تشهد “الأديرة المصرية” نهضة عمرانية وتنموية و روعوية كبيرة، ومسؤوليتها الوطنية جعلتها تسعى لخدمة المجتمع، علاوة على اكتفائها ذاتيا ومساعدتها للاخرين قامت “وطني” على مدار الأعوام السابقة بجولات في العديد من الأديرة المصرية … واليوم يقدم “موقع وطني ” حكاية “ديـــر القـديـس يسى ميخائيل كوم غريب” ، وذلك لإلقاء الضوء على حكاية هذه الأديرة العامرة بالإيمان والأعمال المتجلية في العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وخدمة المجتمع, ويتم عمل نهضة روحية بالدير في عيد أبونا يسى من 1 إلى 10 يونيو من كل عام.
موقع الدير….
يقع الدير على بعد حوالي 20كم جنوب غرب مدينة طما وهى اصلا كانت مدافن ام دومه , كان القديس تم دفنه بعد نياحته .. ظهرت بركات وشفاعات ومعجزات القديس أهتم المتنيح نيافة الأنبا فام أسقف طما بالمنطقة التى تحولت الى دير اشتهر بالأنشطة الكنيسة الكبيرة.. ويشتمل على بيت للخلوة وكافتريا وبيت القربان واستراحة للكهنة والرهبان وأماكن انتظار السيارات والاتوبيسات واصبح للدير شهرة واسعة فى المنطقة كلها.
نهضة عمرانية وروحية…
من جانبه قال القمص شنودة صموئيل, وكيل مطرانية طما “لوطنى”: مكان الدير كان عبارة عن المقبرة التي تنيح بها أبونا يسى عام 1962م , وبدأ تعمير الدير على يد المتنيح نيافة الحبر الجليل الأنبا فام أسقف طما من خلال شراء أراضي محيطه , كما تم بناء كنيسة كبيرة بأسم أبونا يسى… ويشهد الديرنهضة عمرانية وروحية ببركة أبونا يسي, وتبلغ مساحته 25 فدانا, ويحيط به سور مرتفع, وله ثلاث بوابات ضخمة ويضم بداخله كنيسة تم تشييدها علي مساحة 2000 متر, ومكتبة لبيع الهدايا التذكارية, واستراحة ومبيت لزوار الدير, وقاعة للمحاضرات تسع حوالي 100 متر تستخدم في اللقاءات الروحية , ومتنزه للأطفال وكافتيريا وصيدلية لخدمة حالات الطوارئ ويوجد بالدير مزرعة لتشغيل عدد كبير من الشباب والتى تضم مزرعة دواجن – مزرعة للإنتاج النباتي لزراعة أشجار الزيتون وبعض الخضروات الأخري مثل البصل والطماطم – مخبز , بالإضافة إلي – مزرعة للإنتاج الحيواني لتربية المواشى وتسمين الماشية والأغنام, كذلك ورشة للنجارة تستخدم لسد حاجة الكنائس والأفراد من النجارة , يجري الإعداد حاليا لبناء مزيد من القاعات لخدمة لقاءات الإيبارشية وزيادة الأنشطة الاجتماعية والاستثمارية ورشة الصدف لصنع احجية الهياكل , ومشروع الفراشة بالمطرانية ومشروع إنتاج عسل النحل – مشروع القروض للشباب الملنزم.. ويذكر أن الدير غير معترف به,يتم عمل نهضة روحية في عيد أبونا يسى بالدير (من 1 إلى 10 يونيو) من كل عام.
“انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم” (عب7:13)
سيرة ابونا يسى ميخائيل … قديس كوم غريب طما
نشأته: ولد من عائلة الراهب بقرية كوم غريب مركز طما محافظة سوهاج حوالي سنة 1877 م , من أسرة تقية سلك بالعفاف عاش طفولته وفي شبابه مرتبط بالكنيسة مداوماً على التناول من الأسرار المقدسة قارئاً للكتاب المقدس محباً للتسبيح والألحان وسافر إلى العمل فى القاهرة وكان مثال للشاب المسيحي فى عمله وذلك عام 1902م , حيث عمل في شركة ترام القاهرة ، وقدم استقالته عام 1903م لعدم وجود الجو الروحي المناسب له وسافر إلى القدس ليتبارك من القبر المقدس وكنيسة القيامة , وعاد إلى قريته ( كوم غريب ) ونال سر الزيجة عام 1905م ، وفى نفس السنة دعته العناية الإلهية لتوضع عليه اليد وينال سر الكهنوت المقدس ليخدم مذبح كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بكوم غريب , ودعي بنفس اسمه قبل الكهنوت احتمل آلام الخدمة وأتعابها بفرحٍ وسلك كسيده ومعلمه محتملًا الصليب، كما احتمل تجارب كثيرة، منها انتقال ابنه الوحيد ومرض زوجته التي فقدت البصر. خدم بمحبة وأمانه وأيضاً ببساطة وأتضاع لذلك جذب الكثيرين الى حضن المسيح والكنيسة , ونال درجة القمصية على يد صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا مرقس أسقف أبوتيج وطما وطهطا عام 1937م , مر بتجارب متنوعة منها وفاة أبنه الوحيد وفقد زوجته لبصرها , وتقبلها بشكر عجيب , تنيح بسلام وهدوء يوم 10/6/1962م وهو نفس يوم نياحة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم والجيزة , ظهرت من قبره أنوار بعد أيام من نياحته وتم معجزات كثيرة بواسطة الرمل العجيب الذى بجوار جسده مازالت تجرى معجزات كل بوم بلا توقف حتى اليوم.
معجزات ابونا يسى..
مواهب شفاء الأمراض وإخراج الأرواح الشريرة: أعطاه الرب مواهب كثيرة كشفاء الأمراض وإخراج الأرواح الشريرة، وأظهر الرب على يديه عجائب ومعجزات , منها أنه كان يحب قراءة الإنجيل وخاصة في المساء، ولم يكن في القرية نور ولكنه كان يضع بجواره شمعة كبيرة. وذات ليلة كانت إحدى بنات العائلة جالسة وبمجرد أن أمسك أبونا يسى بالإنجيل ليقرأ فيه إذ بالشمعة تنير من ذاتها، فاندهشت وقالت له: “مين اللي نوَّر الشمعة؟” فقال لها: “ملاك الرب يخدم أولاد الله وعرف موعد نياحته فنزل إلى الكنيسة وطاف بدورة بخور مودعًا المذبح، وتنيّح بسلام في 10 يونيو سنة 1962م , وبعد نياحته ظهر من قبره ظواهر روحية وكثيرون ونالوا الشفاء ببركة التشفع به.
معجزات خلال حياته..
شهدنا لك يا قمص النصارى : ها هي عزيزة بنت زناتى من كوم غريب تحلب جاموستها وفوجئت بأن الذي نزل من الجاموسة دم وليس لبناً وانزعجت جداً وذهبت إلى رجل الله أبونا يسى الذي قال لها كلمته الشهيرة : ( مالك يا مدحورة ) ، ثم ذهب معها إلى منزلها قائلاً : ( احلبي الجاموسة عشان أشرب ) ورشم عليها علامة الصليب وحلبت لبناً صافياً وقدمت إلى رجل الله ليشرب وهو يسبح الله وهى تصرخ قائلة شهدنا لك يا قمص النصارى .
اطمئني ابنتك ستشفى : وكما يروى القس تكلا عدلي عن طفلة غير مسيحية عمرها خمس سنوات مرضت لدرجة الموت فذهبت إلى رجل الله القديس يسى الذي لما رآها قال لها: ( مالك يا مدحورة ، متخافيش البنت هاتعيش ) وذهب إلى منزلها ووضع يده على رأسها وصلى صلاة لأجل شفاء المرضى وشفيت تماماً وشكرت الأسرة أبونا يسى على محبته للكل بلا تمييز ليتمجد الله في قديسه رجل الله .
قشر البرتقال يتحول إلى شاي : أثناء أفتقاد أبونا يسى نادته سيدة أن يدخل ليشرب الشاي عندها وأكتشفت أن الشاي خلص .. ماذا تفعل ؟؟ قامت بغلى قشر برتقال جاف ، وتحول القشر إلى شاي رائع شربه رجل الله وهو يقول : ( شاي دايم يا مدحورة ) . وكاد عقل هذه السيدة أن يطير وظلت تقول للكل هذا الرجل قديس هذا هو رجل الله
دروس روحية من حياته…
القديس يسى وشوكة الجسد : التجارب تستمر على القديس يسى ، يبدو أن الرب أراد أن يقدم درساً لنا جميعاً في أحتمال طريق الآلم والتجارب .. بعد أن جربه في أبنه وفى مرض زوجته وأخيراً في جسده في عينه بالتحديد كان ذلك عام 1957م عندما أصيب بمرض في عينه وتم نقله إلى أسيوط ليحجز هناك في المستشفى ، ولأنه بأستمرار كان ينظر إلى ألهه الذي فيما قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين ، كان في منتهى الشكر والرضا لدرجة أن الذين كانوا يزورونه في المستشفى كانوا يتعزون من موقفه تجاه المرض فكان سبب بركة لكل من يتقابل معه في هذه التجربة كان لسان حاله ( أحسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة ) ( يع 2:1 ) .
حياته كانت دروساً روحية لنا جميعاً : قيل أن أبونا يسى في زيارته لأحد البيوت أن سيدة المنزل كان في جيبها خمس قروش فضية ومليم أحمر ( عملة قديمة ) ، وعند خروج أبونا أخرجت من جيبها وأعطته دون أن تنظر .. وبعد خروجه أكتشفت أنها أعطته المليم الأحمر فخرجت وراءه قائلة : سامحني يا أبونا وقدمت له ألـ 5 قروش رفض رجل الله قائلاً : ( أنا راضى بنصيبي أللى ربنا أداهونى خير كتير من ربنا ) .
اليمامة والقط أصدقاؤه : كما رأى كثيرون أن اليمام كان يدخل عنده ويقدم له أبونا يسى القمح على يديه وكان يلتقطه في فرح ويجلس معه على السرير ، وأيضاً قط كان يأنس به ويقدم له أكلاً .. والعجيب أنه بعد نياحته خرج القط ولم يراه أحد في بيته أو في القرية كلها.
كان بسيطاً محباً للجميع بلا تمييز : هكذا كان القديس يسى في محبته لا يميز بين هكذا كان القديس يسى في محبته لا يميز بين مسيحيون ومسلمون ، وكان بركة للجميع وكان الكل يخدمه ويوقره لما فيه من بساطة وحب لا ينتهي ، هكذا كان القديس يسى يحيى بالمحبة التي تلد المحبة الحقيقية .. المحبة التي لا تطلب ما لنفسها والتي تتأنى وترفق لذلك لم يكن عجيباً أن يشارك الجميع في جنازته دون تمييز أيضاً مثل حبه بلا تمييز .
اطمئني أبنتك ستشفى : وكما يروى القس تكلا عدلي عن طفلة عير مسيحية عمرها خمس سنوات مرضت لدرجة الموت فذهبت إلى رجل الله القديس يسى الذي لما رآها قال لها: ( مالك يا مدحورة ، متخافيش البنت هاتعش ) وذهب إلى منزلها ووضع يده على رأسها وصلى صلاة لأجل شفاء المرضى وشفيت تماماً وشكرت الأسرة أبونا يسى على محبته للكل بلا تميز ليتمجد الله في قديسه رجل الله .
السماء تنير شمعة بدون يد بشر : هكذا روت أحدى بنات عائلة أبونا يسى كان يحب قراءة الإنجيل وخاصة في المساء بعد خدمته وكان يقرأ على شمعة ، وفى ليلة كانت هي موجودة معه وبمجرد أن أمسك الإنجيل ليقرأ إذ بالشمعة تنور لوحدها وتسألت في دهشة : من الذي نور الشمعة قال لها رجل الله 🙁 أسكتي يا مدحورة مالكيش دعوة أوعى تتكلمي،ملاك الرب يخدم أولاد الله )
الحيوانات تسمع كلامه وتطيعه : حدث أن شقيق أبونا يسى كان عنده جاموسة وخرج بها يوماً كي يسقيها ماء من مياه الفيضان ونزلت وانزلقت رجلها في الوحل ، وحاول الناس وعددهم ثلاثون رجلاً إخراجها دون جدوى ، فذهبوا وأيقظوا القديس يسى من نومه فجأة وقال لهم ( أبعدوا عنها ) ، ونادى عليها مرة واحدة : ( أطلعي يا مبروكة ) .. فخرجت خاضعة أمام الجميع وكأنها تعرف لغة رجل الله ، ومجد الناس الله في قديسه أبونا يسى .
العظم يتحول إلى لحم : هذه المعجزة انتشرت جداً في أرجاء إيبارشية طما فقد أشترى أبونا يسى لحم من الجزار ، وبدلاً من أن يضع له اللحم وضع عظماً في البدارة وأخذ أبى القديس اللحم ( أقصد العظم ) وعاد إلى منزله . وقامت زوجته بطبخ العظم ، فإذ هو لحم مائة في المائة لدرجة أن الجزار نفسه عاد إلى أبونا ليطلب أن يسامحه على ذلك بعد أن تحرك ضميره .. فقال له أبونا يسى : ( اللحمة النهاردة حلوة خالص ) .وكان الجزار في ذهول وأقر بقداسة رجل الله القديس يسى ميخائيل ، حقاً الله يتمجد في قديسيه …أن مفتش أتوبيس أستهان بأبونا يسى أثناء ركوبه الأتوبيس وأحتقره ، وأثناء نزول المفتش من الأتوبيس صرع أتوبيس أخر المفتش وسقط ميتاً وسط دهشة الكثيرين من قوة وبساطة رجل الله وأيضاً : يروى الأستاذ / فيليب ونيس عن نعجة أبونا يسى التي وقعت من الدور الثاني وولدت خروفين ولم يصبها أذى والأستاذ/ ذكرى هابيل الذي أستنجد بأبونا يسى وهو في سن 12 سنة بعد أن عضه كلب مسعور وشفى تماماً بدون علاج والغنام الذي جعل غنمه ترعى في ارض أبونا يسى وهو فرح لأتلافه أرض القسيس ، إذ بعشرة أغنام تموت منه في تلك الليلة ورجل سرق قطن من أرض أبونا يسى ورفض الكل أن يشتريه منه عندما عرفوا ذلك ألا واحد أشترى القطن وهو يتهكم على رجل الله ، فإذ بالمحل يحترق بالنار ليتعلم الرجل درساً .. وبالحقيقة ( لي النقمة أن أجازى يقول الرب ) , وفى بيته نخلة تعطى ثمراً حتى الآن ويتبارك منها جميع أهالي البلدة ورائحة البخور تملأ بيته والبيوت المجاورة خصوصاً يوم السبت مساءً من كل أسبوع وكأن هذا مرتبط برفع بخور عشية الأحد الكنيسية بنى حول قبره دير مبارك فى كوم غريب طما بمحافظة سوهاج .
معجزات بعد نياحته….
أبونا يسى بعد نياحته يتحرك وكأنه حي:هذا ما أكده القمص جرجس شنودة كاهن كنيسة مارجرجس بالمواطنين أدام الله حياته ، أنه بعد نياحة القديس القمص يسى ونحن نلبسه ملابس الكهنوت لم نستطع ذلك .. فقلت ببساطة : ساعدنا يا أبونا يسى, وكانت المفاجأة أن يده ترتفع وتنخفض حين نريد نحن حتى أنتهينا من ذلك ونحن نشكر الله ونشهد لقداستة.
الصديقان والبساطة : اشترك القمص يسى ميخائيل مع الآنبا آبرآم أسقف الفيوم المتنيح في فضيلة البساطة في الحياة .. في الطعام .. في الملبس .. في محبة الفقراء .. فنادراً ما كان القديس يسى يهتم بملبسه ، كانت ملابسه بسيطة جداً وهكذا كان القديس الآنبا آبرآم أيضاً , لذلك أشترك الصديقان أيضاً في ميعاد أنطلاقهما إلى الفردوس معاً ليستريحا من أتعاب العالم في تاريخ واحد 10/6/1914 تنيح القديس الآنبا آبرآم و 10/6/1962 تنيح القديس القمص يسى ميخائيل .
مقبرة أبونا يسى : كانت صغيرة جداً من الطين 5,1 متر × 1 متر وأرتفاعها حوالي 3/4 متر وقد تدخل الله وتم تجديدها بطريقة رائعة على يد سيدنا صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا فام أسقف طما وتوابعها وعاشق القديسين وبالأخص القديس يسى ، وتحول القبر البسيط إلى مذبح تقام عليه القداسات الإلهية وخصوصاً في يوم شم النسيم الذي كثيراً ما صلى القداس نيافة الأنبا فام مع أولاده ومحبي القديس يسى على هذا القبر ( المذبح ) .
قبر أبونا يسى يشع نوراً : حقاً كما جاء في دانيال ( 3:12 ) ( والفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور ) ، في بداية اليوم الرابع بدأت بشائر النور تهل من حول القبر وبدأت الأخبار تأتى تباعاً ..قبر أبونا يسى ينير ليلاً وأخر يقول رأيت نوراً خارجاً من القبر ودون مبالغة كان النور وكأنه طبيعي جداً وبدأ يضئ منطقة ليست بقليلة .
سيرة المتنيح الأنبا فام أسقف طما وتوابعها
عندما تنيح شيخ المطارنة الحبر الجليل مثلث الرحمات نيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطما وطهطا وفى عام 1977 قرر البابا شنودة الثالث تقسيم الكرسى الى ثلاث كراسي هم: – كرسي أبو تيج وصدفا – كرسى طما – كرسى طهطا , وبذلك أسس قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك 117 كرسى طما وتوابعها فى يوم العنصرة الموافق 25/5/1980 ورسم فى ذلك اليوم المبارك أول أسقف كرسى طما هو نيافة الحبر الجليل الأنبا فام أسقف لطما وتوابعها، ورئيس دير أبونا يسى ميخائيل.
نشأته : ولد في 1 فبراير 1945م بطهطا وينتمي لعائلة “سكلا” بإخميم، محافظة سوهاج وحصل على بكالوريوس هندسة قسم المناجم (قسم تعدين) , جامعة أسيوط ، سنة 1967 م ,ثم عمل مهندسًا بالمناجم لكن من اجل حبه للرب والكنيسة كرس حياته للرب فترك هذا العالم وقصد ديرالقديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون 3/6/1977 وبعد حياة التلمذة والاختيار ترهب باسم مينا الانبا بيشوى فى 15/12/1977 برئا سة الحبر الجليل الانبا صرابامون اسقف دير الانبا بيشوى , وفى فترة قصيرة احبه الاباء الرهبان واسقف الدير وذلك لتواضعه ونسكه وتقشفه وقد عاش محبا للصلاة والصوم ونال الكهنوت باسم الراهب القس مينا الانبا بيشوى فى 19يوليو 1979 وبعرض اسماء الاباء المرشحين للاسقفية على قداسة البابا وعرض اسم القس مينا الانبا بيشوى لاسقفية طما الجديدة تقدم الاباء الكهنة واراخنة وشعب طما بتزكيته اسقفا فرسمه البابا شنودة الثالث فى عيد العنصرة فى 25 مايو 1980 اسقفا لكرسى طما باسم الانبا فام على اسم قديس وشفيع طما الشهيد العظيم ابو فام الاوسيمى واهتم نيافته بكهنة القرى وكذلك الخدام ومدارس الاحد والشباب وكذلك انشاء الكنائس الجديدة وترميم القديم منها وساعده الشعب فى بناء المطرانية الجديدة فى طما وكذلك اعادة بناء الكاتدرائية الجديدة , كاتدرائية الشهيد ابو فام والشهيدة دميانة , وفى عام 1993 سافر الى انجلترا حيث اجريت لنيافته عملية جراحية فى القلب ورغم مرضه هذا لم يترك الخدمة بل بذل جهدا جبارا فى السهرات والصلوات فى كل مناسبة على مستوى جميع كنائس الايبارشية ..صلواته تكون معنا جميعا.
ومن الاحداث التى لا تنسى لسيدنا الانبا فام ولشعب الايبارشية كلها ان نيافته شابه الاباء الرسل حينما نال بركة السجن وذلك فى 5/9/1981 وكان من ضمن مَنْ تعرَّضوا للاعتقال من خلال قرارات سيادة الرئيس محمد أنور السادات الخاطئة (قرارات التحفُّظ في سبتمبر 1981 م.) , وتم ذلك في سجن المرج, هو رئيس دير أبونا يسى بطما وكان الخروج من السجن فى يناير 1982 وكان اول دفعة خرجت من السجن مع نيافته .. المتنيح الانبا بيمن اسقف ملوى – المتنيح القمص يوسف اسعد والقمص بيشوى يسى ..يخدم باستراليا.
الانبا فام وحياة التسليم…
وعند كتابة رغبات التعيين لم يكتب شئ من الرغبات لان سلم الرغبة لله ولكن فى داخله كان يتمنى ان تكون الرغبة الإلهية هى القاهرة حتى يتمكن من دخول الاكليركية لتسليم ألحان الكنيسة من مصادرها الاساسية ولكن شاءت رغبة المسيح ان لا تقبل هذه الرغبة وعلى العكس جاء أمر التكليف على النقيض تماما حيث جاء القرار بالعمل فى اقصى الجنوب وذلك فى بلدة اسمها اللديد وفيها تعلم التسبحة باللغة القبطية بطلاقة من شعب الكنيسة الذى تسلمها من المتنيح القمص منقريوس الانطونى مؤسس الكنيسة بالقرية
وتعلم ايضا ألحان الكنيسة الاصلية وحتى الوعظ كثيرا ما كان يكلفه كاهن الكنيسة بوعظ الشعب وقت القداس فكانت هذه القرية فعلا مدرسة نيافته لاستلام التسبحة والوعظ الى جانب خدمته فى مدارس الاحد لأولاد القرية وبعد حوالى 7 سنوات صدر الأمر له بالنقل الى القاهرة حيث جاء عمله الجديد فى هيئة المساحة الجيولوجية والتي تقع بالقرب من الكاتدرائية بالعباسية , فكانت فرحة للالتحاق بالاكليريكية للاستزادة من العلوم الكنسية وفرحة ايضا للتردد على أديرة وادى النطرون وخلال هذه الفترة سافر المهندس طوبيا إلى بولندا فى بعثة حيث صحب معه شرائط الحان التسبحة فكانت فرحة تكميل ما نقص من الحان التسبحة وهكذا كان الله يخطط له خطوة كما يقول المزمور”الرب يعلم الودعاء طرقه”
عندما قرر الرهبنة اعترض والده قائلا انتظر لما تخلص من همى “لأن والده كان عمره 82سنة وكانت كلماته مؤثرة لم يهتم بها فأرسل له خطابا كان قاسيا له”يا والدي لااحد يعرف من يموت فينا اولا ثم لماذا تهتم القاء النظرة الاخيرة عليه وذكر له قصة الغنى ولعازر وكيف ان لعازر لم يلقى احد عليه النظرة الاخيرة ومع ذلك وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم والغنى القى عليه الكثيرون النظرة الاخيرة قيل عنه مات ودفن فأرسل له والده قائلا: يا ابنى اللى انت عايز تعمله اعمله ولا تهتم بما قلته لك من قبل وبالفعل دخل الشاب طوبيا الدير فى 3/6/1977. فى 11/11/1967 استلم المهندس طوبيا فى شركة النصر للفوسفات فى السباعية فى أسوان وحدث فى اول يوم من استلام العمل انه تعب من العمل طوال النهار وفى المساء حوالى الساعة العاشرة مساءا انقطعت الكهرباء ووجد نفسه فى مكان فسيح مظلم بمفرده وصوت الذئاب المسموع ولم يكن يعتاد على الغربة من قبل ووجد نفسه فى ضيق شديد وسرعان ما أدرك هذا وحاسب نفسه وقال: المفروض اكون فرحان لانى تركت الناس ودى الحياة اللى انا ارغبها لكى اعيش مع من احبه وخدمة وللحال شعرت بالسلام” ولكن مع حبه للخدمة كثيرا ما كان ينزل للقرى المجاورة لقرية اللديد لخدمة أهلها فى الافتقاد والوعظ فى القداسات وكانت فرصة لممارسة التسبحة خاصة ليالى كيهك وحتى الآن مازال نيافته يحرص على زيارة هذه القرية فى الأحد الثانى من كل شهر كيهك , حيث ينتظر اهل القرية هذا اليوم طوال العام .
– في حبرية البابا شنوده الثالث كان في لجان المجمع المقدس التالية: لجنة الرعاية والخدمة – لجنة الطقوس
تنيَّح في لندن ، حيث سافَر للعلاج وأصدر قداسة البابا تواضروس الثاني قرارًا بابويًّا: “بتكليف نيافة الأنبا باخوم أسقف سوهاج وتوابعها بالإشراف الرعوي الكامل روحيًّا وإداريًا وماليًّا على إيبارشية طما وتوابعها”, وقد زارها نيافته في نفس اليوم.
في يوم 26 فبراير 2018 م , تم عمل قداس ترحيم وعزاء الأنبا فام برايتون بإنجلترا، وقد بدأ القداس في التاسعة صباحا ب بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا أبرآم برايتون , كما تم إقامة عزاء بقاعة الكنيسة ذاتها عقب القداس وحتى الساعة الثانية ونصف ظهرًا , وذلك حتى يتم إرسال جثمان نيافته لأرض الوطن بعدها بأيام. وفي مساء يوم الثلاثاء 6 مارس 2018 م (الموافق 27 أمشير 1734 ش.) وصلت الطائرة التي تقل جثمان مثلث الرحمات نيافة الأنبا فام أسقف طما قادمة من العاصمة البريطانية لندن, وكان في استقبال الجثمان بالمطار نيافة الأنبا باخوم أسقف سوهاج والنائب البابوي إيبارشية طما وعدد من كهنة الإيبارشية وبعض الأراخنة، حيث تم نقله إلى كنيسة الملاك بشيراتون وأقيمت صلاة تسبحة نصف الليل، وتمكن أبناءه من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه والتبرك منه.
وفي اليوم التالي 7 مارس 2018 م, أقيم قداس بالكنيسة ذاتها (الساعة السابعة صباحًا) بحضور الجثمان – ووصل حينها الدكتورأيمن عبد المنعم , محافظ سوهاج لحضور الجنازة , قبل أن تحمله السيارة إلى الكنيسة البطرسية ليصلي قداسة البابا تواضروس الثاني صلاة تجنيزه في الحادية عشرة صباحًا , وقد صلى مع قداسته كذلك ٣٠ من أحبار الكنيسة ، وهم : الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية – الأنبا تادرس مطران بورسعيد – المتنيح الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون – الأنبا متاؤس أسقف ورئيس ديرالسريان بوادي النطرون – الأنبا موسى أسقف الشباب – الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة – الأنبا بسادة أسقف إخميم وساقلتة – الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة – الأنبا باخوم أسقف سوهاج والنائب البابوي لإيبارشية طما – الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، مغاغة – الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس، البحر الأحمر – الأنبا دانيال أسقف المعادي – الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص – الأنبا مكسيموس أسقف بنها – الأنبا صرابامون أسقف أمدرمان وعطبرة، السودان – الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس – الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح – الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد بالقاهرة – الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص – الأنبا إرميا الأسقف العام – الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير القديس الأنبا بولا، البحر الأحمر – الأنبا ثيؤدوسيوس أسقف كرسي الجيزة ووسطها – الأنبا صليب أسقف ميت غمر ودقادوس – الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة – الأنبا يوساب الأسقف العام للأقصر – الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات – الأنبا زوسيما أسقف أطفيح – الأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزة والمشرف على خدمة الشباب بالأسكندرية – الأنبا يواقيم الأسقف العام لإسنا وأرمنت – الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس عين شمس والمطرية. كما شارك في الصلاة القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية بالقاهرة ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان , وتنيح يوم الأحد 25 فبراير 2018 م.
المراجع والمصادر:
(1) – كتاب: الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال .
(2) – كتاب السجل التاريخي لقداسة البابا شنوده – الكتاب الثاني، الجزء الأول (الرعاية) – القمص ميخائيل جرجس صليب.
(3) – المركز الإعلامي القبطي الأرثوذكسي – 25 فبراير 2018 م و الثلاثاء 6 مارس 2018 م. (الموافق 27 أمشير 1734 ش).
(4) – الاحتفالية بمرور 25 عاما على سيامة نيافة الحبر الجليل الانبا فام , اسقف طما وتوابعها 25/5/ 1980- 25/5/2005, مطرانية الارثوذكس , بطما.