عقد مجلس الأمن، مساء الجمعة، بتوقيت نيويورك جلسة بحث خلالها الوضع في السودان، حيث استمع إلى إحاطتين من وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، جان بيير لاكروا. جاء ذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين، وبين الموضوعات التي تطرق إليها المسؤولان الأمميان في إحاطتهما، كات عملية السلام في السودان ونشر البعثة السياسية الجديدة إضافة إلى الأزمة الإنسانية الناجمة عن الفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخرا.
وقالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، إن فريق بدء مهام بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) سيوفد إلى السودان الشهر المقبل للبدء في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية الأربعة التي حددها مجلس الأمن وهي: المساعدة في الانتقال السياسي؛ دعم عمليات السلام؛ المساعدة في بناء السلام وحماية المدنيين وسيادة القانون؛ ودعم حشد المساعدات الاقتصادية والإنمائية والإنسانية.
وأشارت إلى أن فريق التخطيط التابع للبعثة الجديدة يعمل عن كثب مع بعثة “يوناميد” لتعظيم أثر البعثتين وضمان تبادل الدروس المستفادة، مشيرة إلى أن النشر السريع للبعثة الجديدة يحظى بأولوية قصوى، بما في ذلك تعيين ممثل خاص.
الانتقال السياسي في السودان
وقالت ديكارلو إن الانتقال السياسي في السودان يمضي في الاتجاه الصحيح، مشيرة إلى الإصلاحات التشريعية المهمة التي تم تبنيها في الأسابيع الأخيرة، بهدف تحسين الحقوق الأساسية. ورحبت بتعيين ولاة مدنيين مؤقتين في جميع الولايات الـ 18، بما في ذلك امرأتان. مشيرة الى إن أهم تطور سياسي شهدته البلاد تمثل في التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق سلام بين الحكومة الانتقالية في السودان وتحالف الجبهة الثورية السودانية وجيش تحرير السودان جناح مني مناوي، في عاصمة جنوب السودان في 31 أغسطس الماضي. وينص الاتفاق على فترة انتقالية مدتها 39 شهرا تبدأ من تاريخ التوقيع المقرر في 3 أكتوبر.. وهو اتفاق مع حركات وتحالفات مسلحة في إقليم دارفور، برعاية إماراتية، أنهى 17 عاماً من الحرب الأهلية في السودان وحظي بترحيب دولي واسع.
كما أشارت أيضا إلى توقيع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وفصيل عبد العزيز الحلو، المنبثق عن الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، “اتفاق مبادئ” في أديس أبابا في 3 سبتمبر.
الفيضانات، الأزمة الاقتصادية وتنامي حالة الإحباط
وأشارت وكيلة الأمين العام إلى تنامي الإحباط من حالة الاقتصاد، قائلة إن “عودة ظهور الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد” تؤكد ذلك، لكنها أشارت إلى أنه وبرغم هذه التحديات الهائلة، تمكنت الحكومة من إحراز تقدم في إجراء إصلاحات اقتصادية صعبة.
ودعت جميع المانحين إلى الوفاء بالتعهدات التي تقدموا بها في مؤتمر الشراكة رفيع المستوى للسودان الذي انعقد افتراضيا في العاصمة الألمانية برلين، في يونيو الماضي. ورحبت بالمؤشرات الإيجابية الأخيرة بشأن شطب اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
كما تطرقت وكيلة الأمين العام إلى الفيضانات التي يشهدها السودان والتي أسفرت عن وفاة 100 شخص وتضرر أكثر من 730 ألف شخص بين شهري يونيو وسبتمبر، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 9.6 مليون، مشيرة إلى أن المنظمات الإنسانية تعمل بشكل وثيق مع الحكومة للاستجابة الإنسانية.