تحت رعاية المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية انطلقت فاعليات الدورة العاشرة، من مؤتمر ومعرض دول حوض البحر المتوسط (موك 2019) المقام بمدينة الإسكندرية خلال الفترة من 15-17 أكتوبر تحت شعار “مصر: التكامل بين ضفتى البحر المتوسط” ،بحضور الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الأسكندرية وعدد من قيادات قطاع البترول ورؤساء شركات البترول المصرية والعالمية بهدف الترويج للتنسيق والتكامل والتعاون الاقليمى في مجالات البترول والغاز، وسيستضيف المعرض المصاحب للمؤتمر ، هذا العام أكثر من 350 شركة عارضة محلية وعربية وعالمية من 24 دولة تعرض خلاله هذه الشركات أنشطتها وأحدث التكنولوجيات المستخدمة فى صناعة البترول والغاز ، ويشارك في أعمال المؤتمر نحو 250 متحدثاً على مدى الأيام الثلاثة ومناقشة ما يزيد على 128 ورقة بحثية تغطى عدداً من الموضوعات الهامة المتعلقة بصناعة البترول والغاز.
وخلال الكلمة وزير البترول و الثروة المعدنية التى القاها نيابة عنه المهندس محمد سعفان وكيل أول وزارة البترول لشئون البترول ، أكد فيها أن مؤتمر الموك يعد منصة هامة تعمل على تعزيز التعاون بين دول حوض البحر المتوسط لتبادل الخبرات وتسهيل المناقشات البناءة حول قضايا الطاقة العالمية والمحلية، وأخر مستجدات التكنولوجيات الحديثة فى صناعة البترول والغاز.وأضاف أن مصر تبنت رؤية 2030 والتي تهدف لإيجاد اقتصاد متنوع يمتاز بالتنافسية ويعتمد على الابتكار والمعرفة ويرتكز على العدالة والتكامل الاجتماعى بهدف وضع مصر فى مصاف الدول ذات الاقتصادات المتنامية بسرعة فى المنطقة.
وأشار الملا إلى أن قطاع البترول والغاز بدوره تبنى استراتيجية جديدة للطاقة نجحت فى تحقيق عدة إنجازات حيث تمكن القطاع خلال السنوات الخمس الأخيرة من تحقيق أعلى معدل للاستثمارات في تاريخ القطاع بلغ 30 مليار دولار نتيجة لتحسن البيئة الاستثمارية واستعادة ثقة المستثمرين الأجانب ، كما حقق القطاع رقماً قياسياً بأعلى معدل إنتاج للزيت الخام والغاز في تاريخ مصر خلال شهر أغسطس الماضى حيث وصل إلى 9ر1 مليون برميل مكافئ للزيت يومياً ، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعى فى شهر سبتمبر من العام الماضى وتحقيق أعلى معدل لتوصيل الغاز الطبيعى لـ 2ر1 مليون وحدة سكنية خلال العام الماضى فقط ، فضلاً عن تعزيز البنية التحتية للقطاع من خلال مشروعات تطوير وزيادة طاقة معامل التكرير وخطوط نقل وتوزيع الغاز والمنتجات البترولية إلى جانب افتتاح مجمعين كبيرين للبتروكيماويات.
وأضاف الوزير أن هذه الإنجازات توجب أن يواكبها تفكير فى المستقبل لضمان استدامة واستقرار المكاسب التي تم تحقيقها فى القطاع ولذلك تم تبنى مشروع طموح لتطوير وتحديث القطاع يهدف إلى إطلاق كافة الإمكانات لدعم دوره كمحرك للتنمية المستدامة في مصر للمساهمة فى تحقيق المشروع القومى لتحويل مصر لمركز اقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول، مؤكداً أن مصر تمتلك مفاتيح مستقبل الغاز في منطقة شرق المتوسط لما تملكه من موقع استراتيجى متميز وصناعة طاقة راسخة وبنية تحتية متنوعة.
ولفت الملا أنه قد تم بالفعل اتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق هذا الهدف الحيوى لتكون مصر مركزاً إقليمياً ، وسوف تلعب دوراً مهماً فى تدفقات التجارة العالمية من خلال الاستفادة من العلاقات المتميزة مع الأطراف الرئيسية الدولية فى مجال الطاقة بوجه عام وإقامة شراكات تجعل التعاملات التجارية بين الدول أكثر سهولة وتزيد من التعاملات التجارية التى تربط الشرق بالغرب.
وأكد الملا علي أن هذه الإنجازات والإصلاحات جعلت مصر وجهة الاستثمار الأولى لكبار المستثمرين الدوليين ، مشيراً إلى أن قطاع البترول يمتلك فرصاً استثمارية مميزة ، حيث حققت صناعة البترول المصرية أعلى نسب مشاركة فى الناتج المحلى الإجمالى بنحو 30% وفى الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنحو 50%.
قنصوة محافظ الاسكندرية : الاستثمارات البترولية رسالة سلام مصرية
من جانبه أوضح الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الاسكندرية اهتمام المحافظة بتهيئة المناخ اللازم لتوسع الاستثمارات البترولية فى المحافظة فى ظل تواجد حوالى ٥٨ % من الشركات العاملة بصناعة البترول والبتروكيماويات داخل وحول المحافظة ، وكذلك دعم وتنفيذ المشروعات اللازمة لمشروع مصر القومى فى التحول لمركز إقليمى للطاقة ومنها تطوير ورفع كفاءة ميناء الأسكندرية .
وأشار إلى أن انعقاد مؤتمر دول حوض البحر المتوسط بالأسكندرية بالتبادل مع مدينة رافيينا الإيطالية يمثل أحد جسور ورسائل السلام والمحبة والتعاون التى تقدمها مصر للعالم وتعمل على تأصيلها كثقافة رئيسية بين الشعوب.
رئيس مؤتمر 2019OMC : شرق المتوسط من اهم مناطق انتاج الغاز
وقال اينوسينزو تيتونى رئيس مؤتمر 2019OMC فى مدينة رافينا الايطالية ” يسعدنى ان اشارككم الاحتفال بمرور 10 سنوات على اطلاق مؤتمر دول حوض البحر المتوسط بالاسكندرية ، ونحن فخورون بالمشاركة مع قطاع البترول المصرى والتعاون المثمر للمشاركة فى نشر ثفافة بيئية جديدة ”
واضاف ” اصبحت منطقة شرق المتوسط احد اهم مناطق انتاج الغاز فى ضوء الاكتشافات المتحققة فى مصر وعدد من دول المنطقة ، وخاصة بعد تحقيق مصر كشف ظهر ووضعه سريعا على الانتاج ، ولقد ساهم كشف ظهر الى جوار الاكتشافات الاخرى التى حققتها مصر فى تلبية الطلب المحلى وعودة مصر كدولة مصدرة للغاز مما يؤهلها كذلك لأن تكون مركزا اقليميا لتداول وتجارة البترول والغاز يتكامل مع الدول المجاورة لاستغلال مواردها من الغاز المكتشف ” وتابع ان تنوع امدادات الطاقة سيضمن تأمين الاحتياجات منها ودعم التحول بشكل آمن الى مصادر طاقة جديدة ومتجددة خاصة أنها لا تكفى للوفاء بالطلب على الطاقة فى عالم يتنامى فيه الطلب ، وخاصة أن صناعة الطاقة ستلعب دورا حيويا فى المرحلة الانتقالية لأن امدادات الغاز تعد الانظف بين مصادر الطاقة الاحفورية ، داعيا الى وضع تطوير انشطة تخزين الطاقة و سبل جديدة لتحويل انبعثات الكربون الى مواد نافعة مثل البوليمرات ، واستغلال النفايات ، مؤكدا اهمية ادراج هذه الموضوعات على اجندة المؤتمرات لمناقشتها بشكل اوسع . واختتم بأن مدينة رافينا الايطالية ستستضيف النسخة القادمة من مؤتمر OMC فى مارس 2021 .
ومن جانبه اعرب ديمتريس فيساس القائم باعمال المدير العام لشركة الهيدروكربونات القبرصية عن اعتزازه بالمشاركة فى هذا الحدث ممثلا لبلاده مشيرا الى ان المؤتمر يعد فرصة كبيرة لتواصل الثقافات بين دول الاقليم نظرا لأنه يضم خبراء فى صناعة البترول والغاز من مختلف انحاء العالم لتبادل الرؤى حول التحديات والفرص المتاحة ، حيث اصبح البحر المتوسط منطقة هامة للعالم اجمع .
واشار الى أن بلاده تعتزم اطلاق مؤتمر شرق المتوسط ” “ EMCالذى سيعقد فى العاصمة نيقوسيا فى ابريل 2020 كمؤتمر شقيق لمؤتمرى حوض البحر المتوسط اللذين تنظمهما مصر وايطاليا بهدف اثراء التعاون الاقليمى بين دول المنطقة .أشار المهندس أسامة البقلى رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعة (ايجاس) ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر فى كلمته أن عقد المؤتمر في مصر يحمل رسالة هامة للعالم وهي أن مصر تعمل حالياً لتحقيق آمال وتطلعات المتخصصين في صناعة البترول في ظل مستقبل متنامي يحمل كافة مقومات النجاح، ولديها القدرة على استقبال وتنظيم الأحداث العالمية.وأضاف أن هذه الأيام الثلاثة تعد ويمثل فرصة طيبة للمشاركين لتبادل الخبرات والتعرف على أخر مستجدات التكنولوجيات الحديثة خاصة فى مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج من المياه العميقة فرصة ذهبية لجميع المشاركين للقاء و المناقشة و الاهم التخطيط للمستقبل.
وأضاف أنه منذ بداية انعقاد مؤتمر موك عام 2000 والتناوب سنوياً بين مدينتى الأسكندرية ورافيينا الإيطالية أصبح من أهم المؤتمرات البارزة في أجندة المؤتمرات الدولية ويُعد دائماً تجمعاً مهماً للخبراء وصانعى القرار والمتخصصين فى قطاع البترول والغاز الطبيعى، ، كما يعد منصة جيدة للتعرف عن قرب على الفرص الاستثمارية بقطاع البترول فى ظل استراتيجية مصر فى التحول لمركز إقليمى للطاقة وكذلك تدعيم التعاون بين دول حوض البحر المتوسط المشاركة فى المؤتمر من خلال التركيز المكثف على جنوب منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أنه سيتم خلال المؤتمر بحث عدد من القضايا الهامة المرتبطة بصناعة الغاز الطبيعى فى منطقة البحر المتوسط خاصة وأن المؤتمر بمثابة الخيار الاستراتيجى الأهم للشركات العاملة في المناطق البحرية.