عملية تأخرت 6سنوات
تسليك القناة الدمعية…أنقذت بولس من قرحة بالقرنية
*الجراحة استغرقت نصف ساعة لعمل مجري بديل للمجري المسدود وتركيب أنبوبة سيلكون كدعامة ستنتزع بعد 3شهور
بولس ملاك فرحان عبد النور طفل برئ رقيق يمتلك حضورا طاغيا ويبلغ من العمر ثماني سنوات…طالب بالصف الثاني الابتدائي يعشق المذاكرة…ومع هذا فهو مثل كل الأطفال في عمري يريد أن ينطلق بلا موانع ولاعوائق أو عرقلة.
**ولكنه للأسف جاء إلي حياة بمشكلة…في عينه اليسري,وهي انسداد القناة الدمعية,مما يؤثر علي الرؤية…ورغم أن والده عامل بسيط يعمل باليومية,في أعمال البناء حيث يحمل الطوب والرمل والزلط,ويشقي من أجل أن يحصل علي قوت يومه هو وأسرته الصغيرة إلا أنه لم يدخر جهدا بالذهاب بابنه-بولس-إلي أطباء كثيرين في محاولة منه لمعالجة عين ابنه الصغير,وكان الأطباء يكتفون بكتابة بعض المراهم والقطرات الأمر الذي كان مجرد تسكين سطحي بلا فائدة مباشرة إلي أن ذهب إلي أحد الأطباء والذي أكد له احتياج بولس إلي عملية لفتح انسداد القناة الدمعية ولأن ظروفة المادية صعبة وحياته كأي عامل بالأجر يوم يعمل وأيام بلاعمل.شعر الأب ملاك بالحيرة والضيق فمن أين له أن يحصل علي تكاليف العملية التي يحتاجها صغيره المسكين…هنا أرشده أحد الزملاء من المهتمين بالعمل التنموي إليباب المحطة بجريدة وطني وجاءنا وكله أمل أن نقف إلي جواره ونجري العملية اللازمة لابنه بولس…وبدأنا علي الفور رحلتنا معه.
**اصطحبناه إلي الدكتور رامز شكري استشاري جراحة الجفون والقناة الدمعية بالمستشفي الوطني للعيون والذي قام بتوقيع الكشف الطبي علي الطفلبولس وأكد علي أن الصغير مصاب بانسداد في مجري الدموع,مضيفا أن لا غرابة في هذا فنحو 7% من الأطفال المصريين يولدون بهذا الانسداد وتزداد نسبة الإصابة به في الأطفال المبترين…وأسباب انسداد القناة الدمعية -الكلام مازال للدكتور رامز- هو عدم اكتمال نمو القناة الدمعية الموصلة من الكيس الدمعي إلي الأنف لأنها تظل مسدودة جزئيا بمكوناتها من الخلايا النسجية التي تكون ملتصقة بجدار القناة ولايتم اكتمال انفصال هذه الخلايا أو الأغشية إلا قبل الولادة مباشرة,وقد يتأخر ذلك لمدة تتراوح من3إلي 6أشهر وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك نتيجة لعدم إفراز الدموع إلا بعد حوالي 12أسبوعا أو 8أسابيع من الولادة…وتؤكد الموسوعات الطبية أن احتباس الدموع لايظهر كعارض مرضي في الأسابيع الأولي بعد الولادة,وأحيانا تكون هناك إفرازات مخاطية أو صديدية حسب وجود عدوي جرثومية في كيس الملتحمة والكيس الدمعي للعين…وأضاف الدكتور رامز شكري أن أفضل علاج لحالة انسداد القناة الدمعية يتم في أول 6شهور وذلك بتدليك القناة الدمعية أما الأفضل لعملية التسلليك أن تتم في أول سنتين من الولادة وتأخر التدخل الجراحي حتي يبلغ الطفل السادسة من عمره أو أكثر يصعب معه إصلاح الانسداد وهو ماحدث معبولس وكان الأفضل أن تجري العملية في مرحلة مبكرة من عمره..وأضاف مطمئنا لكن الأمر مازال ممكنا!!
**حول مضاعفات الانسداد قال رامز:إن المضاعفات تسبب التهابات متكررة في ملتحمة العين,وربما بالكيس الدمعي وتجاهل العلاج المطلوب قد يؤدي إلي حدوث قرحة بالقرنية,أما الألم المباشر للطفل هو وجود الدمع المحبوس بالعين الذي يؤدي إلي حدوث زغللة بالرؤية ومضايفة الطفل وهو الأمر الذي كان يشكو منه بولس بالفعل.
**بعد إجراء التحاليل اللازمة حدد الدكتور رامز ميعاد إجراء الجراحة..كان ذلك ظهر الخميس الماضي في المستشفي الوطني للعيون بمصر الجديدة,وبعد إجراء الجراحة التي استغرقت نصف ساعة,وتم فيها عمل مجري بديل للمجري المسدود وتركيب أنبوبة سيلكون في المجري كدعامة للقناة الدمعية,أكد الدكتور رامز أنه سوف يتم إزالة الأنبوبة بعد ثلاثة أشهر عن طريق الأنف.
**الدكتور رامز قام بعد العملية بتوقيع الكشف الطبي مجددا علي الطفل بولس,وقرر له عددا من القطرات والمضادات الحيوية حيث اطمئن تماما لراحته الدائمة من الإزعاج الذي كان يسببه له الانسداد أما الطفل بولس فكان سعيدا للغاية بعد أزالة هذا العائق من عينيه وعاد يمارس حياته بشكل طبيعي فرحا منطلقا…يذاكر دروسه بكل نشاط ويمارس شقاوة سنه بكل فرح…أما السعادة الكبري فكانت طاغية علي ملامح الأبملاكالذي عاد إلي قريته دماريس بالمنيا وقد رفع عن كتفه حمل ثقيل.
روبير الفارس
صندوق الخير
200جنيه من يدك وأعطيناك
250جنيها من يدك وأعطيناك