منذ عام كانت فرحتهم شديدة بعد أن تخرجوا فى الجامعة كأول دفعة للطلاب الصم وضعاف السمع يلتحقوا بالجامعات المصرية بشكل رسمى عقب قرار المجلس الأعلى للجامعات فى عام 2015 بقبول الطلاب الصم وضعاف السمع فى كليات التربية النوعية ببعض الجامعات المصرية، فلقد ظل الأشخاص الصم و ضعاف السمع محرومون لعقود من الالتحاق بالجامعات المصرية و لا يتاح لهم سوى الالتحاق بمدارس الأمل الخاصة بهم وأقصى مرحلة يمكنهم الوصول اليها كانت الحصول على دبلوم دون أن يكون لهم الفرصة للتقدم والالتحاق بالجامعات.
تحدثنا إلى بعض من الخريجين من الأشخاص الصم وأسرهم ممن تخرجوا العام الماضى، حول طموحاتهم وما تحقق وما يزالون يحلمون به فى المستقبل:
بداية تحدثنا إلى مها محروس – والدة جون رفله أحد الخريجين العام الماضي فى كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس –وقالت:” بداية أود التقدم بالشكر للرئيس السيسي، حيث انه قام بالاستجابة للاستغاثات التي أطلقناها منذ 5 أعوام لنطالب بإلحاق الأشخاص الصم بالجامعات ، بالتعاون مع وزارة التضامن تم قبول أول دفعة من الطلاب الصم وضعاف السمع فى الجامعات المصرية عام 2015″.
وأضافت قائلة: “جاءت أول مجموعة تخرجت فى الجامعات المصرية من الصم و ضعاف السمع تضم 12 طالب و طلبة و ذلك فى عام 2019 ، لكنهم لم يحصلوا على عمل حتى الآن رغم نجاحهم وتفوق بعضهم فى الجامعة، للأسف سوق العمل سواء القطاع الخاص او الحكومى يرفضون الحاقهم بأى عمل يتناسب مع مؤهلاتهم سواء فى مجال ( الكمبيوتر أو الاقتصاد المنزلى او الفن )”.
وأشارت مها محروس إلى أن جون عماد رفلة تخرج فى كلية تربية نوعية جامعة عين شمس قسم التربية الفنية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف و ترتيبه الثاني على الكلية – و حاصل على دبلومة جرافيك من المركز الثقافى الروسى لكن للأسف كل ذلك دون جدوى حينما يبحث عن عمل”.
واستطردت قائلة: أين يذهب هؤلاء الشباب ..رسالة أوجهها للمسؤولين والجهات المعنية بإنفاذ القانون خاصة قانون رقم 10 لسنة 2018 المتعلق بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة فى التعليم والصحة والعمل ..كما أتوجه باستغاثة إلى الرئيس السيسى لنجدة هذه الفئة من الصم و ضعاف السمع يجدوا فرصتهم فى مجال العمل.
وأضاف جون رفله – قائلا: أتمنى أن تكون هناك فرص عمل لنا مناسبة مهاراتنا وقدراتنا و مؤهلاتنا الدراسية والكورسات التى حصلنا عليها، وفيما يتعلق بالأشخاص الصم بشكل عام نفسى انه من الأول المدارس تكون دامجة فى التعليم الأساسى للطلاب الصم مع الطلاب الذين يستطيعون التكلم و السمع ، فى مدارس دولية بالعالم بيعلموا باقى الطلاب لغة الاشارة علشان يقدروا يتواصلوا مع أصحابهم ،ويكون متاح لهم الالتحاق بمدارس الثانوى العام و كذلك يتم فتح أبواب الكليات المختلفة أمامهم و ليست كلية بعينها تكون مفروضة عليهم دون أن يكون لديهم المجال للاختيار.
هداية أحمد عثمان – خريجة تربية نوعية جامعة عين شمس قسم تكنولوجيا تعليم حاصلة على تقدير جيد جدا – قالت : ” قدمنا كثيرا على عمل بعد التخرج و لكن لم يتم قبولنا في أي جهة عمل تقدمنا اليها، فلا يزال هناك عقبات وتخوفات لدى بعض أصحاب الأعمال من أن يقوموا بتوظيف الأشخاص الصم وضعاف السمع لديهم قد يكون بسبب أننا الدفعة الأولى التى تخرجت فى الجامعات المصرية بشكل رسمى بعد قرار الأعلى للجامعات فى 2015 ، لايزال هناك عقبات نتمنى أن نتخطاها ونحصل على فرص عمل فى تخصصاتنا قريبا”.
وأضافت هدايه : ” الدكاترة والمعيدين بعد أول دفعة للطلاب الصم فى الجامعة تفهموا الصم و منحهم فرص أكثر للتعلم والمشاركة والنجاح والتميز فى الكلية بالأقسام المختلفة .”
استطردت قائلة :” أتمنى أن تتاح لى فرصة عمل قريبا فى شركة على الكمبيوتر لأنه مجال تخصصى وأنا بحبه و أقدر أشتغل فيه ، كما اتمنى ان المجتمع يبدأ يتفهم و يتقبل فكرة اننا نقدر نشتغل زى ما قبل فكرة اننا نقدر ندرس في الجامعة و نبقى زى زمايلنا وأتمنى أن المجلس الأعلى للجامعات يفتح الباب أمام كليات جديدة يمكن للصم وضعاف السمع الالتحاق بها و لا يقتصر على كليات التربية النوعية والاقتصاد المنزلى فقط. “
كريستين عماد – تخرجت فى كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس قسم تفصيل بتقدير عام جيد – قالت : ” حلمى أن يكون لدى اتيليه خاص بى ،ولكن عليا أولا العمل والتدرب والحصول على خبرات قبل أن أبدأ مشروعي الخاص حتى يكون لدى الخبرة ورأس المال ، ولكن للأسف لم أحصل على عمل حتى الآن بالرغم من اننى تقدمت إلى العديد من جهات العمل على مدار أكثر من عام بعد التخرج و لكن دون جدوى.”
دينا حمدى عبد الونيس تخرجت فى كلية التربية النوعية قسم حاسب آلي بتقدير جيد جدا – قالت : ” تخرجت منذ أكثر من عام ولم تتوفر لي فرصة عمل حتى الآن ، بالرغم من أننى تم تدريبي على الجزء العملى بمدارس ضعاف السمع بمدرسة بمصر الجديدة في صلاح الدين – شرح بوسائل ايضاح لمادة الكمبيوتر، و حصلت على كورسات بعد التخرج فى مجال الكمبيوتر..”