“اقسم بذاتي ياحبييي جرجس أنه كما لم يقم من مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان، كذلك لايكون أيضا في الشهداء من يشبهك، ولن يكون لك نظير منهم إلى الأبد، وقد جعلت لك اسما شائعا حسنا في ملكوتي، وقد أعطيت نعمة لاسمك وسيرته ميناء خلاص لجميع البشر ، لكي كل مايذكر اسمك من الرجال والنساء ولو كانوا في جميع الشدائد فإنني استجيب لهم سريعا واعطيهم سؤل قلبهم”، هكذا عبر الله عن حبه لأمير الشهداء في مخطوطة موجودة بديره.
اليوم نحتفل بعيد استشهاد أمير الشهداء مارجرجس، وهنا أذكر علاقتي بهذا الشهيد العظيم، حيث أذكر عندما كنت صغيرة دائما ماكنت أسمع إن الشهيد مارجرجس شديد في تعامله فكنت أخاف أن اطلبه في أي موضوع حتى إذا اخطأت لا يعاقبني بشدة.
وكنت أسمع قصص من البعض إنه كيف عاقب إنسان أخطأ لذلك كنت اتشفع بأمى العذراء مريم ومازالت لإنني أعلم إنها تتميز بالطيبة.
وتمر الأيام وأتغرب في القاهرة وأسكن بالقرب من كنيسة على اسم أمير الشهداء وهنا تبدأ بيني وبينه صفحة جديدة رأيت فيها الجانب الحنون والعظيم من الشهيد الهظيم الذي لم أراه من قبل رأيت شفاعته القوية ومواقفه العديدة معي، رأيت يده الحنونة وهي على كتفي في حزنى وضيقي ورأيت استجابته السريعة في مشاكلي وضيقاتي.
وهكذا أصبح الأمير المحارب والمجاهد شفيعي وحبيبي ولكني لا أخفي سرا عندما اخطئ أخاف كثيرا من زعله وليس عقابه لذلك تعودت على أن أتحدث معه وكأني اخاطب صديقي وأطلب منه أن يسامحني فهو شفيعي الذي لايخذلني ابدا حتى ظننت في بعض الأحيان أنه شفيعي أنا فقط فالأمير المغوار أصبح أميرى.
وفي عيد استشهاد سريع الندهة لم نستطيع الذهاب لاخذ بركة جسده الموجود في الكنائس لنتبارك منه بسبب وباء كورونا، وننتظر من حبيبنا أن يمتطى حصانه ويقوم بجوالات في كل أرجاء العالم ليباركنا ويشفي مرضانا من كورونا ويحقق أمنيتنا فهو سريع الندهة وأيضا صاحب الوعد الألهي ” كل من يذكروا إسمك ولو كانوا في جميع الشدائد فأنني استجيب لهم سريعا” ، فبعد عذاب 7 سنوات الله كرمك يا أعظم أمير ..نحن نتشفع بك ونرجو دائما صلواتك عنا أمام عرش النعمة.