الفندقية أن الفرص الاستثمارية الواعدة هناك متاحة وهائلة ، مؤكداً أن تونس والمغرب وكل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط سبقتنا بسنوات طويلة فى مسألة تنمية الساحل الشمالى لديها ، نظراً لوجود خطط تنموية ثابتة فى هذا المجال . وأضاف : ففى مصر توجد العديد من المعوقات لتنمية السياحة الشاطئية بالساحل الشمالى ، لذلك يجب أن نركز أولاً على حل هذه المشاكل والمعوقات والتى تتمثل عدم وجود وسائل مواصلات كافية لتنمية المنطقة خاصة وأن المخطط هو تنمية المنطقة زراعياً وصناعياً وسياحياً ، وبالتالى علينا إيجاد وتوفير وسائل المواصلات البرية ، والسكك الحديدية التى هى الوسيلة الأنسب والأقل تكلفة لربط الساحل الشمالى بالمدن من حولها . أما بالنسبة لوسيلة الطيران ، فيوجد بالفعل اليوم مطار العالمين ولكن لا أعلم لماذا لا ينتظم فى عمله ، وبالتالى يجب البحث فى أسباب عدم تشغيله هل هى أسباب تتعلق بإرتفاع تكاليف تشغيله ؟
واستطرد “عريان” قائلاً : كما يجب إعادة النظر فى قوانين الإستثمار السياحى وتملك الآراضى ، فهناك من يضعون أيديهم منذ سنوات طويلة على اللآراضى مثل غيرها من المناطق ، وهذا حق للكثيرين منهم ، كما أن هناك طرق تفاوضية لإسترداد الآراضى من قبل المُحافظة ، ومن ثم يتم إعادة تخصيصها عن طريق المحافظة مرة أخرى . ومن المعوقات الأخرى أيضاً والتى يرى نائب رئيس غرفة المشآت الفندقية أهمية إيجاد حل لمسالة حماية الشوطى التى يركز عليها الجهاز( جهاز حماية الشوطى) ، حيث يتم ووضع العراقيل أمام المستثمرين ، وأضاف : فالمطلوب هو إعطاء الفرصة الكافية للمستثمر لعمل مصادات بحرية لكسر “موج البحر” كذلك السماح لعمل حمامات سباحة داخل البحار بالطرق الحديثة لأن تلك الحمامات هى المطلوبة وليس ما يتم إنشاءها داخل القرى والفنادق . مشيراً إلى أهمية العمل على إزالة معوقات التنمية بصفة عامة ولتنمية الساحل الشمالى بصفة خاصة ، منوهاً أن كل الدول المطلة على البحر المتوسط تخطت كل المعوقات التى مازلنا نقف أمامها حتى اليوم ، فنرى اليونان وقبرص ومن قبلهما فرنسا وأسبانيا وايطاليا لديم المناطق والمنشآت الترفهية على الساحل الشمالى ، بعد أن قاموا بحمل مصادات الأمواج بالأساليب العلمية الحديثة .
جدير بالذكر أنه عندما سئلت “وطنى” الدكتور على الصعيدى وزير الكهرباء السابق وعضو اللجنة العليا للطاقة النووية عن مسألة الآمان النووى فيما يتعلق بمنطقة الشريط الطول للساحل الشمالى ، أكد أن المنطقة آمنة تماماً سواء من جانب الأجهزة المُختصة فى مصر أو من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية .